دمشق – جنيف- أ ف ب – د ب أ – أفادت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) بوصول وفدها برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى جنيف اليوم الأربعاء استعدادا للمشاركة في المحادثات.
ومن المقرر أن تبدأ جولة الحوار السوري السوري الجديدة في جنيف غدا برعاية الأمم المتحدة.
وكان مايكل كونتت مدير مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أعلن أمس أن الأخير يضع اللمسات النهائية على الترتيبات الخاصة بمحادثات جنيف.
يذكر أن الجولة الأخيرة من محادثات جنيف قد جرت في الـ 27 من نيسان/أبريل من العام الماضي.
وكان دي ميستورا قال إن هذه الجولة من المحادثات ستركز على “الدستور السوري وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة”.
يصل ممثلون عن المعارضة السوريتين الاربعاء إلى جنيف عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات تواجه معوقات عدة كما في المرات السابقة، ما يحد من امكانية تحقيق اختراق في طريق انهاء نزاع مستمر منذ حوالى ست سنوات.
ومن المفترض أن يصل وفد المعارضة الاساسي، الذي يضم بالاضافة ممثلين عن المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المقاتلة، بعد ظهر الاربعاء يرافقه فريق من المستشارين والتقنيين، وفق ما اكد مسؤول إعلامي مرافق للوفد لوكالة فرانس برس.
ويترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضوا العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طبيب القلب نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين.
وسيشارك في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الامم المتحدة في جنيف أيضا وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسمي “منصة موسكو” و”منصة القاهرة”.
وتضم “منصة موسكو” معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء سابقا قدري جميل. اما “منصة القاهرة” فتجمع عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.
وشارك وفدان من المجموعتين اللتين تبديان مواقف أكثر مرونة تجاه مصير الرئيس السوري بشار الأسد، في جولات المفاوضات الاخيرة في جنيف، ما اثار اعتراض وفد الهيئة العليا للمفاوضات بوصفها الممثل الرئيسي للمعارضة. وكان دي ميستورا يدرج لقاءاته مع الوفدين في اطار الاستشارات.
وكما سابقاتها، تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات معوقات عدة، ولكنها ايضا تأتي وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية اهمها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة وأبرزها في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن.
وعدد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان لوكالة فرانس برس معوقات عدة ابرزها فشل تثبيت وقف اطلاق النار المعمول به منذ كانون الاول/ ديسمبر، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية.
واشار رمضان الى “فشل روسيا و(محادثات) استانا في تطبيق الاجراءات التمهيدية التي تشمل وقف الأعمال العدائية والعسكرية وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات” الى المناطق المحاصرة.
ولفت إلى أن “الدول الضامنة لم تنجح في تحقيق تقدم في أي من هذه الملفات، ما سينعكس سلباً على مسار المفاوضات”.
واستضافت أستانا الاسبوع الماضي جولة ثانية من محادثات السلام السورية برعاية روسيا وايران وتركيا. وكان على جدول اعمالها بند رئيسي يتعلق بتثبيت وقف اطلاق النار الهش.
واكد يحيى العريضي، أحد اعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض لفرانس برس، “أولوية وقف اطلاق النار” خلال المفاوضات، مضيفا “لا يمكن انجاز اي شيء من الامور المطروحة على المسار السياسي من دون انجاز قضية وقف اطلاق النار”.
واضاف “حاولنا في استانا 1 واستانا 2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلق ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معيق أساسي”.
كما تحدث رمضان عن “عدم وجود توافق أميركي روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلا عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترمب بشأن سوريا والشرق الأوسط”.
ومن شأن ذلك، وفق قوله، ان “يجعل الموقف الدولي ضبابياً بعض الشيء في ما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سوريا”.
ولم يصدر عن ترامب الذي طلب من البنتاغون خططا جديدة قبل نهاية شباط/ فبراير لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، أي مؤشر حتى الساعة إلى مشاركة بلاده في جهود حل النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 310 آلاف شخص ونزوح الملايين.
– “آمال محدودة”
وستركز جولة المفاوضات الحالية ايضا على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.
ولطالما شكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة خلال جولات التفاوض الماضية، اذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة السورية ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.
وقال العريضي في هذا الشأن ان “النظام اخذ على عاتقه منذ البداية ان يحكم سوريا أو يدمرها”، مضيفا “مبدأ الكل او لا شي هذا يعرقل بشكل اساسي أي فرصة أو امكانية لحل سياسي”.
وتابع “طالما ان هذه الحالة موجودة فلا اتوقع أي منجزات خيّرة في جنيف الا اذا كان هناك ضغط دولي ونية حقيقية لدى واشنطن تجاه المسالة السورية”.
واضاف “الامال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر استانا أو جنيف الا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة”.