لم تُتعب السنوات عصام الحضري. ها هو الحارس التاريخي لمنتخب مصر والنادي الأهلي يحتفل الأحد الماضي بعيد ميلاده الـ 44. كبر الحضري، لكنه بقي فتياً في حبه للكرة التي أعطاها كل ما يملك دون كلل وأعطته في المقابل أحلى اللحظات التي يحلم بها كل لاعب والمتمثلة بالإنتصارات والألقاب سواء مع الأهلى أو مصر والتي كان لهذا الحارس الكبير دور رئيسي فيها.
تصدياته الخرافية وشخصيته القوية والقيادية وتفانيه في الملعب كل ذلك وأكثر جعل منه أحد أفضل الحراس في تاريخ مصر إن لم يكن أفضلهم. مصر التي قدّمت حراساً أفذاذاً أمثال إكرامي "وحش أفريقيا" وأحمد شوبير وثابت البطل ونادر السيد وغيرهم الكثير.
ها هو ابن مدينة كفر البطيخ في محافظة دمياط يحتفل بعيد ميلاده الـ 44 مستذكراً لا شك شريطاً حافلاً من الذكريات مذ بدأ رحلته مع الأهلي الذي حقق معه 17 لقباً بينها 7 في الدوري المحلي بين 1996 و2008، و3 في دوري أبطال أفريقيا في 2001 و2005 و2006، و3 في كأس السوبر الأفريقي في 2001 و2005 و2006، ومع منتخب مصر الذي فاز معه بكأس أمم أفريقيا في 1998 و2006 و2008 و2010.
من يمكن أن ينسى مشاركة الحضري في كأس القارات عام 2009 في جنوب أفريقيا وتحديداً تصدياته الخرافية في المباراة التي فاز فيها "الفراعنة" على إيطاليا ونال فيها إشادة الحارس العملاق جيانلويجي بوفون على أدائه بعد المباراة؟
هذا كلّه دفع النجم العاجي ديدييه دروغبا إلى القول بأن الحضري هو أفضل حارس واجهه طوال مسيرته الكروية.
لكن رغم هذه السنوات الـ 44 لا يزال الحضري متسلحاً بإصراره وعزيمته على مواصلة المشوار وكتابة التاريخ. هذا التاريخ الذي سيكون الحضري على موعد معه اليوم في مباراة مصر أمام مالي في أمم أفريقيا 2017 إذ إنه بمشاركته سيكسر الرقم القياسي لأكبر اللاعبين سناً في تاريخ البطولة والذي يحمله مواطنه النجم السابق حسام حسن بسن 39 عاماً في 2006.
هذا الإنجاز تخطى حدود القارة الأفريقية وتحدثت عنه كبرى الصحف العالمية حيث وصفت صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية الحضري بالـ "أسطورة الحية". أما مواطنتها ليكيب فأسهبت في الحديث عن مسيرته واستذكرت في عام 2005 كيف أبكى النجم الكاميروني صامويل إيتو عندما حرمه من المشاركة في مونديال 2006 في ألمانيا.
اليوم سيكون الحضري بسن 44 عاماً على موعد جديد مع التاريخ. إنه حقاً "السد العالي" كما لقبه الجمهور المصري.