بيروت/ وسيم سيف الدين/ الاناضول
دعا رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، مساء اليوم الخميس، المجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده في تحمل أزمة اللاجئين السوريين، التي وصفها بـ"المعقدة والمدمرة".
جاء ذلك في كلمة للحريري، خلال احتفال في "السراي الكبير" وسط العاصمة بيروت، بمناسبة إطلاقه "خطة لبنان للاستجابة للأزمة"، بحضور مسؤولين من الأمم المتحدة ولبنانيين، وسفراء عرب، وأجانب.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية: "ندعو المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في هذه المهمة الكبيرة، لأننا لن نشعر وحدنا بعواقب عدم المساعدة بل سيشعر بها العالم بأسره".
وأضاف "الأزمة التي وصفت بالطارئة قبل ست سنوات أصبحت اليوم واحدة من أقسى الأزمات التي واجهها لبنان، وكان لها تداعيات صارمة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية".
وتابع "أثبتت أزمة اللاجئين السوريين أنها معقدة ومدمرة. فالضغط على اقتصادنا الحقيقي نتيجة الصراع في سوريا كان هائلاً وغير مسبوقا".
وأوضح الحريري، أن لبنان شهد انخفاضاً حاداً في النمو الاقتصادي من معدل 8% في السنوات التي سبقت الأزمة إلى 1%، خلال سنوات الأزمة.
وقال: "لا نستطيع أن نعزو سبب النمو البطئ إلى وجود اللاجئين السوريين وحده، لكن النمو البطئ قلص قدرتنا على التعامل مع أزمة اللاجئين".
وتشير تقديرات البنك الدولي، إلى أن لبنان قد تكبد خسائر بلغت 13.1 مليار دولار منذ العام 2012، منها 5.6 مليار في عام 2015 وحده.
وذكر الحريري أن "لبنان يحتاج في السنوات الثلاث القادمة إلى استثمارات جديدة لا تقل عن 8 إلى 10 مليارات دولار، في البنية التحتية وبمشاريع جديدة، لتعويض التدهور الذي حدث بسبب وجود 1.5 مليون لاجئ سوري على أراضينا".
ومضى قائلا: إن "المساهمات من المجتمع الدولي حتى الآن، التي نرحب بها ونقدرها، غير متناسبة مع الاحتياجات الكبيرة للمجموعات المتضررة، من اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة".
من جهته، قال المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في لبنان، فيليب لازاريني: إن "ست سنوات من الأزمة السورية أدت إلى أكبر أزمة إنسانية في عصرنا".
وأضاف لازاريني "يبقى لبنان في طليعة مواجهة هذه الأزمة، فعلى الرغم من الموارد المحدودة للبلاد، إلا أن اللبنانيين أظهروا التزاماً استثنائياً وتضامناً من خلال فتح أبوابهم لمليون ونصف لاجئ هربوا من سوريا".
وأشار أن أزمة اللاجئين السوريين كبّدت لبنان تكلفة باهظة مضافةً إلى التحديات التي تواجهها البلاد، ما أوصلها إلى حد استنزاف مواردها.
ولفت أن المجتمع الدولي قدم للبنان منذ بداية الأزمة في سوريا، أكثر من 4.9 مليار دولار كمساعدات إنسانية لمواجهة آثار أزمة اللجوء السوري.
وقال المسؤول الأممي: "نحن هنا لإطلاق خطة لبنان للاستجابة للأزمة (2017-2020) التي جاءت بشكل مشترك بين الحكومة اللبنانية وشركائها الدوليين".
وأضاف "لم تتغير أهدافنا لعام 2017 عن السنوات السابقة، وخطة الاستجابة التزمت بالحفاظ على استقرار لبنان وقدرته على تلبية الاحتياجات الملحّة للفئات المتأزمة".
وتابع لازاريني: "نتطلع لتأمين 2.8 مليارات دولار، لتلبية احتياجات الحماية والمساعدة المباشرة لـ 1.9 ملايين شخص، وتأمين الخدمات الأساسية لـ 2،2 مليون شخص؛ فضلاً عن الاستثمار في البنية التحتية والاقتصاد اللبناني والمؤسسات العامة".
وخطة "الاستجابة للأزمة (2017-2020)"، التي أطلقها لبنان، اليوم، هي خطة مشتركة، بين الحكومة اللبنانية وشركائها الدوليين والمحليين، تهدف إلى جمع التمويل اللازم للاستجابة للتحديات المرتبطة بأزمة اللاجئين السوريين في البلاد.
يشار إلى أن لبنان يستقبل نحو 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين رسمياً لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في حين تتحدث المصادر الرسمية اللبنانية عن أن العدد الفعلي يفوق 1.5 مليون لاجئ.