دي ميستورا يقترح ثلاثة عناوين على المفاوضين السوريين للتباحث فيها بعد دخول مفاوضات السلام في جنيف يومها الرابع.. ودمشق تطرح “الارهاب” اولوية على جدول اعمال المحاد?

آخر تحديث 2017-02-26 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

جنيف-(أ ف ب) – اقترح وسيط الامم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي يرعى المفاوضات السورية في جنيف على الاطراف المفاوضين ثلاثة عناوين للتباحث في شانها في الايام المقبلة، داعيا الى عقد جولات تفاوضية عدة، وفق وثيقة اطلعت عليها فرانس برس الاحد.

وعناوين التفاوض الثلاثة هي: الحكم والدستور الجديد والانتخابات وفق الوثيقة التي سلمت على التوالي لوفد الحكومة السورية ووفد المعارضة في اليومين الاخيرين.

وهذه العناوين مذكورة في القرار الدولي 2254 الصادر في 2015 والذي يحدد خارطة طريق دولية للتوصل الى حل سياسي في سوريا.

لكن كلا من دمشق والمعارضة يفسرها في شكل مختلف وخصوصا ما يتصل بالحكم. فدمشق ترفض بحث مصير الرئيس بشار الاسد في حين تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.

واوردت وثيقة دي ميستورا “سنبحث هذه الموضوعات الثلاثة في شكل متواز″، موضحة ان “ليس هناك اتفاق على شيء ما دام ليس ثمة اتفاق على كل شيء”.

ووصفت الوثيقة مفاوضات جنيف بانها “مباحثات اولية” بهدف “التمهيد لمفاوضات في العمق” حول العناوين الثلاثة المذكورة، موضحة انه لا بد من اجراء “جولات عدة” للتوصل الى نتيجة.

واشارت ايضا الى ان قضايا وقف اطلاق النار ومكافحة الارهاب والجانب الانساني سيتم بحثها في اطار الية اخرى هي عملية استانا.

ومنذ نهاية كانون الاول/ديسمبر، ترعى روسيا اكبر حليف لنظام الاسد وتركيا الداعمة للمعارضة وقفا هشا لاطلاق النار بين القوات الحكومية والفصائل غير الجهادية، وقد نظمتا مفاوضات في عاصمة كازاخستان بين النظام وممثلين عسكريين للفصائل المقاتلة.

وجرت هذه المفاوضات على جولتين في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من دون ان تفضي حتى الان الى وضع الية للسهر على وقف اطلاق النار.

وتتواصل مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف غداة تفجيرات دامية استهدفت مقار امنية واودت بحياة العشرات في حمص ودفعت بدمشق الى اعادة طرح “مكافحة الارهاب” كأولوية على جدول اعمال المحادثات.

ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن في جنيف أي بحث في العمق بين الأطراف المعنيين بالمفاوضات، ولا زالت تلك الاطراف تدرس جدول الاعمال الذي من المفترض الاعتماد عليه في المحادثات.

ويلتقي مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا بعد ظهر الاحد وفداً من “منصة القاهرة”، المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي.

كما يلتقي دي ميستورا وفد “منصة موسكو” التي تضم معارضين مقربين من روسيا ابرزهم نائب رئيس الوزراء الاسبق قدري جميل.

ومن المتوقع ان يقدم دي ميستورا للوفدين الورقة ذاتها التي عرضها قبل يومين على وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة والفصائل.

ويدرس الوفدان حاليا الورقة التي تم وصفها بـ”الاجرائية”، على ان يطلعا المبعوث الدولي على تعليقاتهما في وقت لاحق. ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا الوفدين في اليومين المقبلين بشكل منفصل.

وتتضمن الورقة، وفق ما قال مصدر في الوفد المعارض الأربعاء لفرانس برس “جدول الأعمال، اي شكل الحكم السياسي والدستور والانتخابات”، على ان يتم دراستها في مجموعات عمل منفصلة.

ويرد في الورقة ايضا بحسب المصدر، انه “لن يتم الاتفاق على شيء لحين الاتفاق على كل شيء”، وأن ينقل ملف وقف اطلاق النار والارهاب الى محادثات استانا.

وركزت جولتا محادثات استانا بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير على تثبيت اتفاق وقف اطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر.

واكد المصدر ان المعارضة تريد بحث المرحلة الانتقالية “أولاً”.

كما طالب دي ميستورا من المعارضة توحيد وفدها المفاوض ما من شأنه أن يسهل الانتقال الى مفاوضات مباشرة.

وطالب وفد المعارضة الاساسي منذ اليوم الاول في جنيف بمفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية، الا انه لا يزال يعارض فكرة انضمام ممثلين من منصتي موسكو والقاهرة الى عداد وفده.

-الارهاب أم الانتقال السياسي –

منذ بدء مسار التفاوض قبل أكثر من ثلاث سنوات، تطالب الحكومة السورية بالتركيز على القضاء على الارهاب كمدخل لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات، فيما تصر المعارضة على بحث تفاصيل العملية الانتقالية وفي مقدمها تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للرئيس بشار الأسد.

وبعد لقائه دي ميستورا مساء السبت في مقر الامم المتحدة، قال رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري ان الجلسة تركزت على “وضع مكافحة الارهاب كأولوية”.

واعتبر ان تفجيرات حمص “السبب الرئيسي الذي يحدونا لوضع بند محاربة الارهاب كأولوية في محادثات جنيف”.

وطلب الجعفري من دي ميستورا خلال الاجتماع أن “ينقل طلب إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها إلى المنصات (المعارضة) المشاركة في محادثات جنيف”، على حد قوله.

الا ان وفد المعارضة السورية الرئيسي، الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات وممثلين عن الفصائل المعارضة، يصر على وضع المرحلة الانتقالية اولوية على جدول الاعمال.

وخلال مؤتمر صحافي مساء السبت في مقر اقامته في جنيف، قال رئيس وفد المعارضة التفاوضي نصر الحريري “جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط الإيجابي في عملية سياسية حقيقية تؤدي إلى الانتقال”، وهو يشمل أيضاً مكافحة الارهاب على حد قوله.

وفجر انتحاريون أنفسهم السبت مستهدفين مقرين أمنين محصنين في مدينة حمص في وسط سوريا، ما تسبب بسقوط 42 قتيلا بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص، وتبنت العملية “هيئة تحرير الشام” المؤلفة من جبهة النصرة سابقا وفصائل أخرى مقاتلة.

وردا على سؤال عن تفجيرات حمص، قال الحريري “ندين كل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها كل الجهات الإرهابية، وإذا كانت حادثة حمص تخضع لهذه الأعمال الإرهابية فهذا واضح من كلامي”.

واعتبر دي ميستورا بدوره أن تفجيرات حمص هدفها “تخريب” مفاوضات جنيف.

ويجري جزء كبير من الاتصالات في كواليس الفنادق التي تنزل فيها الوفود وخارج مقر الامم المتحدة. ويشارك فيها مبعوثون دوليون بينهم ممثلون لدول عدة داعمة للمعارضة بينها قطر وتركيا وفرنسا، بحسب مصادر في الوفد المعارض.