برلين – (د ب أ)- افتتح مهرجان برلين السينمائي، اليوم الخميس، وسط استعراض كل من أعضاء لجنة التحكيم وصانعي الأفلام مشكلات النظام العالمي الجديد الذي شكله الارتفاع الكبير للشعبوية وفوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
وانتقد أعضاء لجنة تحكيم المهرجان الرئيس الأمريكي الجديد، فيما انطلق برنامج الدورة 67 من “برليناله” الممتد لأحد عشر يوما، من خلال العرض العالمي الأول لفيلم يستكشف المسؤولية السياسية لفنان في أوقات الاضطرابات الوطنية والدولية.
ويدور فيلم “Django” حول حياة مؤلف موسيقى الجاز عازف الجيتار الأسطوري جانجو راينهارت في باريس المحتلة من قبل النازيين. وتعقب أتباع هتلر، الموسيقي، خلال جولة في ألمانيا في حين أن أعضاء من طائفة الروما (الغجر) المنتمي لها يجدون أنفسهم هدفا للاضطهاد النازي.
وقال مخرج الفيلم إتيان كومار “أردت أن أظهر موسيقيا خلال فترة تاريخية معقدة”.
مشيرا إلى أن جانجو اضطر في النهاية إلى الفرار من فرنسا والنازيين، قال كومار “هناك عدد من أوجه الشبه مع الحياة المعاصرة مثل اللاجئين أو الطريقة التي يمكنك بها منع الناس من السفر أو ما إذا كان عليك أن تؤدي لجمهور معين”.
وقال الممثل الفرنسي رضا كاتب، الذي لعب شخصية جانجو في الفيلم إنه يلمس كيف “يتعرض اللاجئون للإجبار على مغادرة المكان الذي يعيشون فيه لمجرد البقاء على قيد الحياة”.
ويعد “Django” واحدا من 18 فيلما – منها 17 فيلما عالميا جديدا- تتنافس هذا العام على الجائزة الأرفع بالمهرجان، الدب الذهبي لأفضل فيلم، وينتظر أن يقوم بتسليم الجائزة أعضاء من لجنة التحكيم المشكلة من 7 أشخاص خلال حفل على طراز حفل توزيع جوائز هوليوود يوم 18 شباط/فبراير الجاري.
ويعتبر مهرجان برليناله، الذي جاء عقب المهرجان السينمائي المستقل الأمريكي في صندانس في كانون ثان/يناير الماضي ومهرجان كان السينمائي الشهير في العالم في آيار/مايو، واحدا من مهرجانات الأفلام الأكثر تناولا للقضايا السياسة في العالم.
ولا يمثل هذا العام استثناء نظرا لأن برنامج “برليناله” لهذا العام يزخر بأفلام تتناول موضوعات كحقوق الأقليات والمهاجرين، وتغير المناخ، والفشل الواضح للحركات السياسية الرائدة في العالم.
تتوافق كثير من هذه الموضوعات مع المواقف المثيرة للجدل من قبل ترامب، الذي دعا إلى فرض حظر على المسلمين أثناء حملته الانتخابية، واعتبر أن تغير المناخ هو مجرد خدعة، وتفاخر بتحسسه أجساد النساء والإفلات من العقاب، وأعلن عن خطط لبناء جدار بين المكسيك والولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، قال الممثل المكسيكي، دييجو لونا، وهو أحد أعضاء لجنة تحكيم “برليناله” السبعة: “أنا هنا للتحقيق في كيفية هدم الجدران”.
وقال لونا، الذي تحظى بلاده هذا العام بتركيز “سوق الفيلم الأوروبي ” وهو الجانب من المهرجان المهتم بالصناعة السينمائية “يبدو أن هناك العديد من الخبراء هنا، وأريد أن أنقل تلك المعلومات إلى المكسيك”.
وتابع لونا الذي ذاع صيته عالميا عام 2001، عبر الفيلم المكسيكي الناضج بعنوان (وأمك أيضا)، قائلا “يجب أن تكون هناك رسالة حب، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لمكافحة الكراهية”.
ومن بين أعضاء لجنة التحكيم أيضا، الممثلة الأمريكية ماجي جيلينهال، التي قالت خلال المؤتمر الصحفي، إن العديد من الأمريكيين يستعدون للاحتجاج على الرئيس الجديد.
وأضافت “إنه توقيت بديع لأن يكون المرء أمريكيا في مهرجان دولي. أشعر وكأنني أريد أن يعرف العالم أن هناك الكثير والكثير من الناس في بلدي على استعداد للمقاومة”.
لكن رئيس لجنة تحكيم المهرجان، المخرج الهولندي المخضرم بول فرهوفن، قال خلال المؤتمر الصحفي إنه يأمل أن تحكم لجنة التحكيم على الأفلام من جودتها وليس من رسالتها السياسية.
وذكر فرهوفن، الذي حظي بالشهرة العالمية لأفلامه التي تصدرت شباك التذاكر مثل ” Robocop”، و ” Basic instinct”و Total Recall” ” “آمل أن يولي أعضاء لجنة التحكيم الاهتمام لجودة الأفلام دون تحيزات سياسية”.