في عصر يوتيوب، ما المغزى من منع السينما في السعودية؟ سؤال طرحته المخرجة السعودية هيفاء المنصور في مقال لها نشرته شبكة سي أن أن الأميركية الأربعاء.
وسبق هذا المقال أن قال رئيس هيئة الترفيه السعودية أحمد الخطيب الأسبوع الماضي إن "السينما مؤجلة في السعودية" في محاولة لحسم الجدل الدائر في البلاد حول إصدار التراخيص لدور السينما التي مر على حظرها أكثر من ثلاثة عقود.
لكن لا تفقد المخرجة السعودية هيفاء المنصور الأمل، رغم أنه تحطم أكثر من مرة حسب المقال.
وتقول المنصور إنها شعرت بالأمل حين عرضت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فيلمها "وجدة" في 2012 بقاعة صغيرة بالرياض في محاولة لإدخاله في مسابقة الأوسكار.
"وجدة" هو الفيلم الأول الذي تم تصويره في السعودية، لكن مخرجته أصيبت بخيبة أمل بعد ذلك حين شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لرجال ملتحين يتوجهون إلى مكان العرض لإغلاقه.
وتبدد الأمل مرة أخرى عند هذه السيدة حينما أعلن مفتي الممكلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بأن السينما والحفلات الغنائية "غير أخلاقية" وتمثل تهديدا للقيم التقليدية في المجتمع، ليصيبها بالخيبة والإحباط ممن جديد.
اقرأ أيصا.. السينما والترفيه في السعودية.. المفتي: لا تفتحوا للشر أبوابا
وكان المفتي قد وصف السينما بأنها "ضرر وفساد" مبررا ذلك بأنها قد تعرض "أفلاما ماجنة" من خارج البلاد "لتغير من ثقافتنا".
وتقول المنصور في مقالها إن كلمات المفتي أثبتت أن السينما بالإضافة إلى موضوع السماح للنساء بالسياقة "خط أحمر" يتجاوز الخطاب المعتدل في البلاد، والأمران يبقيان من "القضايا الرمزية التي لا نستطيع تجاوزها" حسب رأيها.
وفي خضم الجدال الدائر في المملكة حول إعادة افتتاح دور السينما من عدمه عبر الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة أحمد الغامدي عن تأييده لوجود السينما والمسارح، معتبرا أن المجتمع السعودي "يعيش حالة جفاف عاطفي".
وقال في مقابلة صحافية سابقة إن وسائل الترفيه تدفع المجتمع إلى التعايش.
وتبدي المنصور استغرابها من حظر السينما واعتباره أمرا غير شرعيا في ظل حرية المجتمع السعودي في مشاهدة ما يريده على مواقع الانترنت، ويعتبر المجتمع السعودي واحدا من أكثر المجتمعات اتصالا وارتباطا بالأنترنت في العالم.
المصدر: سي أن ان