العراق/بغداد
تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي، باستعادة الموصل من تنظيم داعش بحلول نهاية عام 2016، وفي الأسابيع التي سبقت معركة تحرير ثاني أكبر مدينة في العراق، ردّد قادة الجيش الأمريكي تصريحه متعهدين بأن النصر سيكون سريعا، لكن الارهابيين لا يزالون يسطرون على نصف المدينة والجزء الأصعب من المعركة لم يأت بعد، ما يجعل هذه التوقعات تبدو "غير واقعية".
وبحسب تقرير لـ Ecomistوترجمته /زوراء/ فأنه يرى أن "القوات الأمنية العراقية من خلال الاندفاع لتحرير أكبر معقل حضري لتنظيم داعش، بدت وكأنها استهانت بقدرة التنظيم على ارتكاب مذابح، وعلى الرغم من عددها الذي فاق على نحو واسع عدد عناصر التنظيم، إلا أن الأخير استخدم القناصة، الشراك الخداعية والألغام الأرضية المرتجلة ومئات الانتحاريين، ما أدى إلى تعثر القوات الأمنية".
وتابع التقرير "أسس داعش شبكات أنفاق سمحت لعناصره بالهروب من قصف الطائرات الحربية الأمريكية، إضافة إلى التربص ونصب الكمين للقوات الأمنية في المناطق التي من المفترض أنها تحررت".
وأشار إلى أنه "قد تكبد قتال الدواعش في المناطق الحضرية عبئا ثقيلا على القوات العراقية، ووفقا للأمم المتحدة أن ما يقرب من 2000 جندي عراقي قتلوا في أنحاء البلاد في تشرين الثاني وحده، ما يعد ثلاثة أضعاف إحصائية الشهر الذي سبقه، عند بدء معركة الموصل".
وأستطرد "وترفض الحكومة العراقية الكشف عن عدد ضحاياها، لكنه في الواقع عندما وصل قتال ديسمبر الى أشده اضطر القادة للتوقف وانتظار وصول التعزيزات"، متابعا "وبعد سيطرة القوات الأمنية المدعومة من قبل طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على النصف الشرقي من المدينة، التي تنقسم إلى نصفين بواسطة نهر دجلة، في 19 فبراير اي بعد أكثر من أربعة أشهر منذ بداية المعركة، بدأت المرحلة التالية من العملية، استعادة السيطرة على الغرب، حيث سيكون القتال أكثر صرامة، إذ ستجبر الأزقة الضيقة في المدينة القديمة القوات الأمنية على الترجل من عربات الهمفي المدرعة، مما سيجعلها فريسة سهلة لتفجيرات الانتحاريين والقناصة الدواعش".
من جانب اخر هناك أيضا عدد اكبر من السكان المدنيين في الغرب، مما يزيد من تعقيد العملية،
ورغم أن الحكومة أنزلت منشورات تدعو السكان، وعددهم حوالي 750 ألف إلى البقاء في منازلهم، إلا انه مع تزايد حدة القتال وظروف أشبه بالحصار تسببت بأضرار متزايدة على المدنيين، بحسب التقرير.
ولفت إلى أن "الأمم المتحدة تعتقد أن ما يصل إلى نصف السكان سيتمكنون من الهرب، إضافة إلى 160 ألف الذين قاموا بالفعل بمغادرة القرى في المدينة الشرقية ومحيطها منذ بدء المعركة،
مع كل ذلك، فإن عناصر داعش يفقدون السيطرة شيئا فشيئا على الخلافة، وتعتقد وزارة الدفاع الأمريكية ان العديد من كبار قادة التنظيم بدأوا في ترك الرقة، عاصمة التنظيم داخل الحدود السورية، مع تكثيف الغارات الجوية على المدينة، ومع تطويق القوات البرية بقيادة كردية للمدينة، ويساعد المهربون الأعداد "المتزايدة" من عناصر التنظيم على الفرار من ساحة المعركة".
وقال إن "سقوط كل من الموصل والرقة، والذي يعتقد القادة العسكريون الأميركيون انه قد يحدث في غضون ستة أشهر، سوف يوجه ضربة كبيرة للارهابيين، مع ذلك، من المرجح أن إرهابهم سيدوم، فقد بدأوا بالفعل في التحول إلى تكتيكات على غرار المتمردين، كالتردد المتزايد للسيارات المفخخة في بغداد وشرق الموصل".
ترجمة زوراء
المصدر: Ecomist