ما بعد المباراة | البايرن بالغ في احترام فريق الأطفال!

آخر تحديث 2017-02-16 00:00:00 - المصدر: موقع goal

ماذا لو لم يبالغ بايرن؟ في هذا التحليل الفني نرد على هذا التساؤل...


بقلم | محمود ماهر


أهان بايرن ميونخ ضيفه آرسنال في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ليلة الاربعاء، بهز شباك حارسه الكولومبي «دافيد أوسبينا» بخماسية لهدف، من بينهم ثلاثة أهداف في غضون 10 دقائق فقط مطلع الشوط الثاني.

وتلقى آرسنال الهدف الأول في الدقيقة 11 من تصويبة مقوسة مثالية للهولندي آرين روبن، إلا أن التشيلي «أليكسيس سانشيز» أبى أن تنتهي الحصة الأولى بتأخر فريقه ليُسجل هدف التعديل في الدقيقة 30 بعد متابعة ناجحة لركلة الجزاء التي أضاعها.

ولم يدم التعادل 1/1 بين الفريقين لأكثر من عشر دقائق مطلع الشوط الثاني، إذ تمكن ليفاندوفسكي من تسجيل هدف التقدم برأسية متقنة في الدقيقة 53، وبعد ثلاث دقائق تقمص ليفا دور صانع الألعاب بتمهيد كرة بينية مذهلة لتياجو ألكانتارا في العمق الدفاعي لآرسنال ليُسجل منها الإسباني الهدف الثالث.

وفي الدقيقة 63 قتل تياجو ألكانتارا المباراة تمامًا بتسجيله للهدف الرابع إثر تصويبة من على خط الـ 18، وفي الدقيقة 88 عزز البديل «توماس مولر» تقدم البايرن وتأكيد تأهلهم المبكر لربع النهائي بترجمة تمريرة لألكانتارا لهدف خامس.

والآن مع التحليل الفني للمباراة على هيئة إيجابيات وسلبيات:

أولاً | الإيجابيات:

1- التناغم غير العادي ما بين الثلاثي ألكانتارا وفيدال وألونسو، ما فعلوه أمام وسط آرسنال يُشبه لحد كبير ما فعله ثلاثي وسط باريس سان جيرمان «فيراتي ورابيو وماتويدي» أمام وسط برشلونة ليلة الثلاثاء.

بايرن ميونخ استمد قوته في الدفاع والهجوم من شراسة فيدال في الإلتحام وتوقعه السليم لتمريرات الخصم، ثم دقة تشابي ألونسو في التمرير الأرضي وعلى كلا الطرفين، وروعة اختراقات ألكانتارا ومساعدته لروبن وليفاندوفسكي وكوستا في الخط الأمامي.

توليفة خط وسط بايرن ميونخ تميزت بالتنوع، فلا يوجد لاعب مثل الآخر في شيء، ربما يكون الشيء الذي اتفقوا عليه هو المساندة الدفاعية وتغطية ألابا وفيليب لام عند تقدمهما لأداء الدور الهجومي.

2- مرونة ليفا وروبن في الثلث الأخير من الملعب شتت تركيز مدافعي آرسنال، لو كان ليفا تقيد بمركزه كمهاجم رأس حربة لما استطاع صناعة الهدف الثالث لألكانتارا أو المشاركة في الهدف الرابع، ولو كان روبن تقيد بلعب دور الجناح الأيمن لما سجل الهدف الأول من تلك التسديدة ولما شارك في صناعة الهدفين الثاني والثالث بتمريراته وتحركاته.

3- تعملق ماتس هوملز وخافي مارتينيز في منطقة قلب الدفاع أمام سانشيز وأوزيل، ومنعهما من مزاولة هوايتهما المفضلة بالاختراق من العمق، هوملز تعامل بحكمة وذكاء وقوة في جميع الصراعات الهوائية والأرضية وكان يبدأ الهجمة بشكل سليم مثله مثل مارتينيز، وهذه النقطة منحت الأفضلية للبايرن خلال الشوط الثاني على وجه التحديد عندما بدأ هجوم آرسنال يتقاعس أو يتكاسل عن الضغط على حائز الكرة من منتصف ملعب البايرن.

4- أهم الإيجابيات التي ميزت بايرن ميونخ في هذه المباراة، قدرة لاعبيه كبار السن أمثال روبن وألونسو ولام على توزيع جهدهم وتقسيمه، ففي أول 15 دقيقة من الشوط الأول لعبوا بقوتهم بنسبة 100٪ وفي الـ 15 دقيقة الثانية لعبوا بنسبة 60٪ من مستواهم، وفي نهاية الشوط عادوا ليعطوا الفريق 100٪ من مستواهم، وهكذا، لذا لم أستغرب من استمرارهم على أرض الملعب حتى الدقيقة الأخيرة، باستثناء روبن الذي ترك مكانه لرافينيا في الدقيقة 88!.

