تركيا والبحرين.. 3 محطات تبرز تطور العلاقات في 6 أشهر

آخر تحديث 2017-02-12 00:00:00 - المصدر: وكالة الاناضول

أحمد المصري/ الأناضول
يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى البحرين اليوم الأحد، في مستهل جولة خليجية تستمر حتى 15 فبراير/شباط الجاري، وتقوده إلى كل من السعودية وقطر.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية، أن أردوغان سيلتقي خلال زيارته للمنامة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكبار المسؤولين في البلاد.

بدوره، قال الديوان الملكي البحريني إن عاهل البلاد سيكون في مقدمة مستقبلي الرئيس التركي والوفد المرافق لدى وصوله في زيارة للمملكة بدعوة رسمية من الملك.

وتعد هذه الزيارة هي الأولى للرئيس أردوغان للبحرين منذ توليه الرئاسة في 28 أغسطس/ آب 2014.

كما تعد القمة المرتقبة اليوم بين الزعيمين هي الثانية خلال 6 شهور بعد تلك التي جمعتهم خلال زيارة العاهل البحرين لتركيا في أغسطس / آب الماضي.

وتعد القمتان أبرز ملامح 3 محطات للتعاون بين البلدين على مدار الستة شهور الماضية.

هذا التعاون المتنامي أشار إليه الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني خلال استقباله هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية لدى زيارته البحرين للمشاركة في "حوار المنامة" في ديسمبر/كانون أول الماضي.

وأشاد آل خليفة "بما تشهده علاقات التعاون بين البحرين وتركيا من تنامٍ وازدهار"، وبيّن أن هذا التطور في العلاقات "يعكس الرغبة الأكيدة في الانتقال بالعلاقات البحرينية التركية إلى آفاق أرحب من التعاون والتنسيق المشترك".

ونوه "بدعم تركيا للجهود الدولية الرامية إلى محاربة الإرهاب والتطرف"، مؤكداً على أهمية الدور "الذي تقوم به تركيا في حفظ أمنها واستقرارها".

وتستعرض الأناضول محطات تطور العلاقة بين تركيا والبحرين خلال الستة أشهر الماضية في السطور التالية:

**قمة و 5 اتفاقيات

قام عاهل البحرين بزيارة إلى تركيا، خلال الفترة من 25 إلى 28 أغسطس/آب الماضي، وهي الأولى من نوعها لزعيم عربي منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.

وعقد العاهل البحريني خلال الزيارة محادثات رسمية مع أردوغان، تم خلالها التوقيع على 5 اتفاقيات وبروتوكولات تعاون في عدة مجالات، كما شارك في افتتاح "جسر السلطان ياووز سليم"، الذي يربط شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي، بحضور رسمي تقدّمه الرئيس التركي.

الزيارة الأولى من نوعها للملك البحريني إلى تركيا منذ ٨ سنوات، وضعت أسس تعاون راسخ متنامي بين البلدين.

منتدى اقتصادي.. وتعاون متنامي

وبعد نحو شهرين من تلك الزيارة استضافت البحرين منتدى الأعمال الخليجي التركي الثاني، يومي 1 و2 نوفمبر/تشرين ثان الماضي.

وأتاح المنتدى الذي شارك به نحو 600 مستثمر بحريني وخليجي وتركي، فرص كبيرة للتواصل بين رجال الأعمال الأتراك ونظرائهم في البحرين ودول الخليج، لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين تركيا ودول المجلس وزيادة حجم التبادل التجاري، وتسويق الفرص الاستثمارية والتجارية المتوافرة في الجانبين، وتعزيز قنوات التواصل بين الجانبين.

وأوصى المنتدى "بالعمل على تذليل العقبات المتعلقة بالتبادل التجاري خاصة فيما يتعلق بدخول أصحاب الأعمال الأتراك لدول مجلس التعاون الخليجي وتسهيل معاملتهم في الإجراءات والتأشيرات المتعلقة بدخولهم لتفعيل التجارة الحرة".

وقال وزير الجمارك والتجارة التركي، بولنت توفنكجي، في تصريحات له على هامش مشاركته في المنتدى إن بلاده ستكون مستعدة بشكل دائم لعقد اتفاقيات مع دول مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والتجارية.

