القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
دعا الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام الى التوافق حول مواثيق شرف ملزمة للحفاظ على الدين والقيم والأوطان ومقدراتها ومكتسباتها، والوقوف بحزم وعزم أمام الأدعياء والمرجفين واستئصال شأفاتهم واجتثاث جذورهم حتى لا ينال من المحكمات المسلمات ولا يُسخر من الثوابت والقطعيات ولا يهز الثقة بالرموز والقدوات.
وحذر السديس في خطبة الجمعة اليوم من بيت الله الحرام بمكة المكرمة من الفتن ، داعيا الى لزوم الجماعة وحسن السمع للامام والطاعة وترك التفرق والتحزب والطائفية والتعصب ، مذكرا بقول الله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
وتابع السديس: “وقد أرق أمن هذه البلاد المباركة ولحمتها الدينية والوطنية وأقض مضاجع أعدائها وحاسديها المغرضين وأدواتهم المزايدين من السذج والبسطاء والدهماء والغوغاء ، فشربوا ولم يجدوا إلا الارجاف بخيلهم ورجلهم ضد ولاتها ورموزها وعلمائها وأبنائها ، ولكن ستتحطم بإ ذن الله سهامهم أمام صخرة تماسكها ووحدتها، فليكن أبناؤها وشبابها على مستوى والوعي والثقة وهم كذلك بحمد الله، والله نسأل في علاه أن يحفظ على بلاد الحرمين الشريفين عقيدتها وقيادتها وأمنها وأمانها ووحدتها واستقرارها ورخاءها، وأن يحفظها وسائر بلاد المسلمين من كل من أراد بنا سوءا أو مكروها، وأن يرد عنا كيد الكائدين، وشر المعتدين، وارجاف المرجفين”.
وقال السديس إن عشرات الوسائل الاعلامية والقنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية تتولى كبر نشر الأخبار الكاذبة والأراجيف المغرضة ، بحملات اعلامية محمومة بصور من صور الارهاب النفسي والتحطيم المعنوي ضد عقيدة الأمة ومثلها وثوابتها وقيمها.
ووصف السديس تلك الحملات بأنها ألغام معنوية وقنابل موقوتة وخناجر مسمومة ورصاصات طائشة وأسلحة دمار نفسية ينشر اليأس والقنوط بين أبناء تلك الأمة.
ودعا السديس علماء الأمة الى بيان ضلال تلك الفئات الجانحة عن الرشد وشناعة فعلهم ، مؤكدا أن الجميع مطالب بالتصدي للمرجفين في الأرض الذين يسعون ضد أمن الأمة واستقرارها.
وقال امام الحرم المكي أن على شباب الأمة أن يدركوا أبعاد المؤامرة وأن يحصنوا أفكارهم ضد المؤثرات العقدية والفكرية والسلوكية، وألا يكونوا ميدانا خصبا لها أو سببا في انتشارها، وأن يحرصوا على التثبت والتروي ، وأن يقفوا في الأحداث عن علم وبصيرة متمسكين وبالكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة.
وخاطب السديس القائمين على وسائل الاعلام ومواقع التواصل قائلا:
“اتقوا الله في أنفسكم، ولا تكونوا بوقا للمرجفين المثبطين للعزائم ، ولتحرصوا على وأد الفتن في مهدها واجتثاثها من جذورها ، لاسيما وقت الأزمات ، والابتعاد عن التهويل والاثارة والمبالغة في التحليل والتعليقات”.
ودعا السديس الى الوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول شق الصف وإحداث الفرقة والخلل، مشيرا الى أن العالم من حولنا تغمره أمواج الفتن، مرددا قوله تعالى: “حسبنا الله ونعم الوكيل” ثلاثا.
واختتم السديس خطبته داعيا الى إنقاذ المسجد الاقصى من براثن اليهود الغاصبين.