المعارضة السورية: لدينا وثائق تثبت تنسيق النظام مع "داعش"

آخر تحديث 2017-02-26 00:00:00 - المصدر: وكالة الاناضول

جنيف / محمد شيخ يوسف / الأناضول

قالت المعارضة السورية من جنيف، يوم السبت، إن لديها وثائق تثبت تنسيق النظام مع تنظيم "داعش" الإرهابي وستسلمها للأمم المتحدة.

وأشارت إلى أنه لا يمكن محاربة الإرهاب بشكل فاعل وحقيقي إلا عبر الانتقال السياسي العادل، ووضع حد لتدخلات إيران.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس وفد المعارضة المفاوض في جنيف نصر الحريري، والعقيد المنشق عن النظام فاتح حسون، عضو وفد المعارضة، في ثالث أيام الجولة الحالية (جنيف 4)، وتابعه مراسل الأناضول.

وقال حسون، إنه عقب تحرير مدينة الباب السورية (شمال) "حصلنا على وثائق مرئية سنقدمها للأمم المتحدة، تدل على علاقة النظام بشكل مرئي وموثق مع داعش، والتعليمات التي أُعطيت لعناصره في التعامل المطلق معهم في العمليات العسكرية، ولا تزال، وستسلم (هذه الوثائق) للأمم المتحدة بمحضر رسمي".

وتعليقا على التفجيرات التي شهدتها مدينة حمص (وسط سوريا) السبت، أوضح: "المنطقة التي يتواجد فيها الفرع الأمني (في حمص) هي منطقة أمنية فيها رقابة أمنية شديدة، ولا يمكن لأحد الوصول إليها إلا بتسهيلات من قوة تمتلك نفوذا أمنيا، وهذه المناطق لا تواجد عسكري فيها للمعارضة، وأقرب منطقة هي حي الوعر المحاصر، والمشدد الحصار عليه من قبل النظام".

واعتبر أن "ما جرى (في حمص) تصفية من النظام للمطلوبين دوليا، وعلى رأسهم اللواء الذي قتل (حسن دعبول رئيس فرع الأمن العسكري بحمص)، وهو المطلوب ومتهم بقضية (رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق) الحريري، ومعتقلين متواجدين في فرع أمن الدولة".

وشرح ذلك بأنه "يعلم كيف يستثمر النظام أي حدث يتناسب مع أغراضه".

وأعلنت وكالة الأنباء التابعة للنظام "سانا"، السبت، أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا اليوم في تفجيرات انتحارية ضربت مقاراً أمنية في مدينة حمص، أسفرت عن مقتل اللواء دعبول، وعناصر أخرى، لم تذكر رُتبهم.

من جهته، قال نصر الحريري: "جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط الإيجابي بعملية سياسية حقيقية، تؤدي للانتقال السياسي".

وأضاف: "لا نحلم بالسلطة ولا نفكر بها، بل نريد لشعبنا الأمن والاستقرار، ليضع شعبنا قدماه على طريق الحرية والكرامة والخلاص، وتفاعلنا بإيجابية مع أوراق المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا (قدمها لهم الجمعة)، وعكفنا على دراسة هذه الاقتراحات، لنخرج بأفضل طريقة عملية للمضي بالعملية السياسية".

وأشار إلى أنه "سيكون للمعارضة لقاء مع دي ميستورا وستضع أفكارها واقتراحاتها للبدء سريعا بالعملية السياسية".

الحريري تطرق، أيضاً، للتفجير الانتحاري بمدينة حمص السبت، وأكد أن "هناك طرف دائما يفاجئنا (لم يحدده) كما حصل السنة الماضية في تفجيرات السيدة زينب (خلال مفاوضات جنيف3)، وتفجيرات تعيق العملية السياسية، وقصف واستهداف المدنيين من أجل ألا ترى العملية السياسية النور، وإعاقة الوصول للأمن والاستقرار في سوريا".

وتابع: "لن نجعل من كل هذه الأحداث (التفجيرات والقصف) عائقا من الانخراط السريع في المحادثات للوصول إلى الحل الذي ننشده".

وشدد على أن "نحن أول من حارب الإرهاب، ولم ندن الإرهاب قولا، بل أدناه وحاربناه فعلا، ونحن هنا لمحاربة الإرهاب من خلال الاستمرار بالعملية السياسية التي تعيد الأمن والاستقرار لسوريا، وجعلها دولة مدنية كما نحب، ديمقراطية تعددية آمنة مستقرة، ينعم كل أبناءها بالأمن".

وأشار إلى أنه "لا بد للعالم أن يرى من هو الشريك الحقيقي لمكافحة الإرهاب؛ لذلك نطلب دعما دوليا حقيقيا كطرف سوري فاعل على الأرض، لمكافحة الإرهاب في معارك المستقبل".

وتساءل الحريري: "هل دول الاتحاد الأوروبي التي دعمت الشعب السوري وطموحاته تدعم الإرهاب، أم إيران التي تنشر عشرات آلاف المقاتلين في سوريا وغيرها، وتتبنى عمليات إجرامية تشهد لها كل المنظمات الدولية، هي الدولة الأساسية والراعية للارهاب".

وتطرق إلى "المناطق الآمنة التي طُرحت من أجل هدف وحيد، وهو إنقاذ المدنيين الهاربين من الفزع والدمار، وليس تركيا فقط من دعمتها، بل الدول العربية والشقيقة، والآن أمريكا تدعمها".

وفي نفس السياق، اتهم النظام بـ"محاولته إفشال المفاوضات"، معاهدا "الشعب (السوري) بالاستمرار في العملية السياسية، محاولين للوصول إلى الهدف، حيث لا يمكن محاربة الإرهاب بشكل فاعل وحقيقي، إلا عبر شيئين، هما الانتقال السياسي العادل، ووضع حد لتدخلات إيران".

وقال رئيس الوفد المفاوض إن "النظام في أسوأ حالاته، وتفاجئ بمواجهة دي مستورا له بالانتقال السياسي؛ إذ أن النظام لا يفكر بالانتقال السياسي".

وردا على سؤال حول المنصات المعارضة الأخرى (القاهرة وموسكو)، وموقفهم منها، أجاب الحريري: "مؤتمر الرياض ضم عددا من زملائنا من مجموعة القاهرة وموسكو، والوفد التفاوضي يحتوي على الأقل خمسة منهم، ورغم ذلك الهيئة لم تمانع التوصل لصيغة متوازنة، وكل من يأتي يجب أن يؤمن بدعوة دي مستورا، وبيان جنيف والقرارات الأممية، واللقاءات مع مجموعة القاهرة مستمرة، والوفد الذي يمثل المعارضة موحد يمثل الجميع".

تجدر الإشارة إلى أن منصتي "القاهرة" و"موسكو"، هما تجمعان تم الإعلان عن تأسيسهما في مصر وروسيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتعلنان أنهما تمثلان طيفا من المعارضة السورية، إلا أن بعض أطياف المعارضة ترى أنهما "تحابيان روسيا، الداعم الرئيس للنظام، وتملكان توجهات وأولويات تتباين مع أولويات الهيئة العليا للمفاوضات" التي يشكل الائتلاف السوري العمود الفقري لها.

وانطلقت مفاوضات جنيف-4، الخميس الماضي، بجلسة افتتاحية رسمية، أعقبتها الجمعة لقاءات ثنائية دي ميستورا، بين النظام والمعارض، كل على حدة، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.