Sun, 05 Feb 2017 11:45:22
يسجل المراقبون تقدم ايمانويل ماكرون وسطوع نجمه بين مرشحي الرئاسة الفرنسية حيث احتشد 10 آلاف مواطن للاستماع إليه في كلمة ألقاها في ليون شغلت عباراتها عقول الناخبين وقلوب الناخبات.
ويرى الكثير من المراقبين، أن ماكرون وزير الاقتصاد السابق وزعيم حركة "إلى الأمام" السياسية، لم يخيّب أمل حزبه واستطاع التقدم على جميع خصومه السياسيين بين اشتراكيين ويمينيين بلا استثناء.
الشعبية التي حصدها ماكرون، تجسدت في تصفيق مستمعيه الحار الذي تخلل كلمته، وترسخت حسب المراقبين على خلفية الهبوط الحاد في شعبية زعيم الاشتراكيين، رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون الذي يتهمه خصومه باختلاس زهاء 900 ألف يورو من المال العام.
واستنادا إلى الوضع الراهن، تكون فرص ماكرون قد تعززت بما يرجح إزاحته جميع المنافسين عن طريقه في سباق الرئاسة لينازل مارين لوبان زعيمة "الجبهة الوطنية" وصاحبة الحظ الأوفر في نيل ثقة الناخبين.
وبين أبرز ما جاء في كلمة ماكرون السبت 4 فبراير/شباط من انتقادات أسندها للساسة وأصحاب القرار في بلاده: "هم يقدمون للشعب قيما هو ليس بحاجة إليها، وخانوا الحرية بالحد من آفاقنا. لقد خانوا في ممارساتهم العدالة مؤكدين أنها تحق للبعض أكثر مما تصلح للآخرين، كما خانوا الإخاء لأنهم يكرهون أصحاب الوجوه المغايرة لوجوههم".
ومما يسهم في تعزيز شعبية ماكرون إلى جانب وسامته التي تركز عليها الناخبات الفرنسيات، يشير المراقبون إلى نيته تعزيز الأمن والدفاع وحصره في النطاق الأوروبي بعيدا عن الناتو والولايات المتحدة، حيث قال في كلمته: "بلادنا مستمرة، وبشكل يومي في كفاح "الأسلمة الراديكالية" ومن يحضرون للأعمال الإرهابية ضد أطفالنا ويحاولون تقويض قيمنا، مستندة في ذلك إلى جيشها ودبلوماسييها، وهذا حصرا ما يحملني على زيادة ميزانية الدفاع لتصل بشكل تدريجي إلى 2 في المئة من إجمالي ناتجنا القومي".
وأضاف: "من أجل ذلك أيضا أنادي بالدفاع الأوروبي والشراكة بين بلادنا وألمانيا، ولهذا الغرض دون سواه زرت ألمانيا مؤخرا".
وعليه، وبالوقوف على برنامجه وبرنامج لوبان، يشير المراقبون إلى أن ماكرون سوف يقتنص أصوات الفرنسيين المترددين في التصويت للوبان ببرنامجها الراديكالي، وذلك لأنه ينادي بما هو وسط قياسا بها، وأعادوا إلى الأذهان فضيحة الفساد التي تحوم فوق فيون والتي قد تأتي على مستقبله السياسي ككل.
يشار إلى أن ماكرون اقتصادي مخضرم وله باع طويل في العمل المصرفي والاستثماري، الأمر الذي يعوّل عليه المؤيدون له، علّه بخبرته الاقتصادية هذه أن يخرج فرنسا من أزمتها، حيث ما انفك يطالب بإعلان اتحاد مالي فرنسي ألماني مشترك، وسط تحفظ خصومه على السبل التي قد يلجأ إليها في هدفه هذا، ولاسيما بعد أن رجح مؤخرا زوال اليورو واندثاره كعملة في غضون عقد من الزمن.