5- لم أر سوى إيجابية وحيدة ويتيمة في آرسنال، تتعلق بالحارس الدولي الكولومبي «أوسبينا» فلولاه ربما لانتهت المباراة بفوز أسطوري لبايرن ميونخ بثمانية أهداف كما فعل مانشستر يونايتد قبل عدة أعوام على مسرح الأحلام.

6- كالعادة أليكسيس سانشيز يكون أكثر لاعبي آرسنال تقديمًا للأداء المُقنع، كان شرسًا ومقاتلاً في كل تدخلاته، ولم يبخل على فريقه بقطرة عرق واحدة ليس في مباراة البايرن بل في كل مباراة هذا الموسم، وعندما تجد لاعب ما يلعب بهذه الروح والقتالية في فريق أطفال مثل آرسنال يُجبرك ذلك المشهد على أن تردد تلك العبارة بينك وبين نفسك «ذلك اللاعب خسارة في هذا الفريق».

ثانيًا | السلبيات:

1- هل يحتاج فريق يتكون دفاعه من كيران جيبس وكوسيلني وجابرييل ووسط ميدانه من كوكلين وأيوبي والبارد أوزيل والمتذبذب تشامبرلين لكل هذا الاحترام من بايرن ميونخ؟.

في الشوط الأول لعب بايرن ميونخ بحذر وخوف بالذات بعد تمكنه من تسجيل الهدف الأول لآرين روبن، فلم يضغط ولم ينتشر بشكل سليم على أرض الملعب، فكانت النتيجة تسجيل أليكسيس لهدف التعادل من ركلة جزاء وهمية وغير صحيح بالمرة أحتسبت على ليفاندوفسكي.

لكن عندما قرر بايرن الخروج من مناطقه والتحرر واللعب بطرقته المعتادة، تمكن من تسجيل الهدف تلو الآخر، وكاد يُنهي المباراة بفوز تاريخي بنصف دستة أو ثمانية أهداف مستحقة، لولا تعملق أوسبينا في بعض اللقطات كما ذكرت أنفًا.

2- خلال مباراة هال سيتي التي أقيمت مطلع هذا الأسبوع، اخترنا الظهير الأيسر الدولي الإنجليزي السابق «كيران جيبس» كأسوأ لاعب، بسبب رعونته وبطء حركته، وتساهله مع الخصم، ورغم الانتقادات التي نالها اللاعب بعد تلك المباراة، ورغم مستواه السيء جدًا على الصعيد الدفاعي، أصر فينجر على إشراكه أمام لاعب بخبرة وسرعة آرين روبن، فكانت النتيجة ثلاثة أهداف دفعة واحدة تأتي من جهته، بخلاف وابل التمريرات والعرضيات التي مُررت من جهته، والأنكى من كل ذلك إهمال فينجر لمنح جيبس المساندة الدفاعية من أحد لاعبي الوسط بالإبقاء على لاعب هجومي مثل أليكس أيوبي حتى الدقيقة 66، أي بعدما انتهى كل شيء!.

3- كان لابد من إشراك ناتشو مونريال في الرواق الأيسر لتعطيل آرين روبن، ومنح محمد النني فرصة اللعب بدلاً من تشامبرلين الذين لا أعرف ما هو دوره بالتحديد على أرض الملعب، هل هو إرتكاز أم جناح أم مهاجم متأخر أم ماذا؟.

نزول كارلو أنشيلوتي بهذه التشكيلة الهجومية القوية، كان يجب أن يواجهها فينجر بتشكيلة متزنة وليس بتشكيلة مليئة بلاعبين ذات نزعة هجومية.

لماذا لم يلعب النني وكوكلين في منطقة الوسط الدفاعي ومن أمامهم شاكا وأوزيل، وفي الهجوم أليكسيس ووالكوت بمهام دفاعية وفي الهجوم الصريح أوليفييه جيرو أو حتى داني ويلبيك؟ لماذا يتناسى فينجر في كل مرة بأن شخصية فريقه لا تقوى ولا تحتمل التأخر في النتيجة؟ لماذا ينسى أن فريقه فريق أطفال؟ وكل شيء واضح وصريح منذ زمن؟.

4- لا شك أن خروج كوسيلني للإصابة مطلع الشوط الثاني كانت نقطة تحول المباراة، فقد دفع الفريق عدم جاهزية جابرييل باوليستا باهظًا، فكل الأهداف جاءت من منطقة العمق.



للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر  - اضغط هنا
@MahmudMaher