الرباط / محمد الطاهري / الأناضول: قال رئيس الحكومة المغربية المكلف، عبد الإله بنكيران، اليوم السبت، إن تأخر تشكيل حكومته الثانية “ليس في صالح البلاد، ويربك مسارها”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بنكيران، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (نقابة مقربة من حزب العدالة والتنمية)، بمنطقة المعمورة، شمالي العاصمة الرباط.
وقال بنكيران إنه “ليس من المعقول بالنسبة لدولة تتقدم وتشعر وتعلن أنها بحالة جيدة، ثم تكون المناورات لتربك المسار وتعطل تشكيل الحكومة (يتم تداولها منذ أكثر من أربعة شهور)”، مؤكداً أن “هذا الأمر ليس في صالح الوطن”.
وأضاف أن “هناك حسابات ومصالح أخرى تقف خلفها لوبيات لا تريد أن تعترف بالإرادة الشعبية (…) وهذا في النهاية يسبب الخسران للوطن”.
ولفت بنكيران إلى أنه قدم عرضاً جديداً لكل من عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (يمين)، وامحند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية (يمين)، في لقائين منفصلين معهما الإثنين والثلاثاء الماضيين.
ولم يكشف عن فحوى العرض، مكتفياً بالقول “مؤخراً، حصل كلام بيني وبين أخنوش والعنصر، وأنتظر جوابهما، وأتمنى أن يكون الجواب في اتجاه حل مشكل تشكيل الحكومة”.
وأبدى بنكيران، ليونة في قبول مشاركة حزب الاتحاد الدستوري (يمين) في الحكومة المرتقبة، بعدما كان مصرا على اقتصار الحكومة على الأحزاب الأربعة التي كانت تشكلها بالسابق.
وقال إنه “بعد ما شكل حزب الاتحاد الدستوري تحالفاً مع حزب التجمع الوطني للأحرار، وشكّلا معاً فريقاً برلمانياً واحداً في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، قلنا أنه ليس مشكلة أن يلتحق الاتحاد الدستوري بالحكومة”.
واعتبر بنكيران، أن سبب تأخر تشكيل حكومته يعود إلى “إصرار حزب الاتحاد الإشتراكي (يسار) على المشاركة فيها”.
وجدد رئيس الحكومة المكلف رفضه لهذه المشاركة، قائلاً “لا يجب أن يهان الشعب المغربي بهذه الطريقة بفرض حزب معين على الحكومة”.
وأضاف بنكيران “لن نقبل أشياء غير معقولة من هذا القبيل، لأن المواطنين المغاربة استأمنونا على أصواتهم، وصوّتوا لنا لنقود الحكومة، ولا يمكننا إهانة الشعب المغربي أو عدم احترام إرادته الحقيقية وتخييب أمله في تكوين الحكومة”.
وفي وقت سابق اقترح بنكيران، تشكيل الحكومة الجديدة من الأحزاب التي تشكل الحكومة السابقة، وهي العدالة والتنمية (125 مقعدا في مجلس النواب بالانتخابات الأخيرة من أصل 395)، والتجمع الوطني للأحرار (37 مقعدا)، والحركة الشعبية (27 مقعدا)، والتقدم والاشتراكية (12 مقعدا)، وبإمكان الأربعة تغطية العدد المطلوب للتشكيل (198 مقعداً).
غير أن بنكيران قرر في 8 يناير/كانون الثاني الماضي، وقف مشارواته لتشكيل الحكومة الجديدة مع حزبي التجمع الوطني للأحرار (يمين)، وحزب الحركة الشعبية (يمين)، بسبب اشتراطهما ضم حزبي الاتحاد الدستوري (يمين) والاتحاد الإشتراكي (يسار) إلى أحزاب التحالف الحكومي.
واستأنف بنكيران مشاوراته لتشكيل الحكومة الإثنين 13 من فبراير الجاري، بلقائه كل من عزيز أخنوش وامحند العنصر.
وعيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس، في 10 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بنكيران، رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة، عقب تصدر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 من الشهر ذاته.