الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
استنكر النائب د. يوسف جبارين تصريحات وزير الأمن الإسرائيليّ افيغدور ليبرمان في ألمانيا، وتحديدًا تصريحه بأنّه لا يمكن أنْ تكون دولة فلسطينية متجانسة السكان، وإلى جانبها تكون إسرائيل مع أقلية عربية. وقال جبارين إنّ ليبرمان يدعو عمليًا إلى الترانسفير ضدّ المواطنين العرب أو جزء منهم، من أجل أنْ تصبح إسرائيل “متجانسة”، وهو يصرّح بذلك بالذات من الأراضي الألمانيّة.
وأضاف جبارين أنّ تحريض ليبرمان يُبيّن مرّة أخرى العقلية الترانسفيرية لليبرمان ولعصابته في حكومة الاحتلال والاستيطان تجاه أصحاب الأرض الأصلانيين، مؤكّدًا على أنّه إذا كانت الجماهير العربية في إسرائيل تقضّ مضاجع ليبرمان كما يعبّر عن ذلك في كل مرة يحرّض ضدها، فإنّ هذا مصدر تصميم وإصرار لكي تبقى جماهيرنا صامدة في وجه مخططاتهم الترانسفيرية.
وتابع جبارين قائلاً: نحن لسنا أحجارًا في لعبة شطرنج يحركها كما يشاء، ولا سلعة يبيعها كما يهوى، بل نحن أبناء الشعب الفلسطيني الذين صمدوا في وطنهم بعد النكبة وعقدوا العزيمة على البقاء والتطور في وطن الآباء والأجداد، ولا نقبل أنْ تكون هويتنا أوْ مكانتنا موقع تهديد واشتراط من عنصريين وفاشيين أمثاله، على حدّ تعبيره.
ورفض جبارين بشدّةٍ المقارنة التي يقوم بها ليبرمان بين المواطنين العرب وبين المستوطنين قائلًا: إننّا نعيش كمجموعة قومية أصلية على ما تبقى من أرضنا وفي أحضان وطننا التاريخي، بينما المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية هي مستوطنات احتلالية غير قانونية وغير أخلاقية أقيمت بعد سرقة ونهب الأراضي الفلسطينية.
وخلُص النائب جبارين إلى القول: يبدو أنّ ليبرمان يشتم رائحة انتخابات في ظل التحقيقات ضدّ بنيامين نتنياهو، وهو بدأ حملته الانتخابية من خلال التحريض على المواطنين العرب وبثّ سموم الكراهية والترانسفير والاقتلاع، كما في حملته الانتخابية الأخيرة، وفق تعبيره.
إلى ذلك، التقى النائب د. يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، بممثلَتي المنظمة الايرلندية لمناصرة الشعب الفلسطيني، “صداقة”، آن ماري وستيلا كارول، وهي المرة الأولى التي تلتقي بها المنظمة مع ممثلي القيادات السياسية العربية في إسرائيل.
وناقش الطرفان فرص التعاون بين الشعب الايرلندي ومؤسساته السياسية والمجتمعية وبين الجماهير العربية في البلاد على عدة أصعدة، وخاصة بما يتعلق بقضايا المساواة والعدل الاجتماعي ونصرة حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، بالإضافة إلى التداول بفرص التأثير على مؤسسات الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي لنصرة القضية الفلسطينية.
كما ناقش الطرفان التطورات الأخيرة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين في البرلمان الايرلندي والخطوات الداعمة لهذا الاعتراف، وذلك في ظل الحملة الدبلوماسية الإسرائيلية في ايرلندا التي تهدف إلى منع الاعتراف.
كما استمعت ماري وكارول إلى شرح عن واقع الجماهير العربية وسياسات التمييز المتبعة ضدها، وخصوصًا في ظل حكومات نتنياهو المتعاقبة والقوانين العنصرية والاقصائية الأخيرة. كما تطرق جبارين إلى قضايا الأرض والمسكن وعمليات هدم البيوت الأخيرة في قلنسوة وأم الحيران، بالإضافة إلى تضييق الحيز الديمقراطي واستهداف النشاط السياسي في المجتمع العربي.
وتطرق جبارين خلال اللقاء إلى التحولات التي طرأت على مكانة الجماهير العربية نتيجة القوانين العنصرية وسياسة التحريض المعتمدة ضدها، مؤكدًا على أن تعريف إسرائيل لنفسها كدولة يهودية يقودها إلى بناء مواطنة تراتبية وهرمية تقوم على تعزيز المكانة الفوقية للأغلبية اليهودية، الأمر الذي يناقض المعايير الأساسية لحقوق المواطن وحقوق الأقليات في المعاهدات الأوروبية.
وفي نهاية اللقاء، اتفق الطرفان على العمل من أجل توثيق التعاون بين المؤسسات الايرلندية والجماهير الفلسطينية في إسرائيل، والتنسيق من أجل طرح قضايا الجماهير العربية في المحافل الايرلندية والأوروبية.