ولفت إلى أن "الآونة الأخيرة شهدت نموا مضطردا في الميزان التجاري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي عموما؛ حيث وصل مستوى التبادل التجاري بينهما خلال عام 2015 إلى حوالي 14.4 مليار دولار".

** أردوغان بالبحرين.. رسائل ودلالات

وتتوج زيارة الرئيس التركي للبحرين اليوم، سلسلة التطورات التي شهدتها العلاقات بين البلدين.

كما تكتسب الزيارة أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها تعد الأولى للرئيس أردوغان للبحرين منذ توليه الرئاسة في 28 أغسطس/ آب 2014.

كما تأتي أيضاً في مستهل أول جولة خليجية للرئيس التركي منذ توليه الرئاسة، حيث سبق أن قام بزيارات لدول خليجية منفردة، فيما يقوم هذه المرة بجولة خليجية في وقت تشهده فيه العلاقات التركية الخليجية نقلة نوعية على مختلف الأصعدة.

كذلك، تعد قمة اليوم هي الثانية خلال 6 شهور بعد القمة التي جمعتهم خلال زيارة العاهل البحرين لتركيا في أغسطس / آب الماضي.

ومن المقرر أن يتم خلال الزيارة إجراء مباحثات تتناول العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في المجالات كافة ، إضافة الى بحث آخر التطورات والمستجدات الاقليمية والدولية والقضايا موضع الاهتمام المشترك.


**تقارب سياسي

التطورات المتواصلة في العلاقات بين الجانبين يدعمها تقارب كبير في وجهات نظر البلدين تجاه مختلف القضايا على الصعيد السياسي، وتعاون اقتصادي متنامي.

على الصعيد السياسي، تدعم تركيا التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشارك فيه البحرين لدعم الشرعية في اليمن، وتتطابق وجهات نظرها مع دول الخليج، فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وأهمية التوصل لحل سلمي يضمن انتقال سياسي يتيح للشعب السوري التعبير عن نفسه بشكل كامل، وفقا لما تضمنه بيان جيف (1) .

كما تؤمن الدولتان بأهمية تعزيز تعاونها من أجل مكافحة الإرهاب.

وتأتي البحرين على رأس الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.

وأعلنت البحرين في بيان أصدرته خارجيتها – آنذاك- رفضها المساس بالشرعية الدستورية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته المنتخبة. وأعلنت دعمها "لكافة الإجراءات التي تتخذها الجمهورية التركية لتعزيز استقرارها وحماية مؤسساتها والحفاظ على مكتسباتها".

** تعاون اقتصادي متنامي وطموح كبير

على صعيد العلاقات الاقتصادية، بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والبحرين عام 2015 حوالي 329.7 مليون دولار، وسط طموح برفع حجم التعاملات التجارية بين البلدين ليصل إلى مليار دولار، ولاسيما بعد التطورات التي تشهدها العلاقات بين البلدين.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات) أنها تبحث عن فرص استثمارية في تركيا.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة ممتلكات محمود هاشم الكوهجي، في تصريح سابق للأناضول نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي ، "نبحث عن فرص استثمارية في تركيا، وهذه الاستثمارات، يمكن أن تكون في قطاع الانتاج أو الخدمات الصحية".

وأضاف "خلال مدة قصير سنقوم بالاستثمار في تركيا، ونعمل بشكل مكثف لهذا الغرض، فهي تمتلك اقتصادا جيدا ".

وتابع: "نحن إيجابيون جدا تجاه تركيا، فهي تمتلك عمالة واقتصادا قويا جدا".

وتستثمر الشركة التي تعتبر الذراع الاستثماري للبحرين، في مجالات عديدة بينها؛ إنتاج الألمنيوم وقطاع الطيران والخدمات المالية واللوجستية والصناعة والاتصالات والعقارات والسياحة والمواصلات وانتاج الغذاء.

كما تعد تركيا من أهم الوجهات السياحية المفضلة للمواطنين البحرينيين الذين ارتفعت أعدادهم من 491 سائحاً عام 2000 إلى أكثـر من 32.4 ألف سائح عام 2015.