كاميرا الأناضول ترصد قساوة حياة المشردين في جاكارتا

آخر تحديث 2017-02-09 00:00:00 - المصدر: وكالة الاناضول

جاكارتا/ آدم شلفارجي أوغلو – محمود أطانور/ الأناضول

رصدت كاميرا الأناضول، الظروف المعيشية القاسية لمئات الفقراء والمشردين الذين يعيشون تحت أنابيب مياه الصرف الصحي التي تمر فوق سطح الأرض، وتحت الجسور بالعاصمة الأندونيسية جاكارتا.

وهاجر هؤلاء المشردون من الولايات المجاروة للعاصمة جاكارتا التي يقطنها نحو 27 مليون نسمة، حيث يكافحون من أجل العيش في ظل ظروف قاسية.

ويتخذ مئات المشردين من الجسور، وأنابيب الصرف مأوى لهم، على ضفتي نهر يمر في منطقة "تاناه آبانغ" التي تعتبر من أكبر أسواق الألبسة الجاهزة في جنوب شرق أسيا، حيث يأمل هؤلاء المشردين أن تمد إليهم الدولة والمنظمات الإنسانية يد العون.

ويقوم المشردون الذين يعيشون تحت الجسور، بغسل ملابسهم، بمياه النهر الملوثة، ويستحمون منها أيضاً، ويلعب الأطفال ويسبحون في النهر.

وقال "إقبال رزقي" وهو مشرد في المنطقة، للأناضول، أنه "يعيش تحت أنبوب للصرف الصحي، ويحصل على قوته من جمع القناني البلاستيكية".

وأضاف رزقي (30 عاماً) أنه جاء إلى جاكارتا بهدف إيجاد فرصة عمل، بعد أن توفي والداه.

وأوضح "أعيش هنا منذ تسعة أعوام، وهناك المئات مثلي في المنطقة، وأحصل على 100 دولار أمريكي على الأكثر خلال شهر من بيع القناني البلاستيكية التي أجمعها، وهذا بالكاد يكفي لسد رمقي".

وأشار زرقي إلى أنه من غير الممكن استئجار بيت بذلك المبلغ، وأن المكان الذي يعيش به أصبح مأوى له.

وأكد زرقي أن الحكومة الأندونيسية لم تقدم لهم المساعدة، بل على العكس تمارس الضغط عليهم ليتركوا المنطقة.

من جانبه قال "يوسف ستاف" وهو مشرد آخر، أنه فقد أبويه منذ صغره، ولم يتمكن من الحصول على فرصة عمل، وأنه يعيش منذ فترة طويلة تحت أنبوب الصرف الصحي.

وأوضح ستاف أنه أكمل التعليم الإبتدائي فقط، ولذلك يصعب عليه إيجاد فرصة عمل، مؤكداً أنه يقوم بجمع الورق من القمامة، والأسواق، للحصول على قوت يومه.

وأردف ستاف "ليتني كنت أملك المال لأكمل دراستي، حتى أتمكن من العيش حياة أفضل".

وتوجد في العاصمة جاكارتا أحياء راقية، وناطحات سحاب، وشقق فخمة، يقطنها الأغنياء، إلى جانب أحياء تشكلت من بيوت عشوائية، يقطنها الفقراء، ومشردين يتخذون من الجسور وأسفل أنابيب الصرف الصحي مأوى لهم، الأمر الذي يظهر مدى التفاوت الاقتصادي، والمعيشي بين الطبقة الغنية والفقيرة في المدينة التي تكاد تفتقد إلى الطبقة المتوسطة.

وتعتبر أندونيسيا، ذات الـ 256 مليون نسمة، أكبر دولة في جنوب شرق أسيا، من حيث عدد السكان، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان البلاد إلى 306 مليون نسمة في 2035.

ووفقاً لبيانات وكالة الإحصاء الأندونيسية، لعام 2015، فأن 11.13 بالمئة من سكان البلاد، أي 28.5 مليون شخص، يعيشون تحت خط الفقر.