ليلة الموسيقار ملحم بركات في سوريا لا تشبه الليالي الأخرى التي تحييها قاعة الأسد للثقافة والفنون- دار الأوبرا، سيّدها ونجمها كان الراحل الكبير "أبو مجد"الذي تضافرت جهود رسمية وثقافية وفنية، برعاية رئاسية كريمة، لإعطائها لمعاناً خاصاً، مح حضور شخصي لستة وزراء، واكبوا التنظيم الدقيق لما قدمته الأوركسترا السورية(45 عازفاً) مع مطربين شباب بينهم نجل الراحل، الفنان وعد بركات.
أرملة ملحم بركات السيدة رندا تتسلم عوداً من وزير الثقافة محمد الأحمد
رحلة الأربعين مدعواً من بيروت أخذت 5 ساعات لحين الوصول إلى فندق الشيراتون في دمشق، ومنه بعد نصف ساعة( وسط طقس فائق البرودة) إلى دار الأسد للثقافة والفنون، للحاق بإفتتاح الحفل التكريمي لروح الفنان ملحم بركات، بحضور أرملته السيدة رندة، ونجله وعد، حيث تقدمت الفنانة" شكران مرتجى" إلى مقدمة المسرح، ورحبت بالحاضرين وقالت كلاماً مؤثراً عن العلاقة التي تجمع سوريا ولبنان في وقت الأزمات كما في الأوقات العادية، ثم كانت دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش العربي السوري، ثم عرض فيلم شمل صورة لملحم مع علم لبنان،ثم ظهر ملحم مرحباً بالحضور غناء" مرحبا بيكم مرحبا .. يا هلا بيكم يا هلا".
السيد عارف الطويل عرّف الحضور عل الأفراد الذين ترجموا بنود المبادرة إلى فعل ينبض بالحياة، بإشراف ستة وزراء، ومتابعة دوائر الخارجية، والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، ثم أعلن عن مبادرة قامت بها طفلة سورية تدعى دانيال رزق عندما شقّت جموع المشيعين ووصلت إلى نعش الراحل ونثرت فوقه تراباً حملته من سوريا. التالي كان وزير الثقافة محمد الأحمد الذي إعتبر ملحم أفضل من خاطب القلب والأذن معاً، بعدها عرض شريط سينمائي وقعه نبيل لبس، علّق عليه بالصوت الفنان جهاد الأطرش، فأغنية " عد الأيام اللي راحت" "لبنان وسوريا رمز الوحدة العربية.. حبينا الأسد يا عرب وعشقنا الحرية، ثم غنى أربعة: "عماد رمال( يا حبي اللي غاب) وعد بركات( كيف بتبعد عني) حازم شريف( إعتزلت الغرام) معين شريف(بلادي العجبينا مكتوب.. نبقى فيها متحدين/ سوريا الله حاميها/ تعا ننسى، مع مواويل من أغنيات لوديع الصافي). وبعد تقديم وزارة الثقافة آلة عود تحية للموسيقارتسلمتها أرملة المرحوم السيدة رندة، من وزير الثقافة، قامت مؤسسة الفينيق بتسليمها شهادة ودرعاً عبارة عن قيثارة، ثم ألقى الشاعر مارون الماحولي قصيدة بالعامية عنوانها"بلّش القداس"، أما مسك الختام فكان شاعرنا الكبير نزار فرنسيس، الذي ألهب القاعة والحاضرين، وإستحق التصفيق الحاد مع ختام كل صورة شعرية وقال كلمات الأغنية التي تركها الفنان الراحل عن لبنان وسوريا قبل أن نواكبها على شاشة القاعة:من لون جرحك لوّن الأيام وإرسوم درب المرجلة بدمك.وإكتوب إسمك عا تراب الشام هون وقعت وترابها لمكلمّك بلهفة إم حتى تنام غمّض عيونك نام ما يهمكبتضل فينا شعلة الأحلام يا رايح وتارك نصرنا همّكهيدي سوريا إم ما بتنضام وإنت وقعت جيت بحضن إمك.