تسنيم - على مساحة مليوني كيلومتر مربع (تفوق مساحة ايران نفسها) تجري القوات البحرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية مناورات سميت بمناورات "الولاية 95" الكبرى في منطقة مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي الى مدار 10 درجة وخليج عدن، وقد بدأت المرحلة النهائية من هذه المناورات الضخمة والهامة يوم الاحد وتستمر حتى يوم الاربعاء، فما هي الاهداف من وراء اجراء هذه المناورات ولمن تصل رسائلها وما هي دلالات الظرف الزمني الذي تجري فيها؟
لا يجامل المسؤولون الايرانيون ومنهم القادة العسكريون أحدا حينما يقولون بأن هذه المناورات تحمل رسالة السلام والأمن للمنطقة برمتها لأن الأمن الذي تسعى ايران الى ارسائها في البحار القريبة منها مرتبط ارتباطا وثيقا بالسلام فأمن الملاحة البحرية والتجارة يؤمن الاستقرار الاقتصادي لشعوب منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان وشمال المحيط الهندي.
ان مكافحة الارهاب البحري لا سيما في شمال المحيط الهندي تعد أمرا بالغ الأهمية لأن المضائق والممرات المائية الموجودة هناك تعتبر من الشرايين الاقتصادية والتجارية الرئيسية والهامة في العالم وهي بحاجة لمن يكافح القرصنة البحرية المتفشية فيها وهذا ما تقوم به السفن البحرية الايرانية في المناطق القريبة من مضيق باب المندب على سبيل المثال.
اما قضية الارتقاء بالجهوزية الدفاعية والدفاع عن الحدود البحرية ومصالح البلاد وارساء الامن في البحار واختبار جميع الاسلحة والمعدات المشاركة في المناورات فهي تمثل الهدف الرئيسي لهذه المناورات فلا يخفى على أحد ان منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان تعيش ظروفا خاصة بفعل تدخلات القوى الخارجية التي تنفذ سياسة "فرق تسد" وتعمل عل تهديد حياة شعوب هذه المنطقة عبر اقامة قواعد بحرية وجوية وبرية في هذه المنطقة لتكون سيفا مسلطا على رؤوس كل مناهض للسياسات الغربية الداعمة للكيان الصهيوني في هذه المنطقة، وحينما تجري ايران مثل هذه المناورات فإنها في الحقيقة تريد ان تقول لهذه القوى الدخيلة على المنطقة ان قبضة القوات العسكرية الايرانية هي فوق رؤوس القوات الاجنبية المتواجدة فيها لسحقها في حال ارتكاب اية حماقة وهذا ما اكده القادة العسكريون الايرانيون مرارا وتكرارا.
ان استتباب الامن في مياه بحار المنطقة على يد الجمهورية الاسلامية الايرانية يصب في صالح جميع بلدانها وقد قدمت بحرية الجيش الايراني، في مختلف مهماتها، الكثير من المساعدات للسفن والقطعات البحرية التابعة لمختلف بلدان العالم لكن البحرية الايرانية لاتتهاون مع اي محاولة للمساس بأمن ايران وتهديد مصالحها.
ومن جهة أخرى تأتي المناورات البحرية الايرانية بعد اسابيع من قيام الدول الغربية الرئيسية وهي امريكا وبريطانيا وفرنسا واستراليا باجراء مناورات ترايدنت البحرية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز ومن الواضح ان القوات المسلحة الايرانية تريد ان توصل رسالة الى هؤلاء بأن السيادة هنا هي لشعوب المنطقة وليست لمن يأتي من وراء البحار ليبحث عن مصالحه في بيوت الآخرين.
صحيح ان مناورات "الولاية 95" هي ضمن سياق المناورات السنوية الكبرى التي تجريها القوات البحرية للجيش الايرني لكنها تأتي هذه المرة في اعقاب العنتريات التي كان يطلقها الرئيس الامريكي الجديد والتي تضمنت تهديدات للزوارق الايرانية في الخليج الفارسي وما شبه ذلك، ولذلك فإن لتوقيت هذه المناورات دلالات مهمة ومنها ان ايران لا تهاب أبدا العنتريات وان الحسم سيكون في الميدان.
الخليج الفارسي وبحر عمان هو بيت لشعوب هذه المنطقة الذين لا عداوات ولا بغضاء بينهم اذا تركهم الغرباء وعملائهم لشأنهم، ومن الطبيعي ان تجري دول هذه المنطقة المناورات والتدريبات لرفع جهوزيتها الدفاعية كما من الطبيعي ان تجري هذه الدول المناورات البحرية المشتركة فيما بينها على غرار المناورات البحرية الايرانية العراقية التي جرت قبل أشهر قليلة، لكن المستهجن هو وجود القواعد العسكرية ومنها البحرية للقوى الغربية في هذه المنطقة كجسم غريب زرع في جسد هذه المنطقة.
/انتهى/