نيويورك تايمز: تحديات جديدة تواجه القوات العراقية مع تقدمها بالموصل

آخر تحديث 2017-01-25 00:00:00 - المصدر: المدى برس

نيويورك تايمز: تحديات جديدة تواجه القوات العراقية مع تقدمها بالموصل

المدى برس/ بغداد

رجّحت صحيفة أميركية، عالمية الانتشار، اليوم الأربعاء، أن تواجه القوات العراقية تحديات جديدة وهي تستعد لتحرير الساحل الأيمن للموصل، مؤكدة أن مخاطر البيوت المفخخة والعبوات الناسفة، ما تزال موجودة برغم تحرير الجانب الشرقي للمدينة، في حين يتواجد (داعش) متخفياً بين ثلاثة أرباع المليون مدني عالقين بالضفة الأخرى لدجلة.

وقالت صحيفة النيويورك تايمز The New York Times  الأميركية، في تقرير لها، تابعته (المدى برس)، إن "معركة تحرير الموصل، دخلت بعد ثلاثة أشهر من القتال، فصلاً جديداً من التحديات في وقت لم تنفد بعد ترسانة تنظيم داعش الواسعة من أحزمة الانتحاريين الناسفة والسيارات المفخخة، وبقاء مئات الآلاف من المدنيين عالقين في أحياء المدينة"، عادة أن "مخاطر البيوت المفخخة والعبوات الناسفة، ما تزال موجودة برغم تحرير الجانب الشرقي (الأيسر) من الموصل، وهزيمة مسلحي داعش فيه، وأن التنظيم ما يزال يتواجد في الجانب الآخر من ضفة النهر، على بعد عدة مئات من الياردات، متخفياً بين المدنيين".

وقال مراسل الصحيفة، ايفور بريكيت، الذي رافق وحدة القوات الخاصة العراقية بقيادة العقيد الركن مهند سعد، إن "القوات الخاصة تعتبر من نخبة عناصر الجيش العراقي، قد واجهت الكثير من الكمائن والمسلحين، والأعنف من كل ذلك، السيارات الانتحارية المفخخة أيضاً، حتى أن تنظيم داعش أرسل طائراته المسيّرة إليهم وهي تحمل المتفجرات، حيث سارع أفراد القوات الخاصة بتوجيه فوهات بنادقهم القناصة إلى السماء لإسقاطها مع حمولتها" .

وذكر مراسل النيويورك تايمز، أنه مع "تقدم العجلات المدرعة لقوات مكافحة الإرهاب في المدينة، من دبابات وبلدوزرات وعجلات هامفي، قامت مجاميع صغيرة من قوات العمليات الخاصة العراقية بعمليات تفتيش دقيقة في البيوت التي يعتقد باختباء عدد من مسلحي داعش داخلها، حيث يقومون بتحريك كل شيء في البيت بحذر خشية وجود كمائن خداع متفجرة".

وأضافت الصحيفة، أن من "بقي من مسلحي داعش في الجانب الأيسر من المدينة بعد تحريرها، هم الذين يريدون مواصلة القتال لحد الموت، حيث قامت قوات مكافحة الإرهاب بقتلهم الواحد تلو الآخر، وقد وجد أحدهم مقتولاً عن مدخل أحد البيوت في حي الأندلس السكني الراقي، شرقي الموصل، حيث خرج طفل في العاشرة من عمره، من باب البيت المجاور، ولم يعر أهمية لهذا المنظر المروع، وكأنه اعتيادي".

وأوضحت الصحيفة أنه برغم أن "أكثر مراحل المعارك عنفاً قد انتهت فإن الجنود العراقيين ما يزالون يراعون جانب الحذر الشديد من انتحاريي السيارات المفخخة، إذ تتردد رسائل على أجهزة اللاسلكي بين وحدات القوات العراقية، بين الحين والآخر، للتحذير من وجود سيارة مفخخة يقودها انتحاري، وبعد دقائق قليلة من ذلك، تقوم طائرات التحالف الدولي بقصفها وتفجيرها، بالتنسيق مع القوات العراقية على الأرض".

وقال المراسل بريكيت، إن "سيارة مشكوك بكونها مفخخة، كانت تتجه نحو الموقع العسكري الذي كنا نتواجد فيه، حيث عمد الانتحاري إلى عبور صف من السيارات المركونة ثم توقف وفجر سيارته ما أدى إلى تدمير عجلتي هامفي وجرح أربعة جنود" .

وتابعت النيويورك تايمز، أن "تقدم القوات العراقية شجع بعض الأهالي على الخروج الحذر من بيوتهم للترحيب بمحرريهم والإعراب عن شكرهم لها، وقد بدا عليهم الهزال والضعف نتيجة المدة التي قضوها مختبئين داخل بيوتهم خوفاً من مخاطر المعارك الجارية حولهم".

 وقال مراسل الصحيفة، إن "الرجال من الأهالي كانوا حذرين وهم يطلون بنظراتهم من خلال الأبواب الخارجية لبيوتهم، في حين كانت النساء والفتيات في الداخل، يلوحن بأيديهن مع صيحات الترحيب بالقوات العراقية"، مبيناً أن "الجنود العراقيين كانوا يفتشون البيوت ببطء من غرفة الى غرفة وكذلك تفتيش اروقة بناية الجامع الكبير في حي الثقافة السكني، في حين اتخذ قسم آخر من عناصر قوات مكافحة الإرهاب أماكن للقنص من شرفات فندق نينوى الدولي، الذي يطلُّ على الساحل الآخر للمدينة لرصد تحركات مسلحي داعش الذين يبعدون مئات من الياردات عنهم".

وبينما تتوجه المعركة نحو الجانب الغربي من الموصل، أعربت المنظمات الإنسانية عن قلقها إزاء تواجد نحو 750 ألف مدني لا يزالون عالقين هناك تحت سيطرة مسلحي (داعش) وهم يعانون من شح مياه الشرب والطعام، وعدم توافر أية رعاية صحية.

وبرغم أن القوات العراقية وطائرات التحالف حاولوا جهد إمكانهم تلافي ايقاع إصابات بين المدنيين،  لا يمكن تجاهل الحقيقة، بأن المعركة تدور في بيئة سكنية ذات تجمع سكاني كثيف.

ونقل مراسل النيويورك تايمز، عن ابن أخ رجل من أهالي الموصل، يدعى خالد قاسم، (42 عاماً)، قوله إنه "أراد أن يطلع على الأوضاع في معمل الطحين الذي كان يعمل فيه سائقاً لمدة 15 عاماً حيث أخذ معه ابنه زيد، (16 عاماً)، وبينما كانا يسيران في الطريق انفجرت عليهما عبوة ناسفة واردتهما قتيلين"، مشيراً إلى أنهما "دفنا سوياً في مقبرة بمنطقة كوجلي، حيث يقول الدفانون هناك، إنهم اعتادوا على دفن قرابة عشرة أشخاص يومياً، متوقعين زيادة المعدل مع توسع رقعة المعركة لتشمل الجانب الآخر من المدينة" .

وكان رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أعلن مساء أمس الأول الاثنين،(الـ23 من كانون الثاني 2017 الحالي)، عن "اتمام تحرير" الجانب الأيسر من الموصل، مبيناً أن ذلك يشكل "هدية"  للعراقيين كافة.

وانطلقت المرحلة الثانية من عمليات تحرير الموصل، في (الـ29 من كانون الأول 2016 المنصرم)، لاستعادة ما تبقى من أحياء الساحل الأيسر من المدينة، (405 كم شمال بغداد)، من ثلاثة محاور.