إدارة كارثية من لويس إنريكي لمباراة ليجانيس
حقق برشلونة انتصارًا صعبًا وبأداء مخيب للآمال أمام ضيفه ليجانيس بنتيجة هدفين لهدف، وذلك في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة الـ23 من الدوري الإسباني.
برشلونة | جوميش ظالم أو مظلوم؟! وإنريكي مصر على أخطائه!! | |
◄على غرار ما شاهدناه أمام باريس سان جيرمان، قدّم برشلونة مباراة متواضعة جدًا على الصعيد الجماعي حينما استقبل ليجانيس، حيث ظهرت مشاكل كبيرة جدًا للفريق في التنشيط الدفاعي، كما أن التنشيط الهجومي عاد ليقتصر على ما جاد به الـMSN من مستويات تراوحت بين الجيدة والمتوسطة بين فترات اللقاء، فلم يزد كل ذلك جمهور الفريق الكتلوني سوى شكوكًا.
◄تحدثت عن الأمر في أكثر من مناسبة، وسأعود لأكرره اليوم: كيف للويس إنريكي أن يُشرك لاعبًا مثل أندريه جوميش كارتكاز دفاعي بمسؤوليات تكاد تكون الأكبر على أرضية الميدان؟ فالدور الذي يلعبه سيرجيو بوسكيتس في العادة يحتاج لاعبًا بشخصية قوية جدًا قبل كل شيء، للاعب قادر على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، على التنسيق مع بقية زملائه في خط الوسط أثناء الضغط المتقدم وأثناء التراجع للخلف، على أن يرتكب الخطأ التكتيكي عندما يتطلب الأمر ذلك، وأن يتراجع ليُشكل ثلاثيًا دفاعيًا مع قلبي الدفاع من أجل منح المساحة للأظهرة...قد يكون كل ما ذكرته ليس سوى جزءً صغيرًا من مهام الارتكاز في فريق برشلونة، وجوميش لا يملك شيئًا منها، فهو لاعب بنزعة هجومية في الأصل، ويفتقد أساسًا للثقة بالنفس بعد كل ما عانى منه في الأسابيع الماضية من انتقادات، وما شاهدناه اليوم خطأ كرره إنريكي أكثر من مرة، وظلم به فريقه واللاعب أيضًا.
◄ما ذكرته عن جوميش ومركزه على أرضية الميدان ليس سوى غيضًا من فيض، فالحقيقة أن مستوى راكتيتش ورافينيا كان سيئًا جدًا بل يكاد يكون كارثيًا أيضًا، فلا هم ساعدوا الفريق على استرجاع الكرة في مناطق متقدمة من الملعب بعد فقدانها، وهو ما جعل ليجانيس يخلق عدد فرص كان ليجعله يخرج بانتصار لم يتوقعه أحد، ولا هم قدمّوا إضافة هجومية، ويكفي متابعة عرضيات راكتيتش لتعرفوا مستوى التركيز أو حتى المستوى الفردي للاعبي الفريق الكتلوني.
◄وماذا عن الأظهرة؟ سيرجي روبيرتو عاد ليُقدّم فصلًا من فصوله الباردة، أما لوكا ديني، فحتى تلك الإضافة الهجومية التي عوّدنا عليها كانت مختفية، كما أنه دفاعيًا اختُرق في أكثر من مناسبة، كما بدا واضحًا أنه غير منسجم مع ماثيو وأومتيتي، وكسر مصيدة التسلل في أكثر من مناسبة. وإن عُدنا للحديث عن لاعبي البرسا اليوم واحدًا واحدًا، فربما قد ننتقدهم جميعًا باستثناء 3 أسماء.
