لعبة حماس المزدوجة: يتحدثون ويطلقون

آخر تحديث 2017-02-09 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بقلم: د. رؤوبين باركو

في الاسابيع الاخيرة شارك قادة حماس في عدد من اللقاءات مع قادة الاجهزة الامنية والاستخبارية المصرية. حماس تتعرض ميدانيا للخنق الاسرائيلي والمصري، وسياسيا كان قادتها يدركون “خيانة” تركيا التي استأنفت علاقتها مع اسرائيل، وتبين مع مرور الوقت أن التقارب بين حماس وايران وحزب الله في موضوع التمويل والتسلح والتأثير، يسبب لهم الضرر أكثر من الفائدة بسبب الصراع بين ايران وبين العالم الاسلامي السني.

 إن تدفق الاموال من بنك الارهاب في قطر الى غزة ضعيف، في الوقت الذي تستمر فيه السلطة الفلسطينية في فرض العقوبات المالية على القطاع، ويرفض أبو مازن اقتراح مصر المتحمس لتعيين دحلان كمرشح عليه اجماع من اجل استبداله، كنوع من جسر للمصالحة الوطنية. بعد شتاء صعب على انقاض الجرف الصامد، تبين لحماس “المنتصرة” والتي تقوم بحفر الانفاق، أن حلم القضاء على اسرائيل يجب أن يتأجل. وبسبب الوضع الصعب اضطرت حماس الى اعادة النظر في مسار وجودها من جديد. في ظل الوضع الجيوسياسي تعتبر حماس عدو لمصر بسبب مشاركتها في قتل هشام بركات، المدعي العام المصري، ومساعدة الحركة الأم، الاخوان المسلمين، عدو النظام المصري، والتعاون العسكري بين حماس وبين الأخ الايديولوجي داعش في سيناء الذي يستهدف الجيش المصري.

 في الآونة الاخيرة اضطر ممثلو وفود حماس الى بلع الاوامر المصرية. طلب المصريين الاول كان أن تقطع حماس علاقتها مع حركة الاخوان المسلمين، التي يعتبر الانتماء اليها جزء من المواثيق. والاستجابة لهذا الطلب هي مثابة خيانة ايديولوجية. والطلب الثاني هو تسليم المطلوبين من سيناء الموجودين لدى حماس، وهذا مثابة خيانة فعلية. ويضاف الى ذلك طلب اعادة الاسرائيليين الموجودين لدى حماس.

وضع حماس الصعب والمحرج يفسر انفعال أحد قادتها، احمد بحر، الذي أعلن مؤخرا أن اسرائيل “ستضطر” الى الاستجابة لطلبات حماس فيما يتعلق بالأسرى والمفقودين. هذه محاولة لاحداث تغيير في المستقبل في هذا الموضوع بمبادرة من حماس، الذي لا يعتبر خضوعا أو نتيجة لضغط مصر. حماس يمكنها أشعال المنطقة، لكنها لا تريد الظهور كمهزومة وتخضع للاملاءات وخائنة في الموضوع الاسلامي. وهي تقوم باستخدام مبعوثيها “غير المنضبطين” من اجل اطلاق النار نحو اسرائيل وتسخين الجبهة مثلما حدث في هذا الاسبوع.

بالنسبة لاسرائيل فان كلمة “معيارية” (مصطلح اوروبي يسعى الى اضعاف الرد الاسرائيلي) لا توجد في القاموس ضد ارهاب حماس، سواء كان من يطلقون النار تابعين لها أم لا. ويبدو أن المتملقين في الغرب الذين يحاربون الارهاب الاسلامي يفهمون هذا الدرس، أنه فقط بواسطة مطرقة بوزن 5كغم على رأس حماس، يستطيع الجيش الاسرائيلي الحفاظ على الردع.

اسرائيل اليوم 9/2/2017