وبدأ سماحة الامام الخامنئي خطابه بالقول ان قصة فلسطين المليئة بالشجون والحزن الأليم على مظلومية هذا الشعب الصبور والمقاوم لتؤلم بحقٍ، أي إنسان تائق إلى الحرية، وتملأ قلبه بالأسى الكبير.
وقال سماحته: ان دراسة ذكية للتاريخ تظهر انه لا يوجد شعب في العالم وفي اي حقبة عانى من مثل هذه المحنة والحزن وخطوة ظالمة لاحتلال دولة بأكملها في مؤامرة دولية تتضمن طرد شعب من بيته ومنزله واستبداله بجماعة من شذاذ الآفاق وارسالها الى هناك. ان كيانا حقيقيا تم تجاهله ليقعد مكانه كيان لقيط، لكن هذا ايضا من صفحات التاريخ الملوثة التي ستطوى كما باقي الصفحات الملوثة باذن الله تعالى وعونه.
واكد الامام الخامنئي: ان الأزمات الموجودة في بعض الدول الاسلامية في المنطقة ادت الى تقويض دعم مسألة فلسطين والقضية المقدسة لتحرير القدس، ان التنبه لنتائج هذه الازمات يكشف لنا ما هي القوى المستفيدة من ذلك؟ ان هؤلاء هم الذين اوجدوا الكيان الفلسطيني في هذه المنطقة لكي يفرضوا نزاعا طويل الأمد ويمنعوا استقرار وتطور المنطقة والان يقفون خلف الفتن الموجودة وهي فتن ادت الى صرف قدرات شعوب المنطقة في نزاعات عبثية والإنشغال بتقويض كل للآخر، وحينئذ ومع فشل الجميع ستسنح الفرصة لازدياد قدرات الكيان الصهيوني الغاصب.
وتابع سماحته: للأسف فإن المؤامرات المعقدة للعدو استطاعت فرض الحروب الداخلية على الشعوب ودفعها نحو الاقتتال وتقويض أثر مساعي الخيرين للأمة الاسلامية مستفيدة من غفلة بعض الحكومات، وما يهم الآن هو إضعاف مكانة القضية الفلسطينية والسعي لخروجها من الأولوية.
وشدد قائد الثورة الاسلامية على ان شعار فلسطين يمكن ويجب ان يكون محور وحدة كافة الدول الاسلامية رغم الخلافات الموجودة بين الدول الاسلامية والتي تعتبر بعضها طبيعية وبعضها ناجمة عن مؤامرة العدو وبعضها سببها التغافل.
كما اكد الامام الخامنئي ضرورة عدم الغفلة عن اهمية تقديم الدعم السياسي للشعب الفلسطيني معتبرا ان لذلك أولوية خاصة في عالم اليوم مضيفا: ان الشعوب الاسلامية والتواقة الى الحرية مهما كانت اذواقها واساليبها يمكنها ان تجتمع حول هدف واحد ألا وهو فلسطين وضرورة السعي لتحريرها.
وقال سماحته: مع ظهور بوادر أفول الكيان الصهيوني والضعف الذي يسيطر على حلفائه الرئيسيين وخاصة الولايات المتحدة الامريكية نشاهد ان الاجواء الدولية تميل شيئا فشيئا نحو مواجهة الافعال العدوانية وغير القانونية وغير الانسانية للكيان الصهيوني رغم ان المجتمع الدولي ودول المنطقة لم يستطيعوا حتى الان القيام بمسؤولياتهم ازاء هذه القضية الانسانية.
واكد الامام الخامنئي ان الشعب الفلسطيني يعتز بأن الله تعالى قد منّ عليه وحمله مهمة عظيمة وهي الدفاع عن هذه الارض المقدسة والمسجد الأقصى ولا سبيل امام هذا الشعب سوى الحفاظ على شعلة الكفاح موقدة بالاتكال على الله عزوجل والاعتماد على قدراته الذاتية وقد قام بذلك حقا حتى الان.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الانتفاضة التي بدات الان للمرة الثالثة في الاراضي المحتلة هي اكثر مظلومية من الانتفاضتين السابقتين لكنها ساطعة وتسير مفعمة بالأمل و"بإذن الله عزوجل سترون ان هذه الانتفاضة سترسم مرحلة هامة من تاريخ الكفاح وستفرض هزيمة أخرى على الكيان الغاصب".
يتبع ..