جمعيات يهودية وعربية.. معا تفضح الاستيطان وتلاحق الاحتلال قضائياً

آخر تحديث 2017-02-09 00:00:00 - المصدر: وكالة الاناضول


القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول

تنشط عدة مؤسسات حقوقية عربية ويهودية إسرائيلية في مجابهة الإنتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

ويتركز عمل هذه المنظمات غير الحكومية على كشف المخططات الإستيطانية الإسرائيلية وممارسات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية او الدفاع عن أصحاب الأراضي الفلسطينيين الذي تقيم الحكومة والمستوطنين الوحدات والبؤر الإستيطانية على أراضيهم.

وفي وقت تنشط فيه مؤسسات مثل مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" في العمل الميداني في الكشف عن المخططات الإستيطانية فإن المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" ومنظمة متطوعين لحقوق الإنسان " ييش دين" تنشط في العمل القضائي.

وبالمقابل فإن حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية تنشط جماهيريا ضد الإستيطان ودعما للسلام من خلال مظاهرات وندوات وحملات يتخللها نشر معلومات عن الإستيطان تحظى بمصداقية عالية في العالم.

ولكن العمل لا يقتصر على هذه المنظمات الحقوقية وإنما يشمل منظمات حقوقية أخرى يجمع بينها كره الحكومة والمستوطنين الإسرائيليين لها بوصفه" طابور خامس" تارة و"عملية" و"خائنة" تارة اخرى.

فقد أقر الكنيست الإسرائيلي في شهر يوليو/تموز الماضي قانونا يفرض على هذه المنظمات الكشف عن مصادر تمويلها الخارجية بدءا من العام الجاري.

وغالبا ما تأتي ميزانيات هذه المنظمات من تبرعات الأفراد او مساعدات مالية من مؤسسات أممية وغربية وبخاصة أوروبية.

وعلى الرغم من أن التوجهات السياسية لهذه المنظمات لا تحظى بدعم واسع من الشارع اليهودي الإسرائيلي فإنها تحظى بالمصداقية من ناحية المعلومات.

والطابع الغالب لهذه المنظمات هو تقسيم التخصصات فمنها من يختص بالاستيطان أو بممارسات الإحتلال الإسرائيلي ضد الافراد أو حركة الافراد والبضائع إلى غزة أو الدفاع القانوني عن الفلسطينيين أو تقديم المساعدة الطبية للفلسطينيين أو الدفاع عن حرية الرأي أو تخليد النكبة وغيرها من القطاعات.

وتستند الكثير من الدول الغربية إلى المعلومات التي تصدرها هذه المنظمات في إعداد تقاريرها حول حال حقوق الإنسان في إسرائيل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفيما يلي ابرز هذه المنظمات:

-المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل"عدالة" (عربي): هو مركز قانوني لحقوق الإنسان، مستقل ومُسجَّل في إسرائيل كجمعية غير ربحيّة، تأسّس في العام 1996، وينشط دفع وتعزيز حقوق المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين الذين يقطنون الأراضي المحتلة.

وقد قدم المركز ، يوم الأربعاء، أول التماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قانون تشريع البؤر الإستيطانية في الأراضي الفلسطينية الذي أقره الكنيست الإسرائيلي مساء الإثنين.

-منظمة متطوعين لحقوق الإنسان "ييش دين" (يهودية) : تأسّست عام 2005 يعمل فيها طاقم من المتطوّعين والعاملين على جمع ونشر معلومات موثوقة ومحدّثة بشأن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة؛ ممارسة الضغط الجماهيري والقضائي على السلطات لوضع حدٍّ للانتهاكات.

وبرز إسم هذه المنظمة على نحو واسع بعد أن نجحت في إقناع المحكمة العليا الإسرائيلية نهاية العام 2014 بوجوب إخلاء البؤرة الإستيطانية "عامونه" بعد أن أثبتت إقامتها على أراض فلسطينية خاصة وهو ما تم مطلع الشهر الجاري.

كما ونجحت المنظمة في منع نقل المستوطنين من "عامونه" إلى أرض فلسطينية مجاورة بعد أن اثبتت أن أصحاب الأرض موجودين في الضفة الغربية إثر محاولة الحكومة الإسرائيلية أعتبارها "ممتلكات غائبين".

-مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"(يهودي): تأسس في مطلع العام 1989 على يد مجموعة من المفكرين، القانونيين، الصحفيين وأعضاء الكنيست، بهدف النضال ضد إنتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من خلال توثيقها ونشرها للجمهور ووضعها امام صانعي القرار ومحاربة ظاهرة التجاهل والإنكار القائمة في المجتمع الإسرائيلي.

وفي شهر مارس /آذار 2016 وثق المركز بالفيديو قيام الجندي أليؤور ازاريا بإطلاق النار على رأس عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل ، جنوبي الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتله وقررت المحكمة العسكرية الإسرائيلية لاحقا إدانة الجندي بالقتل غير العمد في قرار فريد.

- حركة السلام الآن (يهودية) :وهي حركة جماهيرية تأسست في مارس/اذار 1978 تعمل من أجل تبني إسرائيل حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، وذلك من خلال المظاهرات والندوات والمحاضرات والحملات بما يشمل الكشف عن المخططات الإستيطانية عبر طاقم خاص.

وغالبا ما يتم الإستناد محليا ودوليا الى معطيات وتوثيق هذه المنظمة حول النشاطات الإستيطانية الإسرائيلية والتي كان اخرها الكشف عن ما يعنيه قانون"التسوية" الذي اقره الكنيست الإسرائيلي يوم الإثنين.

