إيلاف من لندن: رأت غالبية من قرّاء «إيلاف» شاركوا في استفتائها الاسبوعي، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لن يستطيع النأي ببلاده عن الصراع الأميركي الإيراني وتداعياته، حيث تحتفظ بعلاقات جيدة مع البلدين رغم اختلاف طبيعتها.
وقد شارك 1294 قارئًا في الاستفتاء، حيث أجابوا على سؤال «إيلاف» القائل: هل ينجح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتحييد بلاده عن الصراع الأميركي الإيراني وتداعياته؟ حيث صوتت اغلبيتهم بالقول انه سيفشل في مسعاه، بينما رأت اقلية العكس من ذلك.
لا قدرة للعبادي على النأي ببلاده عن الصراع الأميركي الإيراني
ورأت غالبية ساحقة من المصوتين بلغ عددهم 1087 قارئًا، شكلت نسبتهم 84 بالمائة من مجموع المشاركين، أن العبادي سيفشل في تحييد موقف بلاده في زخم الصراع الأميركي البريطاني.
ومن الواضح أن هذا الموقف منطلق من هيمنة البلدين على مقدرات العراق الذي يوجد بحاجة اليهما في الظروف الحالية، التي يخوض فيها حربًا ضروساً ضد تنظيم داعش المتطرف، حيث إن الطرفين يستغلانها لتشديد هيمنتهما على العراق وسيادته وأمنه وثرواته.
وقد اتضحت منذ استلام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لمهامه الرسمية مؤشرات العلاقة الأميركية العراقية وارتباطها بالتوتر الأميركي الإيراني وهيمنة طهران على العراق واتجاهات ترامب لكبح جماح هذه الهيمنة، وهو أمر بدأت ادوات إيران في العراق من مليشيات وقوى سياسية وزعامات تنظر لتلك المؤشرات بعين الريبة والخشية من امكانية تحولها أي الادوات الى اكبر الخاسرين في النزاع بين الدولتين، وعلى رأس هؤلاء يقف العبادي الذي بدأ يواجه محنة حقيقية في التعايش بين صراع العدوين اللدودين.
ولذلك، فإن امام العبادي مهمة صعبة تكاد تكون مستحيلة في النأي بالعراق عن آثار الصراع الإيراني الأميركي.. فإيران ترى العراق عمقًا استراتيجياً قوياً لاطماعها في المنطقة، ولن تتخلى عنه بسهولة خاصة وانها تملك في هذا البلد مليشيات مسلحة موالية لها يصل عددها اذا اقتضت الحاجة الى ربع مليون مسلح.. وفي المقابل، ترى أميركا وهي الاقوى عسكرياً في العالم، ولها قواعد عسكرية على اراضيه، أن العراق هو تجربتها الرائدة في منطقة الشرق الاوسط ونظامه الحالي من صنيعتها ويجب انجاح هذه التجربة بارادتها واشرافها وحصد نتائجها..ولذلك، فإن مخاوف حقيقية تبرز حاليًا من امكانية تحول العراق الى ساحة فعلية لهذا الصراع واول المتضررين من تداعياته.
... سينجح بإبعاد العراق عن تداعيات الصراع
ومن جهة أخرى، رأت اقلية من القراء المشاركين في الاستفتاء، بلغ عددهم 607 قراء، شكلت نسبتهم 16 بالمائة فقط من المجموع الكلي للمصوتين، أن العبادي سيتمكن من ابعاد بلاده عن تداعيات الصراع الأميركي الإيراني.
ومن الواضح أن هذا الموقف لهذه الشريحة من القرّاء متأثر بالمواقف الرسمية العراقية، وخاصة تصريحات رئيس الوزراء العراقي، حيث كان أشار في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي إلى أن العراق "ليس معنيًا بالعداء الأميركي الإيراني".. مشددًا بالقول "لا نريد ان نكون ساحة لتصفية حساباتهما".
وأضاف أن "الولايات المتحدة الأميركية شريك استراتيجي للعراق في مكافحة الارهاب والعلاقات بينهما متينة".. واوضح أن "هناك خصومة بين إيران وأميركا ونحن غير معنيين بها ولسنا جزءًا منها، وطلبنا من الدولتين استمرار إسنادهما لنا في الحرب ضد الإرهاب، ولا نريد أن نكون ساحة لتصفية خلافاتهما، خاصة وأن العداء ليس جديدًا بينهما، ويهمنا ان لايكون العراق ارضًا للصراع، ولا في المنطقة، وعلى الدولتين حل الامر بينهما".