بوصول الجسور العائمة التي سيتم نصبها على نهر دجلة، استكملت القوات المشتركة إستعدادتها لبدء المرحلة الثالثة من عملياتها في مركز الموصل والتي سيكون مسرحها هو الأحياء الواقعة في الساحل الأيمن.
استكملت القوات المشتركة إستعدادتها لبدء المرحلة الثالثة في مركز الموصل
بخلاف عمليات التطهير والتأمين التي نفذتها القوات في الساحل الأيسر خلال الفترة الماضية، ظهرت عدة تحديات منها تنفيذ تنظيم داعش لعشرات الهجمات بالطائرات دون طيار من نوعي Sky walker وPhantom تم تعديلها لتحمل رمانات متفجرة محلية الصنع أو خاصة بقواذف القنابل اليدوية مثل القاذف الأميركي Mk19، واستهدفت بها مواقع عديدة للقوات العراقية في الساحل الأيمن خصوصاً في أحياء الرشيدية والجزائر والنعمانية والفيصلية، بجانب مواقع الحشد الشعبي جنوب تلعفر.هذه الهجمات في مجملها لم تؤدِ إلاّ لخسائر طفيفة، وأصبحت القوات خبيرة في التعامل مع هذا التهديد، وأسقطت أكثر من 50 طائرة قبل تنفيذها الهجمات.
التحدي الأهم في هذه الجبهة كان تزايد عمليات القصف بالهاون من مواقع داعش في الساحل الأيمن، وتحديداً مناطق وأحياء الموصل القديمة والدندان والجوسق، تجاه مواقع القوات العراقية في أحياء الضباط والفرقان والمالية والفيصلية والمثنى، مترافقة مع محاولات تسلل وهجوم تمّت على حي التأميم ومناطق القوسيات والشيخ محمد والجمالية. ظهرت أهمية إتمام عمليات التطهير والتأمين خلال الأيام الماضية بعد إلقاء القوات العراقية القبض على عدد من عناصر داعش شكلوا ما يشبه "خلايا نائمة" داخل أحياء الساحل الأيسر، بغرض تنفيذ عمليات تخريبية وتجسسية.
المجهود الجوّي لسلاح الجو العراقي وطيران الجيش والتحالف الدولي ركّز مجهوده في الأيام الماضية على أحياء الجانب الأيمن المطلة على نهر دجلة، والتي شرع تنظيم داعش في نصب قناصته ومدافعه الرشاشة ومدافع الهاون فيها، وهي مناطق الموصل القديمة والشفاء والنجار والدندان وحاوي الكنيسة والجوسق، بجانب أحياء المنصور والطيران والصمود و17 تموز وتل الرمان ومنطقة السرج خانه. كما شملت عمليات القصف الجوي المناطق الجنوبية من الساحل الأيمن مثل معسكر الغزلاني ومطار الموصل، ووادي حجر وحي المأمون، وهي نفس المناطق التي تستهدفها مدفعية الشرطة الاتحادية من مواقعها جنوب مطار الموصل.
على ما يبدو فأن محور الهجوم الأساسي للقوات العراقية على الساحل الأيمن سيكون بإتجاه حيي الجوسق والدندان جنوبي القسم الأيمن من الموصل، نظراً لوقوع الحيين على ساحل دجلة المقابل للقوات العراقية على الضفة الأخرى، وقربهما أيضاً من مواقع الشرطة الاتحادية جنوب مطار الموصل.
الهجوم الأساس سيسبقه عمليات خاصة في هذه المناطق لإحتلال رؤوس الجسور التي سيتم مدّها على النهر، وتأمين هذه الجسور بشكلٍ يسمح بإدامة الحركة عليها.
أحياء هذا الجانب تتسم بالشوارع الضيقة والكثافة العالية للمناطق السكنية، وهو ما سيشكّل تحدّياً كبيراً خصوصاً على مستوى عمليات القنص المعادية، ولهذا أدخلت القوات إلى الميدان عربات الاستطلاع التكتيكية الخفيفة Mrzr4.
التطور الأهم والأكبر خلال الفترة الماضية كان في قضاء القائم قرب الحدود مع سوريا، حين نفّذ سلاح الجو العراقي حسب معلومات إستخبارية عدة غارات على رتل تابع لداعش كان موجوداً فيه أبو بكر البغدادي وهو ما أدى إلى مقتل عدد كبير من قياديي التنظيم.
بالنسبة لقوات الحشد الشعبي في الجبهة الغربية، واجهت على مدار الأيام الماضية هجمات عنيفة من داخل قضاء تلعفر ومن القرى الموجودة غرب القضاء، لمحاولة فتح الطريق مرة اخرى إلى الحدود السورية وإنهاء عزل قوات الحشد لأحياء الساحل الأيمن.
شنّ عناصر داعش منذ أيام الهجوم الأكبر لهم على مواقع الحشد الشعبي على الخط الواصل بين الشرائع و نقطة التماس مع قوات البيشمركة في "سينو"، شارك في الهجوم أكثر من 300 عنصر معززين بالدبابات وأكثر من 20 عربة مفخخة، هاجمت مواقع الحشد في عين طلاوي وعين الحصان والشرائع، بجانب الحجف وخراب جحش والعسرج والتركمانية الجنوبية ومفيليكة الجنوبية، كان التركيز الأكبر هو على عين الحصان والشرائع.
وتمكنت قوات الحشد ممثلة في اللواء 45 وكتائب حزب الله العراقي من صدّ الهجوم الذي كان أوضح دليل على استشعار داعش لقرب بدء العمليات في الساحل الأيمن وفي اتجاه ما تبقي من مناطق في قضاء تلعفر.
نفذّت قوات الحشد أيضاً خلال الفترة الماضية عمليات خاصة في قرى الجحش والشريعة الشمالية والجنوبية، ونفذّت مدفعية الحشد الصاروخية عمليات قصف تمهيدي لمناطق داخل قضاء تلعفر، منها ملا جاسم في المدخل الغربي وخضر الياس ومنطقة حسنكوي وسط تلعفر، ومناطق جنوب الحجف وتل عبطة والمحلبية. كما نفذّت مروحيات الجيش العراقي عمليات مستمرة على مواقع داخل قضاء تلعفر، وساهمت في إجهاض هجمات عديدة لداعش منها الهجمات على خراب جحش.
ونفذّت قوات الحشد خلال الأسبوع الماضي عمليات تطهير وتأمين محدودة في محافظة ديالى، وتحديداً في منطقتي نفط خانة ووادي ثلاب شمال شرق بعقوبة، بجانب تمكنها من إحباط عدة محاولات هجومية من طرف عناصر داعش الإنغماسية ضد سد العظيم وجبل أمام ويس، وأحبطت محاولة إنغماسية في جزيرة بيجي تزامناً مع صد قوات البيشمركة لمحاولة هجومية من منطقة البومحمد على قضاء داقوق جنوب كركوك.
يتوقع أن تبدأ قوات الحشد الشعبي قريباً في المرحلة السادسة من عملياتها في الجبهة الغربية، باتجاه قضاء تلعفر شمالاً وباتجاه قضاء البعاج جنوباً، مع إكمال عملياتها التكميلية التي بدأت في مراحل سابقة بمحور سينو وسهل الحويجة والساحل الأيمن للشرقاط وطريق تكريت – الموصل.