إيران في مرمى ترامب

آخر تحديث 2017-02-05 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين

منذ فوز ترامب في انتخابات الرئاسة، انشغلت وسائل الإعلام بشكل موسع بسبل العمل المحتملة لديه ضد إيران، وبخاصة الأسلوب الذي سيتبعه في موضوع الاتفاق النووي المثير للجدل. وكان بارك أوباما قد استسلم عملياً لإيران في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي وسمح لها بالعمل وفق رغباتها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، في تشجيع الإرهاب والتخريب، وتحقيق مكانتها وهيمنتها على حساب حلفاء واشنطن.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

لقد كان هناك من رأى أن ترامب سيكتفي بتغريداته عبر التويتر، وبتصريحاته الإعلامية، وذلك لأنه من الصعب انتهاك أو إلغاء اتفاق دولي لا يزال يحظى بدعم غالبية الدول الأوروبية، وروسيا والصين. ولكن يبدو أن ترامب قد أدرك أن الاحتجاج اللين لا يكفي، وأنه تجب العودة من جديد إلى رسم الخطوط الحمراء لسلوكها (إيران) والرد عليها بحزم وبإصرار في كل مرة تحاول فيها تجاوزها. وهكذا، وبعد أسبوع من دخوله إلى البيت الأبيض، فرض ترامب عقوبات جديدة على إيران من شأنها أن تلحق ضربة قوية باقتصادها الذي يعاني من الركود، وحتى أنه أرسل سفينة حربية إلى شواطئ اليمن التي يحاول الإيرانيون ضمها إلى دائرة نفوذهم. ويتضح من تغريدات ترامب أن هذه الخطوات هي مجرد بداية، حيث سبق له أن قال: "إيران تلعب بالنار، وهي لم تقدّر الدرجة التي كان فيها أوباما كريماً معها. أما أنا فلن أكون!". وعليه: "كل الخيارات للعمل العسكري لا تزال على الطاولة". لم يكن ترامب هو الذي بحث عن المواجهة مع الإيرانيين، بل إن طهران هي التي حاولت اختباره ووضعه أمام حقائق واقعه. فقبل حوالي أسبوع أجرى الإيرانيون تجربة على صاروخ باليستي يبلغ مداه نحو 3000 كيلو متر، والذي بوسعه أن يصل إلى أوروبا. وقد ادعت طهران أن الحديث لا يدور حول انتهاك للاتفاق النووي الذي وقعت عليه قبل نحو عامين، وذلك لأن هذا الصاروخ غير معدٍ لحمل سلاح نووي، ولذلك هو ليس جزءاً منه. ومن الواضح أن الحديث يدور عن محاولة للبس ثوب البراءة، إلا أن ذلك يشكل بكل تأكيد انتهاكاً لروح الاتفاق. ومن الواضح كذلك أن التجربة قد أُجريت ليس فقط من أجل اختبار الصاروخ الذي يجري تطويره – وهو الشق الذي فشلوا فيه فشلاً ذريعاً بعد أن انفجر الصاروخ في منتصف الطريق – بل أيضاً من أجل اختبار الرئيس الجديد. وهنا اتضح للإيرانيين أيضاً أنهم لم يقدّروا، بشكل صحيح، ردود ترامب.     إذاً، لقد خلع الرئيس (ترامب) قفازيه وهو قد أعلن بالفعل أنه: "تم تحذير إيران بشكل رسمي"، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات أخرى ضدها. ومن المرجح أن تمتنع إدارته عن المس بالاتفاق النووي. صحيح أن ترامب يرى فيه اتفاقاً "فظيعاً" بالفعل، إلا أنه يدرك أنه أمر ناجز بسبب، كما سبق القول، مواقف الدول الموقعة عليه. وفي ظل هذا الأمر فإن ترامب سيركز جهوده على قطع الطريق أمام محاولات إيران لفرض هيمنتها على مختلف أنحاء الشرق الأوسط، مثلما هو الحال في العراق واليمن، ومعاقبتها على محاولاتها لتقويض الاستقرار الإقليمي وضرب المصالح الأمريكية ومصالح حلفاء واشنطن. والمهمة التي أخذها (ترامب) على عاتقه ليست سهلة، إلا أن الطريق، مهما كان طويلاً، يبدأ بخطوة صغيرة واحدة. ترجمة: مرعي حطيني

المصدر: "إسرائيل اليوم"