خالد الجيوسي
حادثة غريبة من نوعها، هي تلك التي حصلت صباح اليوم (الثلاثاء)، لشخص قيل أنه حاول حرق الكعبة المشرفة، وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لشخص داخل صحن المطاف في المسجد الحرام، حاول حرق الكعبة باستخدام البنزين، وكان يُمسك ولاعته!
العجيب في “حارق الكعبة” هذا، قيل أنه إيراني الجنسية، أو من أصول إيرانية، ومما يُثير العجب أكثر، أن البعض وجّه اتهامات صريحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحمّلها نوايا مسؤولية حرق الكعبة، وربّما إرسالها ذلك الشخص، حتى يحرق قبلة المسلمين!
نُبارك للمسلمين المُخلصين عدم حرق كعبتهم، فهي التي تعهّد الله بحمايتها، كما حماها من أبرهة الأشرم، وسلّط عليه طيراً أبابيل، واليوم كانت “يقظة” رجال أمن الحرم السعودي، وإلى جانبهم المُعتمرين، الذين قبضوا عليه أثناء محاولته حرق الكعبة المشرفة، ونحن نُبارك من باب أخوّة الإسلام، رغم عدم قناعتنا بحيثيات الحادثة!
على العموم، نتمنّى أن تكون الحادثة غير مُفتعلة، ونتجت عن تصرف فردي غير مسؤول، وألا يتم اتهام دولة بعينها رسمياً، فالتوظيف السياسي في المسائل الدينية يحتاج لطُرق أكثر حِرفية قليلاً ليُقنع العقول المُتّزنة، وبالمُناسبة أي مكسب سياسي ستجنيه إيران الإسلامية من حرق قبلة المسلمين، فتّش عن المُستفيد من الترويج لحرقها!
الفاصل بين عقلي وشهواتي!
قرّرت أخيراً، وقبل أن يختتم برنامج “نقشت” اللبناني حلقاته، والذي يُعرض على قناة (LDC)، أن أشاهد حلقته الأخيرة كاملة، وفي الحقيقة كانت حلقة “إباحية” بامتياز، أرضت “غروري الشهواني”، خاصّة أن كل المُشاركات فتيات، يُطلب منهن الحديث حول الجنس، وكل ما يتعلّق برغباتهن الجنسية، هذا بالإضافة إلى اللباس القصير، والإيحاءات التي تضمّنتها الحلقة الختامية، وهو برنامج بالمناسبة يسمح للفتاة أن تجد حبيباً أو عريساً، حيث يتكفّل بجلب عدة مشاركين رجال كعيّنات تختار “الصبايا” من بينهم.
ذكرت عبارة “غروري الشهواني”، وأعتذر عنها للقراء، لكنها تُعبّر تحديداً عن الغريزة الحيوانية التي يُفكّر فيها الرجل الشرقي تحديداً، حين يُشاهد مثل هذه البرامج، التي تدافع عن نفسها من باب الحريات، وتخلّف العقول في المجتمعات العربية، التي لا تقبل أن تُعبّر عن رغباتها المكبوتة، وهي تبحث عن شريك حياتها، أو حبيبها الذي ستكمل معه حياتها، وكأن المرأة العربية لا يمكنها أن تجد مكاناً لتُعبّر فيه عن شهواتها التي تُغرينا بالتأكيد، إلا على شاشة التلفاز!
مُخادعٌ هو من يُنكر الأثر الجنسي الذي يتركه البرنامج على الشباب، خاصّة هؤلاء الذين لم يعرفوا المرأة كجسد، إلا من خلال الأفلام الإباحية، أو في أحسن تقدير من خلال “بعض” الإعلام اللبناني، السبّاق لمثل تلك البرامج التي لا تُناسب عاداتنا، وتقاليدنا، كيف لا وهو أمام عدّة مشتركات، كل واحدة منهن تتمايل على طريقتها، وتتحدّث بحريتها، شرقيٌّ أنا نعم، وربّما رجعيٌ بامتياز، لكن هناك فاصل بين حرية المرأة التي تُحرّك عقلي، وحريتها التي تُحرّك شهواتي، و”نقشت” حرّك الثانية للأسف بكل تأكيد، وهذا ما لا نبتغيه لإعلامنا العربي.
نعم أنت تُشاهد “الميادين”!
كان مُستغرباً بالفعل، ولافتاً في الوقت ذاته أن أشاهد على شاشة قناة “الميادين” البرتقالية إعلاناً ترويجياً لعمل كرتوني يبدو ترفيهياً يحمل اسم “البحارة” على شاشة اعتدت منها كل الصرامة والجديّة، عدا عن تبنيها نهج الإعلام المُقاوم!
في إعلان كواليس تصوير وإنتاج عمل “البحارة”، يبدأ الإعلان بالقول نعم إنك تُشاهد قناة “الميادين”، حقيقة بالفعل يعتريني الفضول لمُشاهدة الحلقة الأولى من البحارة على القناة المذكورة تحديداً، لأنني لا أدري ما هي الرسالة التي تريد القناة البرتقالية إيصالها لمُشاهديها، الذين اعتادوا قولها كلمة الحق، ووقوفها إلى جانب المظلومين، هي خطوة جريئة وحسّاسة، لكن دعونا ننتظر.. نُشاهد.. وبعدها لنا أن نُطلق الأحكام.
كاتب وصحافي فلسطيني
Twitter:@khalidjayyousi