أعرب خبير عسكري “إسرائيلي” عن اعتقاده بأن تطبيع تركيا علاقاتها مع بلاده يصب في مصلحة البلدين ويبعد شبح الحرب عن قطاع غزة. وقال الخبير العسكري عاموس هارئيل في مقال بصحيفة “هآرتس” إن الاتفاق بين “إسرائيل” وتركيا من شأنه إبعاد شبح الحرب الإسرائيلية عن غزة، إلى جانب تحسين مستوى المعيشة للفلسطينيين هناك، وزيادة مستوى التنسيق بين أنقرة وتل أبيب.
وأضاف أن هذا الاتفاق سيعزز فعالية التفاهمات بين الإسرائيليين والأتراك في القضايا التي يمتلك فيها الجانبان مصالح مشتركة، لكنه لن يدفع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لإجراء تمرينات مشتركة مع نظيرتها التركية، كما كانت عليه الحال في سنوات التسعينيات.
على أن الكاتب رأى أن هناك شكوكا تكتنف تجديد صفقات الأسلحة بين البلدين، مع بقاء المصالح المشتركة بينهما في قضايا الغاز وتوسيع السياحة الثنائية، لكن القضية التي تبدو أكثر أهمية في اتفاقهما تكمن -بنظره- في مستقبل غزة.
وجاء الكشف عن تطبيع العلاقات في إعلان كل من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم من أنقرة ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من روما أمس الثلاثاء، عن بدء المرحلة الأولى من اتفاق تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وتركيا، والذي بموجبه سيتم تبادل السفراء وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة .
وأوضح هارئيل أن “إسرائيل” ربحت بالإتفاق وسيطا جديدا لها وقناة اتصال مهمة مع حركة حماس، بجانب قنوات الاتصال الأخرى عبر مصر وقطر، رغم أن القنوات المنفصلة عن بعضها بعضا قد تعتبر فرصة للتنافس والاحتكاك فيما بينها، وهو ما اتضح في الحرب الأخيرة على غزة في صيف 2014 المسماة الجرف الصامد.
وأشار إلى أنه في ضوء تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للفلسطينيين في غزة، فقد تزايدت مخاطر اندلاع حرب جديدة مع حماس، مما سيجعل تركيا في المرحلة الأولى من تطبيق اتفاقها مع إسرائيل تذهب باتجاه إدخال البضائع إلى غزة بعد مرورها برقابة أمنية من خلال ميناء أسدود، وصولا لتوفير مياه صالحة للشرب وإقامة مستشفى في القطاع.
وختم بالقول إن من شأن هذه الخطوات أن تؤجل موعد المواجهة العسكرية القادمة في غزة، وربما في المستقبل يمكن طرح مسألة إنشاء الميناء في غزة بواسطة الجزيرة المائية، وهذه مقترحات يمكن أخذها بالجدية الكاملة.