رأي اليوم- عمان
حذر باحث أردني متخصص وبارز من ان المماحكات بين الرئيس دونالد ترامب وبقية المؤسسات الأمريكية قد يؤدي إلى تراجع الدولة الأمريكية إذا إستمر.
وذكر الدكتور وليد عبد الحي المتخصص بتحليل المستقبليات حوادث محددة اثبتت بان ترامب يعاند والمؤسسات لا تريد الخضوع.
وإعتبر عبد الحي ان قرار محكمة الإستئناف يكشف عن مسألتين الاولى الوزن الثقيل لدور المؤسسات في إدارة شأن الدولة وتكريس مفهوم الفصل بين السلطات.
والثانية طبيعة العناد في سلوك ترامب، فقد كان رده على القرار بأنه “سيواصل المعركة “.
من الواضح ان ترامب لم يستشر فقهاء القانون أو الإداريين او بعض جماعات الضغط ممن لهم صلة بموضوع الهجرة بدليل ان حيثيات قرار المحكمة تشير إلى ان ترامب “لم يقدم اية دلائل على تهديدات للامن القومي تبرر قراره” ، وظل ترامب وفقا للدكتور عبد الحي اسيرا لمفاهيمه الذاتية، بينما لو كانت كلينتون لاستشارت خبراء الميدان قبل ان تتخذ قرارا ينتهي للفشل بكل هذه البساطة، وهنا يتضح الفارق بين دور الخبرة لرئيس وفقدانها لرئيس آخر.
اللطمة الثانية لترامب هي في قبوله في محادثته مع الرئيس الصيني بفكرة ” صين واحدة” وهو ما يعني قبوله ان تايوان جزء لا يتجزأ من الصين الكبرى وهو أمر كان يعارضه تماما وصرح برفضه في الحملة الانتخابية بشكل واضح، لكنه تراجع عنه في اول اتصال مع الدولة التي يعدها ترامب الدولة الاكثر اضرارا بالاقتصاد الامريكي.
ويضيف عبد الحي: وهو ما يؤكد ثانية ان احكامه لا تستند لقدر كاف من الدراسة على غرار من سبقه من الرؤساء،مما يؤكد تأثير شخصيته المتعالية على قوة المؤسسة، لكنه بدأ يكتشف ان الامر أعقد مما اعتقد.
تراجع آخر بدأ يلوح في أقواله حول السفارة الامريكية ونقلها من تل أبيب للقدس، فقد كان واضحا في اقواله وأقوال سفيره بانه سينقلها ، لكنه يصرح اليوم بأن الامر ” معقد لكنه سيفكر في الامر بطريقة جدية”، وهو مؤشر على السيناريو الذي سبق واشرنا له باسم “السيناريو المراوغ”، لانه اكتشف ان وزن المؤسسة اقوى مما اعتقد.
ذلك يعني ان الخبرة ونمط الشخصية يورطانه في مواقف ما كان لمن هو ذو خبرة ان يتورط فيها، لكن كل ذلك ينعكس على فعالية الفعل المؤسسي، لان وجود رئيس بهذا الشكل يجعل سيولة القرارات وسرعة الانجاز تتعطل بحكم المماحكات بين البيت الابيض وبين بقية المؤسسات.
وختم عبد الحي مداخلته التحليلية بالسؤال: هل سيكشف المسرح السياسي الامريكي عن مسرحية عراك مؤسسي يخفي خلفه دولة تعيش مرحلة التراجع، وتعبر عن تراجعها بافرازات يشكل ترامب احدها؟…ربما.