بعد “تقرير غزة” الإسرائيلي.. رموز سياسية في مهب الريح

آخر تحديث 2017-03-01 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

القدس ـ عبد الرؤوف أرناؤوط:

ليس ثمة تقديرات بتأثيرات محتملة لتقرير مراقب الدولة الإسرائيلي حول الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة على الأحزاب السياسية.

ولكن الاعتقاد السائد انه سيمس برموز سياسية.

فالتقرير الذي حلل على مدى عامين أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ الإعلان عنها في العام 1948، يتحدث عن إخفاقات وقعت قبل وخلال الحرب التي استمرت 51 يوما، ولكنه لا يتضمن قرارات بالإقالة او التحقيق.

وتوجه أصابع اللوم أساسا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق موشيه يعالون، والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس.

ويستعد نتنياهو للبقاء في منصبه لأطول فترة ممكنة فيما يعد يعالون وغانتس للعودة إلى الحلبة السياسية.

ويخطط يعالون للمنافسة على رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ويعتزم غانتس شغل منصب قيادي في أحد الأحزاب.

ولكن محتويات التقرير، الذي يحمل ختم مراقب الدولة يوسيف شابيرا، قد تبدد هذه الأحلام.

وقالت صحيفة “الجروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن “الانتقادات تهدد بتقويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو المس بشكل دائم بصورة “سيد الأمن” ما يجعله مكشوف سياسيا عند اقتراب الانتخابات”.

وأضافت:” استنتاجات التقرير يمكن أن تشوه سمعة وزير الدفاع السابق يعالون والرئيس السابق لهيئة الأركان بيني غانتس، والمدير السابق لجهاز الأمن (الشاباك) يورام كوهين والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي والرئيس الحالي للموساد يوسي كوهين”.

وبالمقابل، فقد رأت الصحيفة أن التقرير قد يشكل دفعة سياسية لوزير التعليم وزعيم حزب “البيت اليهودي” اليميني نفتال بنيت، وزعيم حزب “هناك مستقبل” المعارض يائير لابيد.

ويرى المحلل السياسي البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ناحوم بارنيع، إن” صياغة التقرير لا تشكل تهديدا استراتيجيا لا للحكومة ولا لقادة الجيش الإسرائيلي”.

وكتب في صحيفته واسعة الانتشار، إن جل الانتقادات توجه إلى نتنياهو وأيضا وزير الدفاع السابق يعالون وقائد الجيش السابق بيني غانتس.

وكان نتنياهو ويعالون وغانتس قد استبقوا نشر التقرير بتصريحات وبيانات دافعوا فيها عن أنفسهم.

ونقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” الثلاثاء، عن نتنياهو قوله في اجتماع لحزب الليكود، الذي يتزعمه (عقد الإثنين الماضي)” لقد وجهنا لحماس أقسى ضربة عرفتها في تاريخها… قضينا على حوالي ألف مخرب من حماس، وعلى كبار قادته، أسقطنا أبراج الارهاب، عملنا بكل قوة، بمسؤولية وبتنسيق كامل بين القيادتين السياسية والعسكرية”.

وبدوره، قال يعالون في تصريح صحفي نشره مساء السبت، وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منه:” في الأسابيع القادمة ستسمعون الكثير من الجرف الصامد، أولئك الذين تعاملوا مع السياسة في الحكومة خلال الحرب، على نحو غير مسبوق، سيواصلون ذلك هذا الأسبوع أيضا”.

وأضاف يعالون:” سيقولون لكم إنهم لم يعلموا، إنه لم يقال لهم، إنهم لم يتلقوا التقارير والكذبة الأكبر منها جميعا القول، إننا لم نكن مستعدين وإننا خسرنا، كل هذا هراء”.

كما رفض غانتس (قائد الجيش السابق) في تصريحات نقلتها عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) ما جاء في التقرير.

وخلص المحلل العسكري أليكس فيشمان في صحيفة “يديعوت احرونوت” الثلاثاء إلى أن” التقرير ليس نتاج عمل لجنة تحقيق قضائية، تملك تفويضا بالتحقيق تحت طائلة الانذار، والاشارة الى الاخطاء في نوعية القرارات والتشكيك في قدرات صناع القرار، يمكن للمراقب الاشارة الى الاخفاقات في اجراءات اتخاذ القرارات، وشكل تطبيقها، نقطة”.

وفيما يلي نبذة عن الأحزاب الإسرائيلية المشكلة للائتلاف الحكومي الحالي:

-الليكود: برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتأسس في العام 1973 وهو حزب يميني إسرائيلي يدعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعتبر القدس عاصمة لإسرائيل ويطلب السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وبخاصة تلك التي تشمل المستوطنات الإسرائيلية ويرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وللحزب 30 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي.

-شاس: برئاسة وزير الداخلية ارييه درعي وقد تأسس في العام 1984 وهو حزب يميني ديني لليهود الشرقيين يؤمن بالاحتفاظ بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وبعدم قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 ويدعو لأن تكون القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل ويرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وللحزب 7 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي.

-إسرائيل بيتنا: برئاسة وزير الدفاع افيغدور ليبرمان وهو حزب يميني ينحدر مؤيدوه من اليهود من أصول روسية وهو يرى أن لا إمكانية لصنع السلام مع الفلسطينيين وأن المطلوب هو تطبيع عربي للعلاقات مع إسرائيل بما قد يؤدي إلى حل مع الفلسطينيين يتم بموجبه تبادل مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية مع ضم قرى ومدن عربية في إسرائيل إلى الكيان الفلسطيني دون الانسحاب من القدس الشرقية او السماح للاجئين بالعودة.

وللحزب 6 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي.

-البيت اليهودي: برئاسة وزير التعليم نفتالي بنيت وهو حزب يميني موالي للمستوطنين الإسرائيليين، ويدعو إلى ضم 60% من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا، فيما تبقى من الأرض مع الإبقاء على القدس الشرقية تحت السيادة الإسرائيلية، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين ويرفص إقامة دولة فلسطينية.

وللحزب 8 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي.

-كلنا: برئاسة وزير المالية موشيه كاحلون، وهو حزب يميني لا يؤمن بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 ويؤيد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية وضم القدس الشرقية إلى إسرائيل ومنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة.

وللحزب 10 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي.

-يهودوت هتوراه: برئاسة وزير الصحة الحاخام يعقوب لتسمان وهو حزب يميني ديني يرفض اتفاق اوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويؤيد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ويعتبر أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وان القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل وأن لا عودة للاجئين الفلسطينيين.

وللحزب 6 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي.