معارك الساحل الأيسر تُدمِّر 90% من الشوارع و60% من مباني الحكومة

آخر تحديث 2017-01-21 00:00:00 - المصدر: المدى برس

لم يتبقَّ أمام القوات المشتركة غير بلدة الرشيدية، الواقعة شمالي الموصل، لإعلان الساحل الأيسر محرَّراً بالكامل من تنظيم "داعش".

وتعتبر الرشيدية أحد أهم معاقل التنظيم، وتضم نحو 6 آلاف منزل، لم يغادرها أغلب سكّانها. وتجاوز عدد النازحين منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الموصل الـ178 ألف نازح، بحسب آخر تقديرات وزارة الهجرة.

وكان قائد العمليات المشتركة الفريق الأول الركن طالب شغاتي أعلن، يوم الاربعاء، إنهاء مهمة قوات مكافحة الإرهاب بتحرير الساحل الايسر للموصل بشكل كامل. لكنّ خليّة الإعلام أصدرت بياناً لاحقاً، نفت خلاله "السيطرة الكاملة" على ساحل المدينة الأيسر.

إلى ذلك قدّر عدد الضحايا المدنيين في الاحياء الشرقية بنحو ألف شخص بين قتيل وجريح، منذ انطلاق العمليات قبل 3 أشهر.

وسُجِّل أعلى عدد من الضحايا في حيي السماح والمثنى في شرق الموصل.

ولحقت الاضرار بنحو 60% من المباني الحكومية، وتدمرت شبكة الطرق والمواصلات في الساحل الايسر بنسبة 90%.

وتسببت العمليات العسكرية بتدمير المؤسسات الامنية ومراكز الشرطة بنسبة 100%. وقدرت الاضرار التي لحقت بمنازل الاهالي بنحو 15%، وسجلت أعلى الاضرار في الاحياء السكنية بمنطقتي الكرامة وعدن.

وقال قائد العمليات المشتركة طالب شغاتي، في مؤتمر صحفي عقده في ناحية برطلة، أن قواته احبطت خلال العمليات العسكرية في الساحل الايسر 300 عجلة مفخخة، وقتلت اكثر من 3300 عنصر من داعش.

وأضاف شغاتي "نجحنا بتطبيق قواعد الاشتباك ومراعاة القواعد الدقيقة لحقوق الانسان خلال عمليات التحرير"، مؤكدا أن "التنسيق مع التحالف الدولي ممتاز جداً وهناك دور كبير له، كما انه صفقة مكملة ودور مساعد مهم في عمليات التحرير".

وزادت شراسة العمليات العسكرية، مع آخر يوم من العام الماضي، عقب تنفيذ خطة عسكرية جديدة، تضمنت زيادة وجود المستشارين الغربيين على خطوط التماس الى جانب القوات العراقية.

وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية جراء زج نحو 4 آلاف مقاتل من الشرطة الاتحادية في جنوب شرق الساحل الايسر. كما ساعد تعاون السكان مع القوات العراقية في الكشف عن تحديد مواقع التنظيم، والسيارات المفخخة.

وخسر داعش 200 من مسلّحيه في معركة حي القدس التي اعتبرت ذروة الخسارة التي لحقت بالتنظيم في الساحل الايسر.

 

المعركة الأخيرة

ويؤكد حسين حاجم، قائممقام الموصل، سيطرة القوات المشتركة على جميع احياء الساحل الايسر باستثناء منطقة الرشيدية الواقعة في الشمال.

وأكد حاجم لـ(المدى) ان "الرشيدية بلدة كبيرة وتعد من اكثر المناطق التي يتواجد فيها داعش"، مشيرة الى انها تضم 6 قطعات سكنية، وكل قطاع يضم 1000 منزل.

وحررت القوات الامنية، يوم الخميس، قضاء تلكيف شمالي الموصل بالكامل، بعد حصار استمر لعدة اسابيع.

وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي أن "قطعات الفرقه التاسعة واللواء الثالث الفرقه الاولى بإسناد من طيران التحالف الدولي والقوة الجوية وطيران الجيش حررت قضاء تلكيف بالكامل".

من جهته أكد محافظ نينوى نوفل العاكوب أن عملية تحرير كل الساحل الايسر تسير على  وفق الخطة العسكرية، منوهاً الى ان منطقة الرشيدية من المناطق المكتظة بالسكان.

لكنّ العاكوب، في تصريح هاتفي لـ(المدى) أمس، أكد أن حجم السكان المتواجدين في آخر مناطق الساحل الايسر لن تعيق تقدم القوات، مشيرا الى ان "أغلب المسلحين قد فروا من هناك".

تقييم الأضرار

وعن الأضرار التي لحقت بالاحياء الشرقية جراء المعارك، قال محافظ نينوى ان "الحكومة المحلية بدأت بحصر الاضرار وتقييم وضع المباني الحكومية والمدنية"، مؤكدا أن "معظم الجسور داخل الموصل قد خرجت عن الخدمة، بالاضافة تضرر اغلب المباني الحكومية".

وكانت قوات التحالف قد وجهت ضربات الى الجسور الخمسة التي تربط ساحلي الموصل. واعتبرت الحكومة المحلية، وقتها، ان "الضربات كانت دقيقة ويمكن إصلاح الجسور بسرعة".

تدمير البنايات

لكن قائممقام الموصل حسين حاجم أكد ان "90% من شوارع الساحل الايسر قد دمرت، بسبب المعارك وقذائف الهاون التي كان يستخدمها داعش". وألحق دمار الطرق أضراراً كبيرة بشبكة المياه والاتصلات والكهرباء المدفونة تحت الارض.

واضاف حاجم، في حديثه لـ(المدى)، ان "60% من البنايات الحكومية في شرق الموصل قد دمرت"، كاشفا عن "تدمير مستشفيي السلام والخنساء بنسة 70%. ولم يعد هناك اي مركز صحي داخل في الخدمة".

وتابع المسؤول المحلي بأن "الدمار في المؤسسات الامنية ومراكز الشرطة كان بنسبة 100%، فيما نسبة التدمير في المدارس وصل الى 30%".

الضحايا من المدنيين

ويقدر قائممقام الموصل عدد القتلى بين صفوف المدنيين في الساحل الأيسر، بنحو 100 قتيل و800 جريح تعرضوا لإصابات متفاوتة.

وسجلت أعلى أعداد للضحايا في حي السماح الاول، حيث تسبب انفجار سيارة مفخخة بمقتل 33 شخصا بقوا لنحو 10 أيام تحت الانقاض، حتى استطاعت القوات الامنية وفرق الاطفاء اخراجهم.

كما قتل 9 مدنيين في العمليات العسكرية والاشتباكات التي شهدها حي المثنى. ويعتبر حي السماح الاول اكثر المناطق تضررا،  اذ فجر انتحاري نفسه بسيارة ملغمة هدمت 7 منازل دفعة واحدة.

وقدر قائممقام الموصل نسبة الاضرار في المنازل بنحو 15 %، مبينا ان "في كل حي يوجد نحو 6 منازل مدمرة بشكل كامل".

وشدد حاجم على ان اغلب الاضرار كانت "بسبب هاونات ومفخخات التنظيم". واشار الى ان الجرافات التابعة للقوات المشتركة "دمرت أسيجة بعض المنازل اضطراراً لتنظيف الطرق من العبوات الناسفة".

من : وائل نعمة.