- جمعية حقوق المواطن في إسرائيل (يهودية) :تأسست في العام 1972 وتنشط في العمل من أجل الحفاظ على حريّة التعبير ، ممارسة الحقّ في الصحة، الدفاع عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ، حريّة العبادة، النضال من أجل المساواة المدنية الكاملة وحماية خصوصية الناس على شبكة الإنترنت.

وإضافة إلى تقاريرها المتواصلة على مدار العام فإنها تنشر تقريرين يستخدمان كمرجع للمؤسسات والدول الول يتعلق بواقع مدينة القدس والثاني عن واقع حقوق الإنسان في إسرائيل.

- مركز الدفاع عن حرية الحركة "جيشاه-مسلك" (يهودي) :هي مؤسسة حقوق إنسان إسرائيليه تأسست في العام 2005 لهدف الدفاع عن حرية الفلسطينيين في التنقل، وخصوصًا سكان قطاع غزّة، في إطار القانون الدولي والقانون الإسرائيل.

وقد ساهمت تقارير المركز في إطلاع الرأي العام والمؤسسات والدول على القيود التي تضعها إسرائيل أمام حركة الأفراد والبضائع من قطاع غزة.

-مركز الدفاع عن الفرد "هموكيد" (يهودي) : تأسس في العام 1988 ويعمل متابعة العديد من قضايا انتهاك حقوق الانسان ومنها: حقوق المعتقلين، قضايا ادارية كقضايا المواطنة والترحيل الصامت لسكان القدس الى جانب قضايا إدارية تخص سكان الضفة الغربية وقطاع وغزة كالتصاريح واعادة المبعدين، تسجيل اولاد بالسجل السكاني ولم الشمل، الى جانب قضايا العنف من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين وهدم البيوت ومنع الحق في التنقل الى جانب قضايا أخرى.

وقد نسط في الأشهر الأخيرة في الدفاع عن عائلات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال تنفيذهم او محاولة تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين خاصة ما يتعلق بقرارات هدم المنازل او شطب الإقامات في مدينة القدس.

وقبل عامين نجح المركز في الحصول على معطيات من وزارة الداخلية الإسرائيلية أثبتت شطب إقامات أكثر من 14 ألف فلسطيني في مدينة القدس منذ العام 1967 بعد أن لم تكن هذه المعطيات واضحة.

-حاخامين من أجل حقوق الإنسان (يهودي): تأسست في عام 1988 وتضم ما یزید عن مئة من الحاخامین وطلاب التعالیم الدینیة الإسرائیلیین من مختلف التیارات الیھودیة وتقول"مھمتنا ھي لتبلیغ الجمھور العام الإسرائیلي بخصوص انتھاكات حقوق الإنسان، ولتمارس الضغط على مؤسسات الدولة لمعالجة ھذه المظالم".

-ذاكرات (يهودية-عربية)، تأسست في العام 2002 في محاولة للتأثير على ذلك الخطاب في إسرائيل الذي يتجاهل المواقع الفلسطينية التي دُمّرت في النكبة وذلك من خلال تنظيم مجموعات مختلفة تتعلّم النكبة بشكل معمّق وتحاول إيجاد طرق لنقلها إلى الجمهور اليهودي في إسرائيل وتوثق للقرى العربية المدمرة عام 1948.

وقد أطلق في العام 2015 تطبيق "أي نكبة" (I-nakba) الذي يمكن الناس من التعرف ، بطريقة تفاعلية، على القرى الفلسطينية المهجرة والمهدمة عام 1948.

-كسر الصمت (يهودية): تأسست في مارس/اذار 2004 من قبل مجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في الخليل، جنوبي الضفة الغربية) وجمعت شهادات أكثر من 1000 جندي يمثلون كافة شرائح المجتمع الإسرائيلي الذين كشفوا دون الإفصاح عن هوياتهم عن ممارسات الإحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وفي اعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة في العام 2014 نشرت شهادات عددا من الجنود عن عمليات أدت إلى قتل فلسطينيين ما تسبب بضجة واسعة في إسرائيل والعالم.

-عير عميم “مدينة الشعوب" (يهودية) : تأسست في العام 2000 وتركز على مدينة القدس من منظور الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتنشر التقارير عن المدينة بما فيها المخططات الإستيطانية الإسرائيلية والتمييز بين شطري المدينة الشرقي (الفلسطيني) والغربي(الإسرائيلي) والأساليب التي تستخدمها المنظمات الإسرائيلية في الإستيلاء على المنازل العربية في المدينة ، فضلا عن الممارسات الإسرائيلية مثل هدم المنازل العربية.

وفي الأشهر الأخيرة كشفت عن عدة عمليات إستيلاء على منازل عربية في البلدة القديمة من مدينة القدس وبلدة سلوان المجاورة.

وإن كانت هذه المنظمات نجحت في الإستمرار بالعمل فإن أكثر من 20 مؤسسة عربية أغلقتها الحكومة في نهاية العام 2016 بداعي ارتباطها بالحركة الإسلامية التي حظرتها إسرائيل.

ومن ابرز هذه المؤسسات مؤسسة الأقصى للوقف والتراث التي نشطت لسنوات في الكشف عن المخططات الإسرائيلية في وحول المسجد الأقصى في القدس وتسيير حافلات يومية من القرى والمدن العربية داخل الخط الأخضر إلى القدس والمسجد الأقصى الذي كانت تنظم حلقات علم فيه.