القدس/ أحمد الخليلي/ الأناضول
اعتبر وزراء إسرائيليون، مساء اليوم الأربعاء، أن تصريحات رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن، بداية لـ"عهد جديد" سيشهد ضغطا على الجانب الفلسطيني بدلا من إسرائيل.
وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، معلقا على المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو وترامب قبل لقائهما بواشنطن، إن "عهدا جديدا قد بدأ، سيتم فيه إنزال العلم الفلسطيني عن السارية، وإحلال العلم الإسرائيلي مكانه".
وأضاف بينت، وهو رئيس حزب "البيت اليهودي" (يمين)، في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "أقدم التحية لرئيس الحكومة (نتنياهو)، الذي كشف عن قيادته الشجاعة والجريئة الساعية إلى تحصين أمن إسرائيل".
ومن جانبه، رحب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، في تصريح صحفي نقله موقع "والا" الإلكتروني، بلغة الخطاب التي أظهرها نتنياهو وترامب.
وقال أردان إن "الرئيس ترامب أعلن عن عهد جديد. المواقف التي عبر عنها تشهد أنه أدرك أن حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) ليس هو الحل الوحيد لتحقيق السلام".
وأضاف: "لقد حان الوقت الآن لقلب المعادلة، وتحويل الضغط على الجانب الفلسطيني، الذي يعترض، يجب أن توجه رسالة واضحه له أن الاعتراض على السلام، وثقافة الكراهية، والعنف، سيكون لها ثمن".
ورأى الوزير الإسرائيلي أن نتنياهو "مثل مواقف إسرائيل في أفضل طريقة ممكنة".
بدورها، اعتبرت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، أن المؤتمر صحفي لنتنياهو وترامب أعلن عن وقف "عهد التجميد"، في إشارة إلى مطالب الإدارة الأمريكية السابقة، برئاسة باراك أوباما، المستمرة بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس.
وقالت ريجيف، وهي عضوة في حزب اليكود (يمين): "انتهى التجميد في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية)، وانتهى تجميد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، واليوم في واشنطن بدء مرحلة عهد سياسي جديد"، وفق ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية).
ومساء اليوم، أعرب الرئيس الأمريكي عن عدم ممانعته لأي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، "طالما يوافق عليه الجانبان، سواء أكان ذلك بوجود دولة واحدة أو دولتين".
وألمح ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في البيت الأبيض، إلى إمكانية التخلي عن خيار حل الدولتين، وإقامة دولة واحدة تستوعب الفلسطينيين والإسرائيليين.
فيما اعتبر نتنياهو أن جوهر الصراع يكمن في رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل على أية حدود، مشددا على أنه يجب عليهم الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي في أية تسوية مستقبلية، بجانب الموافقة على مطالب إسرائيل الأمنية.
وكانت اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، قد طرحت على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، عام 2003، خارطة طريق تنص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ولذلك سمي بمبدأ "حل الدولتين".
وتمسكت الإدارة الأمريكية السابقة بحل الدولتين، واعتبرت مع الشركاء الآخرين في اللجنة الرباعية أنه الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي آخر مؤتمر صحفي له كرئيس للولايات المتحدة، يوم 18 يناير/ كانون ثان الماضي، حذر أوباما من أن الاستيطان الإسرائيلي سيقوض فرص إنهاء الصراع على أساس دولتين، وسيؤدي إلى "دولة واحدة يعاني فيها ملايين الناس (الفلسطينيين) من الظلم".
ومن المتوقع أن يكون اللقاء بين نتنياهو وترامب بداية فصل جديد أكثر دفئا في العلاقات بين الحليفتين، الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد التوتر الذي شهدته العلاقة بين نتنياهو وأوباما.