بقلم: ليمور سمميان درش
التجربة الاخيرة لايران لاطلاق صاروخ بالستي (يمكنه حمل رأس نووي) والرد الشديد لرئيس الولايات المتحدة ترامب، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة، اعادا النقاش حول الخطر الايراني الى مكانه الطبيعي.
صحافيون في اسرائيل سارعوا الى التساؤل والتهكم حول العودة المفاجئة للخطر الايراني، لأن ايران حسب رأيهم، هي مثابة هوس لنتنياهو وليس خطرا حقيقيا. ولكن خلافا لذلك، تثبت الحقائق أن الخطر الايراني لم يتراجع. على مدى 8 سنوات حاولت ادارة اوباما تنويم العالم، وفي ظلها اخطاء غير محدودة في الشرق الاوسط ومع الدول العربية، وعمل اوباما بشكل منهجي للتغاضي عن اعتداءات ايران، وفعليا ساعدها على زيادة قوتها.
منذ بداية ولايته، أعلن اوباما أنه مستعد للتفاوض مع اسرائيل دون أن يطلب منها أولا وقف تخصيب اليورانيوم أو الكف عن جهود التوصل الى السلاح النووي. ومنذ ذلك الحين بدأ الممر المنزلق. وعلى مدى سنوات استمر هذا التوجه، الذي انتهى بالاتفاق النووي الفاشل. اوباما فضل الاعتقاد بأن ايران ستصبح معتدلة أكثر بفضل سياسته، وأنها ستكون جزء من حل المشكلات الاخرى للولايات المتحدة في العراق وسوريا. واذا شئتم، اوباما، حسب قناعته حول عدم ارسال الجنود الامريكيين الى الخارج، اعتقد أن الولايات المتحدة ستنسحب وايران ستقوم بالعمل بدلا منها. صحيح أن ايران دخلت الى كل مكان خرجت منه الولايات المتحدة أو لم تكن فيه أصلا. ولكنها لم تكن شريكة في الحل، بل عملت كرأس حربة للعنف ومصدر للمشكلة.
هذا ما حدث عندما انقلب كل شيء في صباح ما. ايران حصلت على 150 مليار دولار، وتم رفع كل العقوبات تقريبا، وتحولت من دولة كانت على شفا الانهيار اقتصاديا وسياسيا الى قوة اقليمية. تم التوقيع على الاتفاق النووي ودُفن ردع القوة الامريكية. ومنذئذ تستمر سيطرة ايران في العراق، وهي تعزز سيطرتها في سوريا واليمن ايضا. الشائعات تفيد بأن يد ايران توجد في ليبيا والبحرين، وأنها تقوم بالتحريض ضد النظام السني. وتحظى منظماتها الارهابية بصحوة جديدة. فلماذا لا تتسلى إذا بتجارب الصواريخ البالستية؟.
لقد عمل اوباما خلال 8 سنوات على اخفاء الحقيقة، والغى استراتيجية الادارات التي سبقته، وطلب من الجميع رؤية الواقع من خلال نظاراته المشوشة. وعندما رفض رئيس الحكومة نتنياهو السير في اعقابه، قيل إنه غريب ومهووس. لم تُسمع صرخته، وتمت معاقبته هو ودولة اسرائيل من قبل ادارة اوباما بسبب رفض التنازل لايران.
في هذه الفترة، في المقابل، يقول ترامب “ايران هي دولة الارهاب رقم 1… والاتفاق النووي هو أسوأ ما شاهدت. وايران لا تحترمه أبدا. وهي تقوم بارسال المال والسلاح الى كل مكان”. حرس الثورة الايراني يوجد في هضبة الجولان السورية، والصواريخ البالستية تستطيع الوصول الى اوروبا، وترامب يعرف أن ايران لن تكون معتدلة، وأن دخولها الى أسرة الشعوب لا ينتظرنا في اوراق التاريخ. ترامب لا يتردد في قول ما عرفناه وقلناه طوال الوقت. ايران هي خطر، انتهى الخداع.
من الواضح أن أحدا لا يسارع الى “تذكر” الخطر الايراني ورؤية الخداع، والقول إنها لا تحترم الاتفاق الذي وقعت عليه. ولكن على الاقل الحديث يدور عن عودة النقاش المنطقي والعقلاني الذي يتغذى على الحقائق وليس على جوائز نوبل. إن تصريح الادارة الامريكية الجديدة هو فرصة هامة من اجل اعادة التحالف الدولي ضد ايران، الذي ترأسته اسرائيل والولايات المتحدة على مدى سنوات، ولا سيما اسرائيل التي هي الدولة الوحيدة في العالم المهددة بالابادة من قبل ايران. وهي ملزمة باستغلال هذه الفرصة من اجل اقامة جبهة مشتركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا لتقليص تأثير ايران واضعافها. العقوبات الامريكية الشديدة هي جزء من الطريق، والتصريح الامريكي الذي يقول إن “جميع الخيارات موجودة على الطاولة” هو صحيح. هذا هو الواقع، دون استهزاء. يجب الحديث عن ايران والآن.
اسرائيل اليوم 7/2/2017