من خط الصد .. الحاج أبو كامل يطلقها “نحن لا نبكي الشهداء”

آخر تحديث 2017-01-19 00:00:00 - المصدر: الحشد الشعبي

نحن لا نبكي الشهداء .. هكذا يبدأ الحاج أبو كامل الرجل السبعيني حديثه عن تجربته انضمامه للحشد الشعبي هو وسبعة عشر شابا من اقاربه وذويه، فيما يصر الرجل المسن على مسك سلاحه، وهو لا يزال يسرد التفاصيل الاولى التي سبقت التحاقه بجبهات القتال.

ويقول ابو كامل، بعد ان سرقنا ساعة من واجبه في احد خطوط الصد غرب الموصل، ان اقاربة السبعة عشر الموزعين بين احفاد وابناء اخوة واخوات، هم ليسوا كذلك في ميدان الجهاد، حيث يكشف خلال حديثه ان مسؤول سريته هو احد احفاده، فيما يستدرك بانه لا يأبه لهذه التفاصيل فهو يبحث عن الاسبقية في تأدية واجباته فقط.

وعند سؤالنا عن جدوى حضوره للجبهات وهو طاعن في السن خاصة مع وجود مزاعم بان الحشد “يسرق وينهب” في بعض المناطق التي يحررها، يرد بخيال ابتسامة تظهر على شفتيه النحيلة، ثم يقول على استحياء ان “ما تركه في محافظته المثنى ربما يعد ثروة لا يمكن حصرها بالارقام، كونه يمتلك مزارع ومواشي ومصالح اخرى تابعة له ولعائلته الكبيرة”.

وفيما يسترسل الحاج ابو كامل بكلامه، فانه يستبق بعض الاسئلة باجوبة عفوية، حيث يؤكد ان حضور عدد كبير من اقاربه الى جبهة واحدة معه يشعره بالفخر لا الخوف او الخشية عليهم من مخاطر الاصابة او الفقدان، فهو يؤكد ان المجاهدين لا يمكن البكاء عليهم، “فهذه منزلة عظيمة لا يمنحها الله الا لمن يستحقها”.

ويستعيد الرجل الكبير حديثه عن الحظات الاولى التي سبقت التحاقه بالحشد، ويربطها بالصور الاولى التي بادرت الى ذهنه “عند احتلال داعش الاجرامي لبعض المدن العراقية”، بالقول ان نساء الموصل اللاتي ذهبن سبايا على ايدي مجرمي داعش هن اول الجروح التي سببها داعش له، مرددا وهو ممسك بسلاحه الذي لا يفارقه، وعبارته التي طرقت مسامعنا اكثر من مرة “احنه جايّين للموت”.