تونس/ يسرى ونّاس/ الأناضول: التقى وفد عن حزب حركة مشروع تونس(المنشق عن الحزب الحاكم نداء تونس)، اليوم الأربعاء، بخليفة حفتر، قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب الليبي في طبرق(شرق)، وذلك بمدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس العاصمة).
ووفق بيان صادر عن الحزب، فقد ضم الوفد كلا من الأمين العام للحركة محسن مرزوق، ورئيس كتلة الحركة بالبرلمان (20 مقعدا من مجموع 217) عبد الرّؤوف الشريف، والناطق الرّسمي للحركة حسونة الناصفي، وعضو المكتب التنفيذي الصّحبي بن فرج.
وبحسب البيان، لفت مرزوق، إلى أن حزبه “لا يلعب أي دور يدخل في العنوان الرّئيسي للديبلوماسيّة التونسية؛ أي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجيّة”.
كما أضاف “لقد أعلمت رئيس الجمهورية الباجي قائد السّبسي، (بتوجهه إلى بنغازي لمقابلة حفتر) قبل هذا اللقاء، وسنتشرف بلقائه لإعلامه بمحتوى الزّيارة”.
وفي هذا السياق، نوه حفتر، بالعلاقات التونسية الليبية، ووصفها بـ “التاريخيّة”، بحسب البيان ذاته.
وقال حفتر، إنّ “أمن البلدين واحد، والمعركة ضد الإرهاب واحدة”.
من جانبها، نفت الرئاسة التونسية تنسيق مرزوق، معها أو مع وزارة الخارجية، بخصوص لقائه مع حفتر، خلافا لما صرح به الأمين العام لحركة مشروع تونس، وأوضحت أن الأمر “اقتصر على اتصال هاتفي، صباح اليوم، من بنغازي، للإعلام بتواجد وفد حزبي لمقابلة حفتر، لدعم مبادرة رئيس الجمهورية حول التسوية السياسية الشاملة في ليبيا”.
وتابعت الرّئاسة، “وزير الشؤون الخارجية (خميس الجهيناوي)، هو المخوّل رسميا بتنفيذ السياسة الخارجية لتونس″.
والإثنين الماضي، أعلن الجهيناوي، أن حفتر، سيزور تونس قريباً، وهو مرحب به مثل كل الأطراف الليبية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بقصر قرطاج بتونس، مع نظيره المصري سامح شكري، والوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر المساهل، تم خلاله الإعلان عن مبادرة وزارية ثلاثية لدعم التسوية السياسية الشاملة في ليبيا.
وتضمنت المبادرة، التي حصلت الأناضول على نسخة منها، خمس مرتكزات، تمثلت في مواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء، في إطار حوار ليبي بمساعدة من الدول الثلاثة، وبرعاية الأمم المتحدة، والتمسك بسيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية، وبالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة، على قاعدة الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات، في 17 ديسمبر 2015.
وفي بداية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس التونسي عن مبادرة لـ”رأب الصدع″ في ليبيا، بالتنسيق مع مصر والجزائر، موضحاً أن مبادرته تهدف إلى “الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة ونبذ الفرقة والإقصاء لبناء دولة ليبية ينعم فيها الشعب بالأمن والاستقرار”.
ومنذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، إثر ثورة شعبية في 2011، تعاني ليبيا من انفلات أمني وانتشار السلاح، فضلا عن أزمة سياسية.
وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود ثلاث حكومات، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما “الوفاق الوطني” المدعومة من المجتمع الدولي، و”الإنقاذ”، إضافة إلى “المؤقتة” بمدينة البيضاء، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.