أنهى رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، زيارة إلى لبنان حيث يجب الانتباه إلى عدد من النقاط. الأولى هي أن هذه الزيارة كانت الأولى التي يقوم بها زعيم عربي إلى لبنان بعد انتخاب ميشيل عون رئيساً للبنان وهو ما يعبر، من نواحي كثيرة، عن دعم لأحد حلفاء إيران، إلا أن الزيارة جاءت بعد زيارة لباكستان السنية وهو ما يُظهر أن الفلسطينيين يتبنون خطاً متوازناً بهدف الاستفادة من كل العوالم.
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أثناء استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس
ولكن، ومع ذلك، فإنه في ما يتعلق بلبنان فإن هناك تقارباً كبيراً بين فتح وحزب الله بسبب وجود عدو مشترك يهددهما – وهو يتمثل في داعش وكل الجماعات السلفية، على مختلف مسمياتها. والمشكلة تكمن في أنه، وفقاً للاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية ولبنان، لا يُسمح بدخول الجيش اللبناني إلى مخيمات اللاجئيين والمسؤولية على الأمن في داخلها هي في عهدة منظمة التحرير. أما المنظمة فقد تعهدت من جانبها بعدم خروج مسلحين فلسطينيين من داخل هذه المخيمات. إن المعضلة في لبنان الآن هي أنه، تحت غطاء هذه الاتفاقات، يقوم داعش والإرهاب السلفي ببناء خلايا لهم داخل هذه المخيمات وبدون اي إزعاج. ومنذ زمن طويل يوجد في لبنان مسلحون فلسطينيون خارج المخيمات، كتمهيد لداعش، الذي سيندفع إلى الخارج مع مرور الوقت. والجيش اللبناني لا يتدخل في المخيمات، وذلك لأنه يريد ضمان حق العودة، إلا أنه يتابع عن كثب، وبقلق، إنشاء خلايا داعش في داخلها. وبالفعل، وكاستعراض للقوة، اندلعت خلال أيام الزيارة مواجهات في مخيم عين الحلوة، ولم يتجرأ أبو مازن على زيارة أي منها (المخيمات) وذلك كدليل على عدم قدرته على تنفيذ ما هو مطلوب منه أمام الحكومة اللبنانية. وحتى أنه ترددت أنباء، لم يتم تأكيدها، عن إطلاق نار باتجاه سيارته عندما كان يتنقل في شوارع بيروت. لقد قام الجيش اللبناني بالدخول إلى أحد مخيمات اللاجئيين، وهو مخيم نهر البارد الواقع بالقرب من طرابلس في الشمال، وذلك بسبب سيطرة السلفيين على المخيم. وفي المعضلة القائمة بين الحفاظ على حق العودة، وبين القضاء على المخيمات بسبب الحرب ضد داعش، فإن الكلمة الأخيرة لم تُقَل بعد. ترجمة: مرعي حطيني