أثارت تعيينات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لمستشارين" خاصين له في البيت الأبيض امتعاض الكثيرين، مع التنويه بصلاحياته القيام بذلك وفق نصوص الدستور.
حث مركز السياسة الأمنية الإدارة الجديدة على التشدد بالتعامل مع إيران
وأعرب معهد أبحاث السياسة الخارجية عن قلقه من النفوذ المتصاعد للمستشار ستيف بانون كعضو كامل العضوية في مجلس الأمن القومي،ِ والتشكيك بقدراته "لتنفيذ مهامه على أتم وجه.. أو لعب دور متكافئ للدور الذي أوكله الرئيس أيزنهاور لنيلسون روكفلر،" في تلك الحقبة الزمنية. وأضاف أن مناوئي التعيين "أخطأوا باعتبارهم هيكلية المجلس منقوشة على ألواح حجرية.. إذ أن بنيته وعضويته تم تعديلهما بشكل حيوي عبر تاريخ المجلس الممتد لسبعة عقود."إيران
استعرض معهد كارنيغي بعض التوجهات المحتملة لبدء إدارة ترامب اعتمادها كسياسة نحو إيران وبرنامجها النووي استنادا إلى فرضيته باستطاعة "ترامب أن يلعب دروا مزدوجا كأيديولوجي مخلص وبراغماتي بلا رحمة." فالميزة الأولى، مضى موضحا، تتضمن تحقيق "انتصارات انعزالية معادية للمهاجرين والإسلام المتطرف، بينما الخاصية الثانية تكشف عن عقل رجل أعمال تحول إلى رئيس يرمي لاستفادة الولايات المتحدة ماديا من كل علاقة ينسجها." وشدد المعهد على أن أحد توجهات ترامب أنه لا يعير اهتماما "للنظام العالمي الراهن بقيادة الولايات المتحدة؛ بينما على الشق الآخر تغمره السعادة لاستغلاله كأصول قابلة للتداول لمصلحة بلاده الآنية،" معربا عن عدم تيقنه من أي من الخاصيتين سيتصرف ترامب؛ بل هوية المستشار الاقرب اليه الذي سيتعزز حضوره في هذا الصدد." وأردف أن أمام ترامب أربعة احتمالات "إلغاء الاتفاق النووي؛ العمل على إعادة التفاوض بالملف؛ تطبيق صارم للاتفاق القائم؛ والقبول بالاتفاق كما هو شريطة كسب الشركات الأميركية حصة في السوق."
التحالف الروسي الإيراني أضحى مسألة مقلقة لواشنطن، واستعاد الفريق المناوئ للتقارب الأميركي مع إيران زخمه تحت إدارة ترامب الفتية. وتساءل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن كان ترامب "يستطيع فك التحالف الروسي– الإيراني .. غير المسبوق منذ 500 عام."
واستدرك بالقول إن الجانبين يتشاطران "الهدف الاستراتيجي بمعارضة الولايات المتحدة.. بيد أن تعاونهما قد يكون قصير الأمد، لكنه قد يلحق ضررا دائما بمصالح الولايات المتحدة."
وتكهن المركز "بصعوبة إحداث وقيعة بين روسيا وإيران على المدى القريب.. اللتين تتشاركان القلق من عودة ظهور حركة طالبان في أفغانستان." وأضاف أن من أجل نجاح أي توجه لتفرقة الطرفين، ينبغي على ترامب حل تناقض سياسته: التشدد حيال إيران وتحسين العلاقات مع روسيا، ولا يتماشى هذان الهدفان معا.. ومحادثات كازاخستان الأخيرة لم تفضِ سوى توطيد العلاقة بين روسيا وإيران." ويعول المعهد على دور فاعل "لاسرائيل وتشجيع إدارة ترامب لها بغية تعقيد الامور على بوتين في (سعيه) الحفاظ على علاقات جيدة متوازنة مع جميع الاطراف" خاصة مع إيران وسوريا و"إسرائيل." وشدد على أنه "بامكان إدارة ترامب توضيح الموقف لبوتين بأن المصالح الروسية والإيرانية في سوريا لا بد أن تتصادم في المستقبل.. مما يستدعي وجود قوي للولايات المتحدة في المنطقة واستعادة موقعها القيادي فيها.."
استراتيجية الأطلسي
روسيا
استعاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دروس التناحر التاريخي بين "الامبراطورية الروسية والامبراطورية العثمانية ومركزها منطقة البحر الاسود." واوضح ان روسيا "عادت بقوة لمنطقتي البحر الاسود وشرق المتوسط مقابل تراجع في الحضور الاوروبي والاميركي في المنطقة."وأعرب عن شكوكه في نوايا روسيا "التقرب من تركيا اذ انها تسعى لكسب مزيد من النفوذ في الممرات المائية التركية." وشدد على ان "الاعتبارات الجيوستراتيجية لروسيا في منطقة البحر الاسود لم تشهد تغيرا منذ عام 1853، مقابل حلول حلف الناتو والولايات المتحدة مكان الدول الاوروبية المختلفة كمنافس رئيس لاهداف روسيا الجيوستراتيجية."
وأوضح أن تركيا بالنسبة لروسيا تشكل "نقطة انطلاق، والممرات التركية هي خطوط النقل الاستراتيجية" لتحقيق هدفها بالوصول الى "شرق البحر المتوسط وتشكيلها قوة موازية لتمدد الولايات المتحدة والناتو شرقا بالاضافة لتواجدهما في بحر ايجة ومركز البحر المتوسط."