سقوط قذائف صاروخية وسبعة قتلى في صدامات بين متظاهرين والشرطة في بغداد والصدر يدعو انصاره الى الانسحاب من ساحة التحرير.. والعبادي يوعز بفتح تحقيق

آخر تحديث 2017-02-12 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بغداد ـ (أ ف ب) – قتل سبعة اشخاص واصيب اكثر من مئتين السبت في بغداد في صدامات اندلعت بين قوات الامن وآلاف من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كانوا يتظاهرون للمطالبة باصلاحات.

وبعد ساعات تعرضت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد والتي تضم اهم مؤسسات الدولة، لاطلاق صواريخ انطلاقا من الاحياء الشمالية من العاصمة. ولم تعرف حتى الان الجهة التي اطلقت الصواريخ.

واعلنت قيادة العمليات المشتركة مساء السبت سقوط العديد من الصواريخ على المنطقة الخضراء اطلقت من منطقتين في شمال بغداد.

واوضحت في بيان ان “العديد من صواريخ كاتيوشا اطلقت من منطقتي البلديات وشارع فلسطين وسقطت في المنطقة الخضراء”.

واكد مسؤولون في الشرطة ووزارة الداخلية لفرانس برس ان العديد من الصواريخ اطلقت على المنطقة الخضراء، الا انهم اوضحوا انهم لا يعلمون هدفها المحدد وما اذا كانت اسفرت عن سقوط ضحايا.

واعمال العنف هذه هي الاشد دموية التي تندلع اثناء تظاهرة منذ بدأت في 2015 موجة التظاهرات التي طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات العامة واتهموا السياسيين العراقيين بالفساد والمحسوبية.

وتوقفت هذه الحركة الاحتجاجية في تشرين الاول/اكتوبر 2016 عندما بدات القوات الحكومية حملة لاستعادة مدينة الموصل من ايدي الجهاديين.

– محاولة كسر الطوق –

تجمع آلاف المحتجين ومعظمهم من انصار مقتدى الصدر، في البداية بشكل سلمي في ساحة التحرير للمطالبة بتغيير القانون الانتخابي واستبدال اللجنة الانتخابية قبل اقتراع مجالس المحافظات المقرر في ايلول/سبتمبر.

وردد المتظاهرون “نعم، نعم للعراق “، و”نريد .. نريد تغيير مفوضية الانتخابات وقانون مفوضية الانتخابات”، كما حملوا لافتات كتب عليها “تغيير المفوضية مطلب عراقي”.

وحاول محتجون اثر ذلك كسر طوق امني ضربته قوات الامن لتامين الطريق الرئيسية الموصلة الى المنطقة الخضراء التي تضم ايضا سفارات.

وقال عقيد في الشرطة ان سبعة اشخاص قتلوا “جراء اعمال العنف. اثنان منهم من منتسبي قوات الامن والخمسة الباقون من المتظاهرين”.

واضاف ان اكثر من 200 شخص اصيبوا معظمهم من المتظاهرين الذين تنشقوا الغاز المسيل للدموع، الا ان 11 اخرين على الاقل اصيبوا بجروح اكثر خطورة تسببت بها العيارات المطاطية وعبوات الغاز المسيل للدموع.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس العديد من المحتجين المصابين.

واكد رئيس الحكومة حيدر العبادي انه سيتم فتح تحقيق لتحديد المسؤولين عن العنف ومحاكمتهم.

واندلعت الصدامات بعد بيان للصدر القي في ساحة التحرير قال فيه “إذا شئتم الاقتراب من بوابة المنطقة الخضراء لاثبات مطالبكم واسماعها لمن هم داخل الأسوار بتغيير المفوضية وقانونها حتى غروب شمس هذا اليوم فلكم ذلك”.

لكن الصدر حذر المتظاهرين من دخول المنطقة الخضراء حيث مقار الحكومة ومفوضية الانتخابات. غير انهم تقدموا وواجهوا مقاومة شديدة من قوات الامن التي منعتهم من عبور الجسر فوق نهر دجلة.

ودعا الصدر الذي قاتلت ميليشياته الجيش الاميركي بعد غزوه للعراق ونظم سلسلة من الاحتجاجات ضد الفساد المالي والإداري المستشري في الحكومة، رئيس الحكومة حيدر العبادي الى الاصغاء لمطالب المحتجين.

وقال السبت “اؤكد على الاخ حيدر العبادي تحقيق الاصلاح الفوري والاستماع لصوت الشعب وازاحة الفاسدين”.

وفي وقت لاحق دعا الى ضبط النفس وتفرق المتظاهرون.

وكان انصار الصدر تظاهروا مرارا العام الماضي للمطالبة باصلاحات سياسية وخصوصا تشكيل حكومة جديدة، كما احتجوا على عدم تحرك البرلمان.

ونظمت تظاهرة اصغر الاربعاء الماضي قرب المنطقة الخضراء، كما نظمت تظاهرات عدة الجمعة في مدن جنوب البلاد، فيما شاركت جموع اكبر في تظاهرة السبت.

وركزت التظاهرة على مطلبين رئيسيين هما تغيير اعضاء مجلس مفوضية الانتخابات الذين ينتمون الى احزاب السلطة الكبيرة، وتعديل قانون الانتخابات ليعطي فرصة اكبر لفوز مرشحي الاحزاب الصغيرة.

وناشدت مفوضية الانتخابات رئيس الوزراء والمجتمع الدولي حماية موظفيها بعد تعرضهم لتهديدات مباشرة من بعض مسؤولي التنسيقيات الخاصة بالتظاهرة.

واعلنت مفوضية الانتخابات الشهر الماضي تحديد شهر ايلول/سبتمبر المقبل لإجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية. وتعتبر نتائج هذه الانتخابات مؤشرا الى ما قد تسفر عنه الانتخابات التشريعية المقررة في 2018.