التحليل الفني لمباراة برشلونة أمام ألافيس
سحق برشلونة مُضيفه ديبورتيفو ألافيش بسداسية نظيفة في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب منديزوروزا لحساب الجولة الـ22 من الدوري الإسباني، وهو ما مكّن البرسا من التقدم للمركز الأول مؤقتًا في انتظار مباراة الريال أمام أوساسونا، ثم أمام فالنسيا وسيلتا فيجو.
ألافيس | ليس هذا الفريق الذي سيُلاعبه البرسا في نهائي الكأس | |
◄إن تحدثنا عن ألافيس اليوم، فلا بد من الحديث عن فريق في الشوط الأول وآخر في الشوط الثاني...فالحقيقة أن فريق بيليجرينو كان متماسكًا جدًا في أول 45 دقيقة، ولم يكد يترك مساحات للاعبي برشلونة، كما نجح بنسبة كبيرة من تغييب انطلاقات ميسي عبر العمق، وهو أمر يُحسب له، علمًا أنه تحصل على فرصة لو تمكن من تسجيلها لتحدثنا عن مباراة أخرى تمامًا، لكن تيو هيرنانديز أطاح بها ليرد له البرسا الصاع صاعين.
◄كثيرون تساءلوا، ومن بينهم الإعلامي الجزائري حفيظ الدراجي عن كيفية بلوغ ألافيس هذا لنهائي كأس ملك إسبانيا أو فوزه على البرسا في الكامب نو في مطلع الدوري، والحقيقة أن الأمر الذي لم يتطرق له الكثيرون هو أن بيليجرينو اليوم لم يُشرك جزءً كبيرًا من لاعبيه الأساسيين...فاليوم نتحدث عن خط دفاع يفتقد لكل من زهير فضّال، كاماراسا وكيكيو فيمينيا، نتحدث أيضًا عن غياب نجم الفريق دايفيرسون وأحد أهم لاعبيه إباي جوميز ثم مانو جارسيا. الفريق الباسكي لم يكن مكتمل الصفوف لخيار تكتيكي من بيليجرينو، وهو شيء قد لا يُبرّر ما حصل اليوم، لكنه يجعلنا نطمع في أن يكون نهائي كأس ملك إسبانيا أكثر تكافؤًا.
◄وبالعودة لمباراة اليوم، فإن الأخطاء الفردية للاعبي ألافيس أجهزت على جميع حظوظهم في الحصول على شيء إيجابي اليوم...باتشيكو أخطأ بشكل واضح في الهدف الثاني ثم الثالث، فيما قام قلبي الدفاع بأخطاء كارثية في الأهداف الموالية، وهي أخطاء لا تليق أبدًا بالسمعة التي اكتسبها ألافيس هذا الموسم والتي جعلته أحد أقوى الفرق في الشق الدفاعي في الليجا.
◄سأتحدث عن لاعب أثار انتباهي دون غيره في ألافيس وخاصة في الشوط الأول، وهو ماركوس يورنتي والذي تتفهم كونه أكثر لاعب افتك الكرات في الدوري الإسباني هذا الموسم ما إن تُتابع طريقة تحركه...يورنتي لاعب متواجد دائمًا في منطقة حصول الحدث، وذكي جدًا في تدخلاته، وتمكن في الشوط الأول حينما كان فريقه يلعب بخطوط متراجعة بالقيام بعمل كبير يجعله مرشحًا فوق العادة للعودة لريال مدريد في الموسم المقبل.
برشلونة | مرونة البرسا وعودة الوسط أعادا الفريق للواجهة | |
◄قدّم برشلونة مباراة معقولة جدًا تميز فيها بمرونة كثيرة جعلته يستغل نقاط ضعف ألافيس اليوم، والتي كانت بدرجة كبيرة عبر الأروقة التي عانت كثيرًا من أجل إيقاف لاعبي الفريق الكتلوني. رجال لويس إنريكي كانوا متوازنين جدًا في خط الوسط وهو ما مكّنهم من التحكم بشكل كامل في نسق اللقاء، فارتفعت نسبة استحواذهم على الكرة في الشوط الأول لـ78% في المُباراة.
