رئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف تتطلع للعودة الى الساحة السياسية

آخر تحديث 2017-02-19 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

برازيليا- (أ ف ب) – بعد ستة أشهر من خروجها المهين كرئيسة للبرازيل اثر محاكمة امام مجلس الشيوخ، تدرس ديلما روسيف بحذر مستقبلها السياسي.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في العاصمة برازيليا بدت روسيف أكثر ارتياحا مما كانت عليه خلال محاكمتها في آب/أغسطس الماضي.

قالت ان ما حصل لم يشكل نهاية لحياتها السياسية، اذ ما زالت تعرف عن نفسها على حسابها على تويتر ب”الرئيسة البرازيلية المنتخبة” .

صحيح ان الزعيمة اليسارية البالغة 69 عاما لن تترشح للرئاسة مجددا، لكنها تداركت “لن أترك السياسة. لا أستبعد امكان الترشح لعضوية مجلس الشيوخ او للنيابة”.

تمكن المحافظون خصوم روسيف من الاطاحة بها عبر تأمين أغلبية في مجلس الشيوخ طلبت محاكمتها بتهمة التلاعب بأرقام الموازنة. ولا تزال تصر على رفض الاتهامات معتبرة ان الدافع الى المحاكمة “أنقلاب” موجه سياسيا.

واضافت “هكذا فهم العدو العدالة (…) ليس للحكم علي بل لتحطيمي”.

قضيتها كانت منفصلة عن فضيحة الفساد الكبرى المتعلقة بشركة النفط بتروبراس، والتي اطاحت العديد من كبار السياسيين.

وحتى ميشال تامر حليف روسيف السابق الذي تحول الى خصم قبل ان يخلفها في الرئاسة تحوم حوله شبهات الضلوع في قضية بتروبراس التي طاولت العديد من السياسيين المقربين منه.

وأفاد استطلاع أجري مؤخرا ان حليف روسيف وسلفها في الرئاسة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قد يفوز بانتخابات عام 2018 اذا ترشح، رغم توجيه اتهامات له في قضية بتروبراس.

ولدى سؤالها عن هذه القضية، لم تخف روسيف إحباطها وعلقت “هذه المسائل معقدة الى حد بعيد”.

واضافت “حتى يومنا هذا، لا أحد في البرازيل يعرف بكل حالات الفساد التي لا تزال موجودة”.

ينفي لولا الاتهامات الموجهة اليه في قضية بتروبراس والتي يواجه المحاكمة بسببها، لكن في حال عودته الى السياسة فقد يشكل ذلك تحولا كبيرا يرفع من حظوظ روسيف وحزب العمال الذي يعتبر قلب اليسار النابض في اميركا اللاتينية.

-“لا شيء يمنع مهاجمتي” –

منذ مغادرتها القصر الرئاسي في برازيليا في ايلول/سبتمبر تعيش روسيف بعيدا عن الأضواء نسبيا في منزلها في مسقط رأسها مدينة بورتو أليغري. ومن حين لآخر تزور والدتها في ريو دي جانيرو.

وبما أنها لا تتقاضى راتبا تقاعديا عن سنوات عملها كرئيسة، تعيش من راتب شهري يبلغ ألفا و 700 دولار كمسؤولة محلية، اضافة الى عائد ايجار اربع شقق تملكها عائلتها.

هناك حارس شخصي يرافقها لكنها اوضحت “لا شيء يمنع من ان يهاجمني احد”، وخصوصا بعد المعركة السياسية المريرة العام الماضي.

تعرضت روسيف للتعذيب في السجن في سبعينات القرن الماضي بسبب انتمائها الى جماعة يسارية ابان الحكم الديكتاتوري العسكري.

استعادت ذكرى هذه المحنة خلال ادلائها بشهادتها طوال عشر ساعات أثناء المحاكمة، وقارنتها بمعاناتها السياسية الحالية.

وبين المسؤولين الذين يقفون وراء محاكمتها إدواردو كونها الرئيس السابق لمجلس النواب. والمفارقة انه هو نفسه الآن يواجه المحاكمة بتهم تتعلق بالفساد.

وعلقت روسيف “ليس عندي مشاعر انتقام من إدواردو كونها أو اي شيء من هذا القبيل. لم يكن عندي هذا الشعور اصلا ضد من قاموا بتعذيبي. لا امنحهم شرف أن أكرههم”.