الخرطوم / محمد الخاتم / الأناضول
قال الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة السودانية، إن أولويته بعد عودته من منفاه الاختياري هي "وقف الحرب وتحقيق الديمقراطية".
جاء ذلك خلال مخاطبته الآلاف من أنصاره بالخرطوم، بعد ساعات من عودته من العاصمة المصرية القاهرة، التي اختارها منفى اختياريا لنحو 30 شهراً.
وأضاف المهدي، أن "وقف الحرب وتحقيق السلام والديمقراطية متفق عليها عبر إرادة قومية وليست حزبية"، وذلك في إشارة إلى تحالفاته التي عقدها مع حركات مسلحة إبان إقامته خارج البلاد.
وتابع: "هذا اصطفاف لتحقيق المصلحة الوطنية بوسائل خالية من العنف".
وأعلن المهدي "ترحيبه" بقرار الحكومة تمديد وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر مع الحركات المسلحة، وقال إنه سيسعى مع كل الأطراف لـ"وقف العدائيات حتى تكون النفوس مستعدة للتراضي وأن تكون هناك مراقبة للتحقق من الالتزام به".
ومتباهيا بأنصاره الذين حضروا لاستقباله وفي إشارة إلى الحكومة، قال المعارض البارز: "من يخاف حشدنا وحماسنا نقول لهم لا تخافوا فهذا حشد للتعبير عن رأي وليس فرضه".
ولم يقدم زعيم حزب الأمة القومي تفاصيل حول مساعيه، لتحقيق الديمقراطية ووقف الحرب، التي يشار إليها بالنزاع المسلح بين الحكومة السودانية وحركات مسلحة بمناطق منها ولايتي "جنوب كردفان" و"النيل الأزرق"، المتاخمتين لدولة جنوب السودان.
واتخذ المهدي من القاهرة منفى اختياري منذ أغسطس/ آب 2014، وذلك بعدما اعتقلته السلطات السودانية لنحو شهر في مايو/ آيار من نفس العام، بسبب اتهامه لقوات حكومية بارتكاب تجاوزات ضد مدنيين في مناطق النزاعات.
وترتب على اعتقاله، انسحاب حزبه من عملية حوار وطني دعا لها الرئيس عمر البشير، مطلع العام 2014 .
وفي خطوة تصعيدية لعب المهدي دورا محوريا في تأسيس تحالف بين أحزاب المعارضة والحركات المسلحة في ديسمبر/كانون الأول 2014، كأوسع تجمع مناهض لحكومة البشير منذ وصوله السلطة في 1989.
وخيّر التحالف الذي أطلق عليه "نداء السودان" النظام ما بين قبول حوار "جاد" أو مواجهة "انتفاضة شعبية".
وكان البشير قد رهن أكثر من مرة عودة المهدي بأن "يتبرأ" من تحالفه مع الحركات المسلحة قبل أن يتراجع لاحقا عن ذلك ويدعوه إلى العودة.