الرباط / خالد مجدوب / الأناضول: نفت المديرية العامة للأمن الوطني المغربية استعمالها للرصاص المطاطي أو غازات مسيلة للدموع لتفريق احتججات في مدينة الحسيمة (شمال) تتطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وخلق فرص للعمل.وقالت المديرية في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إنه “لم يتم نهائيا استخدام أي نوع من الأسلحة الوظيفية، كما لم يتم توقيف أي شخص في إطار هذه الأحداث التي شهدتها الحسيمة أمس الأحد”.وقالت إن “الأخبار التي تم تداولها في هذا الصدد مجانبة للصحة والواقع″.وأوضحت المديرية أن “القوات العمومية، في المقابل، منعت مجموعة من الأشخاص من تنظيم تجمهر(وقفة احتجاجية) بساحة عمومية داخل مدينة الحسيمة، تنفيذا لقرار بالمنع صادر عن السلطات المحلية المختصة وتم تبليغه للمعنيين بالأمر، وهو ما دفع بعض هؤلاء الأشخاص إلى رشق عناصر القوة بالحجارة مما تسبب في إصابة عدد من عناصر الأمن بإصابات جسدية”.من جهتها، أدانت لجنة الإعلام و التواصل للحراك الشعبي بإقليم الحسيمة (غير حكومية)، ما أسمته “القمع الممارس في حق المواطنين والمواطنات”.وحملت اللجنة، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، المسؤولية لـ”مسيري الشأن العام في هذا البلد لما قد يترتب عن هذا التدخل”.واعتبرت أن احتجاجها سلمي بسبب ما وصفته بـ” الأوضاع المهينة التي يعيشها الريف (منطقة شمال البلاد)”.وأشار البيان إلى ما وصفه “التنكيل والقمع في حق النشطاء سواء بالمدينة أو نشطاء الحراك الذين كانوا يتوافدون بالآلاف من كل مداشر (قرى) الريف، مع المحاصرة الكلية للطرق الرابطة بين الدواوير والحسيمة ، واقتحام المحلات التجارية والمقاهي والتنكيل بالمواطنين دون تمييز″.وقال ناشط حقوقي إن قوات الأمن المغربية منعت، أمس الأحد، وقفة احتجاجية للمطالبة بتنمية مدن الشمال في ذكرى رحيل “عبد الكريم الخطابي” قائد المقاومة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي.وقال ناصر الزفزافي، ناشط حقوقي، إن الأمن “منع تنظيم الوقفة الاحتجاجية، المقررة في مدينة الحسيمة (شمال)، رغم سلميتها كغيرها من الوقفات الاحتجاجية السابقة، والتي عمل المحتجون آنذاك على حماية المؤسسات الأمنية، عبر دروع بشرية حتى لا تتعرض لشيء”.وأضاف، في فيديو بثه عبر صفحته بموقع “فيسبوك”، أنه “تعرض للضرب من جانب قوات الشرطة، التي حاولت اعتقاله بصحبة نشطاء آخرين”، منتقداً التدخل الأمني في حق “المتظاهرين السلميين”.ويعد “عبد الكريم الخطابي”، قائد المقاومة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب، كما يعد من أبرز قادة الحركات التحررية بالعالم، ويلقب بـ”أسد الريف”؛ حيث هزم المستعمرين الإسبان في معركة أنوال 1921، والتي شهدت مقتل نحو 15 ألف جندي إسباني وأسر المئات منهم.وبعد هذه المعركة انسحب الإسبان من منطقة الريف (شمالي البلاد)، وأعلن الخطابي حكومة خاصة بمنطقة الريف في سبتمبر/أيلول 1921، كما شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي للبلاد.ولد الخطابي العام 1882 في بلدة أجدير ( شمال)، وتخرج في جامعة القرويين (أقدم جامعة في العالم بمدينة فاس)، وسبق أن عمل في الصحافة والقضاء.وتوفي الخطابي في فبراير/شباط 1963 بالقاهرة ودفن فيها.يشار إلى أن المظاهرات بدأت بالحسيمة وبعض مدن الشمال، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب مصرع بائع السمك محسن فكري، طحناً داخل شاحنة لجمع القمامة، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع السلطات المحلية والأمنية من مصادرة أسماكه.وتظاهر آلاف المغاربة، بعدة مدن آنذاك، احتجاجاً على مقتله، وحملوا الشرطة المسؤولية عن الواقعة.