◄ما جعلني أصف أداء برشلونة بالمرونة في مباراة اليوم هو أنه غير فعلًا من طريقة بنائه الهجومي في الشوط الأول بعد أول 10 دقائق، وهي ميزة لا يتميز بها فرق كثيرة...ففي الدقائق الأول، حاول ميسي، أندريه جوميش، راكتيتش وسواريز إيجاد حلول في ظهر مُدافعي الفريق الباسكي، لكن الطريق كان مسدودًا تمامًا، خاصة بسبب العمل الكبير الذي قام به متوسطو ميدان أصحاب الأرض والكثافة الكبيرة التي امتازوا بها في تلك المنطقة، فلم يتأخر البرسا في تحويل تنشيطه الهجومي للأروقة، وهو ما رافقه عمل كبير من الأظهرة فيدال وديني، وخروج أكثر من المعتاد لنيمار، لكن ذلك حجّم بالمقابل من مُساهمة ميسي وسواريز في اللعب.
◄بالحديث عن الأظهرة، أحب أن أتطرق لأليش فيدال خصوصًا والذي ما فتئ يُقدم مستويات جيدة جدًا خاصة في الشق الهجومي، وهو ما يتناسب مع حاجيات الفريق الكتلوني. فيدال قدّم اليوم وفي مباريات سابقة إضافة هجومية لم نُشاهدها في الجهة اليُمنى للبرسا منذ بداية الموسم حينما كان سيرجي روبيرتو يقدم مستويات جيدة جدًا كظهير أيمن. فيدال في الوقت الحالي يتفوق على روبيرتو كثيرًا في الشق الهجومي، وشخصيًا لا أرى فارقًا كبيرًا بينهما دفاعيًا، وهو ما كان ليجعل لويس إنريكي مُطالبًا أكثر من أي وقت مضى بمراجعة حساباته في مركز الظهير الأيمن لولا الإصابة القوية التي تعرض لها اللاعب قبيل نهاية المباراة والتي ستُنهي موسمه بنسبة كبيرة.
◄نعود لخط وسط برشلونة، والذي قدّم مباراة حسنة جدًا خاصة في سرعة استرجاع الكرة بعد فقدانها في الشوط الأول...بوسكيتس وخاصة أندريه جوميش وراكيتش قدّما مباراة جيدة جدًا، ويبدو فعلًا أن خط وسط الفريق الكتلوني في الطريق لاستعادة عافيته وهو ما سيكون مهمًا جدًا في الاستحقاقات القادمة، خاصة في دوري أبطال أوروبا حيث سيلعب أمام فرق تضغط بشكل كبير مثل باريس سان جيرمان، وحينها ستكون على عاتقهم مسؤوليات كبيرة من أجل الخروج بالكرة من الخلف.
◄كم كان هدفا برشلونة نهاية الشوط الأول مهمان من أجل تحول المباراة بشكل كامل لصالح الفريق الكتلوني، ففي الشوط الثاني، تغيّرت المُباراة بشكل كامل، وأصبحت المساحات متاحة بشكل كبير أمام لاعبي البرسا بسبب اندفاع ألافيس من أجل محاولة العودة في اللقاء، وهو ما اعتُبر هدية لمُهاجمي الفريق الكتلوني الذين أطلقوا العنان لسرعاتهم في الهجمات المرتدة، ثم لتفوقهم في المواجهات الثنائية، فتواجد سواريز، ميسي أو نيمار أمام لاعب واحد عوض ثلاثة لاعبين في الشوط الأول، وما النتيجة القاسية في نهاية المطاف سوى ترجمة لما حصل.
◄أحب أيضًا أن أتطرق لنقطة خط الدفاع في برشلونة، والتي تبقى الأكثر إثارة للقلق قبل مواجهة دوري أبطال أوروبا، خاصة إن استمرت إصابة جيرارد بيكيه مع ماسكيرانو...الخط الخلفي كان الأسوأ في البرسا اليوم، وتعامله مع الكرات القليلة التي وصلته كان سيئًا جدًا وكاد يتسبب في هدفين على الأقل. ثنائية جيريمي ماثيو وأومتيتي غير متكاملة أبدًا، كما أن نزعة الأظهرة الهجومية لم تزد الأمور سوى سوءً.