رام الله- (د ب أ): منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، ساد شعور بالقلق في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يحاول فيه كل من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين تحديد نوايا البيت الأبيض.
كان رد فعل الحكومة الإسرائيلية المضي قدما بأقصى سرعة في الاستيطان، والموافقة على بناء أكثر من 5000 وحدة سكنية في الضفة الغربية بعد مرور شهر من تنصيب ترامب.
وبحسب تقارير، تحاول القيادة الفلسطينية، في الوقت ذاته، فتح قنوات اتصال مع ترامب. ويبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمكنه الاستعانة بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لنقل المخاوف إلى ترامب حول الزيادة في النشاط الاستيطاني، ومخاطر نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ولكن في شوارع رام الله، فقد جعل الإحباط إزاء غياب محادثات سلام في الشرق الأوسط، السكان غير مبالين بالاضطرابات السياسية التي سببتها الإدارة الأمريكية الجديدة.
وحين مفاتحة السكان مؤخرا في هذه القضية، كانت ردود الفعل الشائعة “دعني بعيدا عن السياسة” أو “ليس لدي رأي”.
وكان محمد جميل(25 عاما) من مدينة جنين، واحدا من عدد قليل فقط ممن قد يشاركون رأيهم عن المزاج العام.
وأضاف أن “ما يهتم به الناس هذه الأيام هو كسب العيش والحصول على دخل يمكنهم من أن يحيوا حياة طبيعية”.
ووفقا لاستطلاع نشرت نتائجه في كانون أول/ ديسمبر الماضي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، قال 37 في المئة من المستطلع ارائهم إن المقاومة المسلحة أكثر الوسائل فعالية لإقامة دولة فلسطينية، في حين قال 33 في المئة إن المفاوضات هي أفضل وسيلة لإقامة دولة.
يتشكك العديد من الخبراء في احتمالات اندلاع أعمال عنف في الشرق الأوسط – على الأقل في الوقت الراهن.
وقال عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس “لا أتوقع حدوث زلزال” نتيجة للنشاط الاستيطاني أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأضاف “ربما شيء صغير هنا أو هناك، وبعض النشاط الدبلوماسي والإدانة، ولكن لن يكون هناك رد فعل كبير”.
وخلافا لما حدث في عام 2000، عندما ثار الفلسطينيون بعد أن زار السياسي الإسرائيلي آرييل شارون الموقع المقدس المسجد الأقصى المعروف إسرائيليا باسم جبل الهيكل،قال قاسم” الفصائل السياسية غير قادة على تعبثة الشارع مرة أخرى”.
واتفق جميل، ابن جنين (25 عاما) مع هذا الرأي، حيث قال “قد تكون هناك مظاهرات وفعاليات شعبية، لكنها لن تصل إلى مستوى انتفاضة لأن الناس ليسوا على استعداد لذلك”.
وقال مهند عبد الحميد، وهو كاتب عمود بصحيفة “الأيام” الفلسطينية، هو الآخر، إن القيادة لم تعد قادرة على تحريك الجماهير، على الرغم من أنه حذر من أن مثل هذه الإجراءات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تتسبب في تصاعد الغضب تدريجيا إلى عنف في الشارع الفلسطيني.
وتابع “مع نمو المستوطنات، سيفقد الفلسطينيون كل شيء، ويشعرون أنه بما أنهم ليس لديهم ما يخسرون، فسينتفضون وقد تخرج الأمور عن نطاق السيطرة”.
وأضاف عبد الحميد أن “الوضع في القدس متوتر بالفعل، والضغط هناك آخذ بالازدياد. قد نرى انفجارا أكبر من عمليات الطعن والدهس بالسيارات التي يتم القيام بها حتى الآن، والتي لم تكن فعالة جدا”.
ولكن، مثلما أثبتت سياسة إدارة ترامب أنه من الصعب تحديد ملامحها بشكل جلي ، حذر عبد الحميد من أن ردود الفعل الفلسطينية يمكن أيضا أن يكون من الصعب التنبؤ بها.