يبدو أنه قد نضجت كل الظروف لتحقيق فكرة الحل الإقليمي الذي يضم دائرتين للمفاوضات مرتبطتان ببعضهما البعض: الدائرة (الأولى) تضم إسرائيل والدول العربية المعتدلة. أما الدائرة الثانية فتضم إسرائيل والفلسطينيين. وستمنح إضافة الدائرة الإسرائيلية – العربية الشرعية العربية للتنازلات الفلسطينية، وستساعد أيضاً في بناء الاقتصاد الفلسطيني، وتدفع باتجاه تنفيذ حل القضايا الجوهرية في مواضيع القدس والحدود واللاجئيين، والتخطيط للتطبيع السياسي والتعاون الأمني والاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية.
يبدو أنه قد نضجت كل الظروف لتحقيق فكرة الحل الإقليمي
إن اللقاء الذي عُقد في الأسبوع الماضي، بين الرئيس الأمريكي الجديد ورئيس الحكومة نتنياهو، هو إطار مناسب لطلقة البداية لتحقيق هذه الفكرة. لماذا؟ ليس من قبيل الصدفة أن الرئيس ترامب قد أبقى على كل من مصر والسعودية خارج إطار الدول التي منع مواطنيها من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فهو يعزو لهما دوراً هاماً في الحرب ضد داعش، وكذلك في حل الصراع العربي الإسرائيلي. ولم يُخفِ الرئيس رغبته في رؤية حل مناسب للقضية الفلسطينية الإسرائيلية، كما أنه سمع أقوالاً من كل من مصر والسعودية حول استعدادهما للمساعدة في تقديم العون في ذلك. ويتحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل متزايد حول إنشاء تكتل إقليمي سني معتدل تنضم إليه إسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو التكتل الذي سيشكل الدعامة الأساسية لمواجهة التخريب الإيراني، ولحل النزاع العربي - الإسرائيلي أيضاً. وقد ساعد اللقاء بين الرجلين هذا الأسبوع في بلورة تفاهم مشترك حول الصورة التي سيبدو عليها الشرق الأوسط النازف منذ عدة سنوات، وفكرة الحل الإقليمي الذي هو بالضبط الإطار المناسب لذلك. وإذا ما حدث الأمر فإنه سيكون تطوراً تاريخياً والذي لن تستفيد منه إسرائيل وحسب، بل ستُخلق فرصة حقيقية لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، وإلى الأبد. إن هذه المهمة ليست بالمهمة السهلة إلا أن ربط المعطيات على الأرض، مثل عدم القدرة على التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين عبر مفاوضات مباشرة والخوف من احتمال الهيمنة الإيرانية في المنطقة والإرهاب الوحشي، تعطي لفكرة الحل الإقليمي فرصة جيدة للنجاح. ومن المهم التأكيد على أنه في الحل الإقليمي، الذي تقوده مجموعة "إسرائيل تبادر"، لا تُدفع القضية الفلسطينية إلى الزاوية بل تحصل على فرصة حقيقية لحل الدولتين. إن الحاضن الإقليمي سيعطي للفلسطينيين الضمانات المطلوبة لهم بهدف تليين مواقفهم في الطريق إلى الحل المنشود. وكذلك الحال، سيمنح هذا الغطاء لإسرائيل الضمانات التي تحتاجها. وعليه يجب أن نرى في اللقاء بين الرئيس (ترامب) وبين رئيس الحكومة (نتنياهو) فرصة خاصة من أجل الابتعاد عن الحلول التي طُرحت في الماضي ولم تُثمر، وإعطاء فرصة لفكرة الحل الإقليمي الذي تُظهر المعطيات على الأرض أنه صاحب أعلى الفرص للتوصل إلى سلام شامل. وبعد أن استمعنا إلى تصريحات هامة من جانب الرجلين، حان الوقت للقيام بخطوات في الواقع. لقد حان الوقت لكي تتحول الاتصالات السرية والمضبوطة إلى مفاوضات رسمية وحقيقية. ترجمة: مرعي حطيني