◄الأمر قد يُعزى أيضًا لكوننا أمام فريق مُحبَط بعد الرباعية التي تلقاها أمام باريس سان جيرمان...صحيح أن مشاكل البرسا التي تحدثنا عنها اليوم، والكامنة بشكل كبير في الدور شبه المعدوم لخط الوسط، ظهرت في مرات سابقة، لكنها لم تظهر بهذه الحدة، وهو ما يُعزى بوضوح للحالة النفسية للاعبين، لكن ما دور لويس إنريكي وسط كل هذا السيرك؟ (كما وصفه هو بنفسه في تصريحه الأخير)...الفريق كان سيئًا جدًا لفترات طويلة، لماذا لم يُحرّك ساكنًا ويُحاول على الأقل إصلاح ما يُمكن إصلاحه في خط المنتصف؟ لماذا لم يُعد راكتيتش مثلًا رفقة جوميش وقلب مثلث الوسط ليقلل من خطورة مرتدات ليجانيس؟ لماذا لم يُشرك إنييستا مكان أحد الثلاثة السيئين في وقت أبكر؟ لماذا أصر على ديني رغم مستواه الكارثي؟ لماذا يصر على 4-3-3 أو مشقاتها تحت كل الظروف؟ تساؤلات كثيرة لا أعتقد أن إنريكي سيجد إجابة لها، فهذه ليست المرة الأولى، ولا الأخيرة التي يكرر فيها أخطاءه، لكني رغم ذلك بعيد كل البعد على تحميله المسؤولية وحده.
◄ماذا لو لم يتألق تير شتيجن؟ إلى ماذا كانت ستؤول المباراة؟ الحقيقة الوحيدة أمامي هي أن الحارس الألماني كان أفضل لاعب في برشلونة اليوم، وهو أمر كافٍ ليُعطيك نظرة عن أداء الفريق اليوم...لو لم يكن شتيجن في ليلة كبيرة لما انتهت المباراة لا بفوز ولا حتى بتعادل برشلونة...ميسي أيضًا واصل لعب دور المنقذ، رغم أنه كان أقل من مستواه المعهود اليوم.
ليجانيس | أضعف فرق الليجا هجوميًا فضح عيوب البرسا مجددًا | |
◄على عكس برشلونة، قدّم ليجانيس مباراة جيدة جدًا خاصة في التحول من الوضعية الدفاعية للهجومية، فالفريق وبعد أول ربع ساعة تمكن من تثبيت أقدامه على أرضية الميدان، وأصبح يجد مساحات كبيرة في ظهر أندريه جوميش بفضل تمريرة أو تمريرتين، فوصل نبيل الزهر وزملاؤه لمناطق البرسا بسهولة بالغة كاد يدفع ثمنها الفريق في أكثر من مناسبة.
◄كم كان جيدًا جيريرو اليوم في التحرك في ظهر أومتيتي، حيث خلق له مشاكل كثيرة وأعطى بفضل تحركاته مساحات كبيرة لبقية زملائه، وهو ما جعل نبيل الزهر ثم ماتشيس في الشوط الثاني يمتلكان مساحات كبيرة، والحقيقة أن الشيء الوحيد الذي خان ليجانيس اليوم هو اللمسة الأخيرة، وإلا فإنه كان سيخرج في أسوأ الحالات بنتيجة التعادل.
◄تغييرات جاريتانو كانت جريئة جدًا، لكنها أظهرت أيضًا إلى أي حد عانى برشلونة في خط الوسط...ففي بداية اللقاء، دخل المدرب الباسكي بلاعبين يجيدون الأدوار الدفاعية أكثر من الهجومية، وهو ما تجلى مثلًا في مشاركة ألكساندر وموران اللذين تراجعا كثيرًا للخلف ولم يقدما إضافة كبيرة في الشوط الأول، لكن مشاركة ماتشيس وأوناي لوبيز جعلت الفريق يضغط بشكل متقدم أكبر، وهما أيضًا من تمكنا من صناعة الهدف وتسجيله.
◄أخيرًا وليس آخرًا، لا يُمكن سوى أن نرفع القبعة لليجانيس على ما قدّمه في مباراة اليوم...فالأمر يتعلق بأضعف فريق في الشق الهجومي هذا الموسم في الليجا، ورغم ذلك خلق فرصًا بالجملة على مرمى أندريه تير شتيجن، ولعب بشجاعة كبيرة واستغل مكامن ضعف البرسا الذي كان من دون شك في أسوأ لياليه على الإطلاق.