الجزائر.. دعوات لحماية صحفية أصيبت في العراق من “الاستغلال الطائفي”

آخر تحديث 2017-02-28 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

الجزائر/ عبد الرزاق بن عبد الله/ الأناضول: خلفت تصريحات متضاربة أطلقتها صحفية جزائرية من العاصمة العراقية بغداد، أصيبت منذ أيام خلال تغطيتها معارك بالقرب من مدينة تلعفر (شمال)، حول تحولها للمذهب الشيعي جدلا كبيرا في الجزائر، وسط مطالب بتدخل السلطات في البلدين لحمايتها من “الاستغلال الطائفي”.
وتنلقت الصحفية سميرة مواقي، التي تعمل لحساب فضائية الشروق الجزائرية (خاصة) في أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى العراق لتغطية معركة تحرير الموصل، التي أطلقتها القوات الحكومية العراقية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي 13 فبراير/ كانون الثاني الجاري، أصيبت هذه الصحفية برصاص قناص من تنظيم “الدولة الاسلامية” الإرهابي، في رأسها، خلال معارك بالقرب من تلعفر (65 كلم غرب الموصل) أين كانت ترافق قوات الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، ونقلتها السلطات العراقية للعلاج في بغداد.
وقبل يومين تم تداول شريط فيديو لمواقي، من العراق على نطاق واسع وهي ترد على أسئلة شخص “أنا باقية في العراق..أنا لست سنية الآن.. أنا جدي الحسين”، في إشارة إلى اعتناقها المذهب الشيعي.
وخلف هذا الفيديو جدلا كبيرا في الجزائر وسط دعوات لحماية هذه الصحفية من “الاستغلال الطائفي”.
وفور انتشار هذه التصريحات نشر شقيقها حمزة، على صفحتها على موقع “فيسبوك”، توضيحا جاء فيه “أنا حمزة، أخ سميرة، أنا في العراق. هذا الفيديو استعمل من أجل تحطيمها (..)، هي مريضة نفسيا بسبب رصاصة أصيبت بها في الرأس (..)، هي لا تتذكر حتى أبي وأخي وجدتي”.
من جهته قال يزيد، الشقيق الأكبر للصحفية في تسجيل فيديو آخر، إن سميرة، “ليست في قواها العقلية والنفسية بسبب إصابتها في الرأس″.
واليوم الثلاثاء، تم نشر شريط فيديو جديد لهذه الصحفية تعتذر فيه عما صرحت به سابقا، وتقول “أعتذر.. فأنا جزائرية قلبا وروحا رغم أنني متواجدة بعيدا عن الجزائر”.
وأطلق صحفيون جزائريون، أمس، عريضة على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنيت، تدعو السلطات الجزائرية والعراقية إلى “التدخل العاجل لمراعاة ظروف الزميلة سميرة مواقي، الصحية والنفسية، بالكف خاصة عن استغلالها أو الزج بها في سجالات أيا كان نوعها أو مهما كان هدفها”.
كما أصدر المجمع الإعلامي “الشروق” الذي تعمل له الصحفية، اليوم، بيانا أكد فيه أنه “تفاجأ وأصيب العاملون فيه بصدمة كبيرة بعد مشاهدتهم للفيديو الذي أعلنت (سميرة) من خلاله تشيعها”.
ودعا “السلطات العراقية والجزائرية التدخل لتسهيل عودة سميرة، مع أهلها إلى الجزائر، لاستكمال العلاج وممارسة حياتها الطبيعية بعيدا عن كل أشكال الضغوطات”.
ووفق إدارة هذه المؤسسة الإعلامية، فإنها سبق وأن دعت الصحفية للعودة من تغطية الحرب بعد نهاية مدة التكليف؛ المقدرة بثلاثة أسابيع “لكنها رفضت (..) وقدمت استقالة غير مكتوبة من العمل في القناة”، دون تحديد تاريخ ذلك.
وجاء قرار إدارة الفضائية بعد نشر هذه الصحفية شريط فيديو عبر صفحتها على “فيسبوك”، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يظهرها وهي مع قوات الحشد الشعبي قرب الموصل تتحدث بسخرية عن “استهداف السكان السنة في العراق”.
ولم تصدر السلطات الرسمية في الجزائر بيانا حول القضية، لكن صُحفا محلية نقلت، اليوم، عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن “السفارة الجزائرية ببغداد، طالبت السلطات العراقية والقائمين على علاج الصحافية سميرة مواقي، بمنع الزيارات إليها منعا كاملا لتفادي أخذ تسجيلات وتصريحات منها وتحريفها ونشرها، وهي في هذه الحالة النفسية الصعبة، الأمر الذي أصبح يحرج ويقلق عائلتها بشكل كبير”.