ما بعد المباراة | هل 3-4-3 هي حل مشاكل البرسا؟

آخر تحديث 2017-03-02 00:00:00 - المصدر: موقع goal

التحليل الفني لمباراة برشلونة أمام سبورتينج خيخون

استعاد برشلونة نغمة الانتصارات الكبيرة بعد الاستفاقة من كارثة باريس، وتفوق على ضيفه المتواضع سبورتينج خيخون بستة أهداف لهدف في المُباراة التي لُعبت على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة الـ25 من الدوري الإسباني.

  برشلونة | 3-4-3 نصف الحل فقط! 
 
عاد برشلونة ليعتمد على خطة 3-4-3، والتي من الواضح أن لويس إنريكي قد نهجها بعد كارثة باريس من أجل منح الفريق حلولًا إضافية في الخروج بالكرة من الخلف، لكنها كباقي الخطط، لها ما لها وعليها وما عليها، خاصة في حالة برشلونة الذي لا يملك لاعبين قادرين على أداء دور الظهير المزور كما يحصل مع تشيلسي مثلًا.

◄من بين إيجابيات خطة 3-4-3 في برشلونة هي منحها للفريق حلولًا إضافية في خط الوسط أثناء الخروج بالكرة تحت الضغط، فالفريق يملك حينها 4 لاعبين في خط المنتصف ومنتشرين على عرض الملعب، بالإضافة إلى ميسي الذي يتراجع بكثرة لخط الوسط من أجل مد يد العون في هذا السياق.

◄الخطة تُعطي أيضًا بعض الضمانات الدفاعية للفريق في حالة فقدان الكرة في مناطق متقدمة، ففي الوضع العادي، وعند تعرض الفريق لضغط متقدم، يضطر إنريكي للجوء إلى الخروج بالكرة عبر الرواقين، وهو ما يجعل الظهيرين يتقدمان إلى الأمام للمساهمة في هذا الشق، وما إن يفقدان الكرة حتى يُصبح الفريق الخصم بأربعة أو خمسة لاعبين أمام قلبي الدفاع وربما لاعب خط وسط إضافي، أما في الوضع الحالي، فهناك ثلاثة لاعبين ثابتين في الخلف، وهو ما يمنح الفريق توازنًا عدديًا حتى عند فقدان الكرة. 

◄هجوميًا، خطة 3-4-3 تُعطي الفريق توازنًا أكبر أثناء صناعة اللعب، وتعطي فاعلية أكبر للجهة اليمنى التي تواجد فيها رافينيا اليوم، رغم أن الفريق مازال مصرًا على تركيز بنائه الهجومي على الجهة اليُسرى. فمع تواجد راكتيتش وسواريز، كان يتطرف رافينيا أكثر للجهة اليمنى أو يتوغل لمنطقة الجزاء وهو ما جعله يكون وراء هجمات كثيرة كونه في كرات كثيرة كان أقرب للمرمى مما يكون عليه في خطة 4-3-3.

◄بالمُقابل، للخطة سلبياتها...فقد شاهدنا سواءً أمام أتلتيكو مدريد أو اليوم أن الجهة اليُمنى تبقى مستباحة، خاصة وأن رافينيا لا يتراجع بالصورة المطلوبة لسد تلك الثغرة. كما سبق وأن ذكرت في بداية الفقرة، برشلونة لا يملك لاعبين قادرين على تأدية دور الظهير المزور، خاصة بسبب نزعتهم الهجومية الطاغية. اليوم اضطر ماسكيرانو للتدخل في أكثر من مناسبة لسد تلك الثغرة، أو على الأقل التقليل من مخاطرها، لكن لقطة هدف خيخون تفضح ذلك المشكل بشكل واضح.

◄وبشكل عام، لا يُمكن أخذ مباراة اليوم كمعيار للحكم على نجاعة الخطة في حل مشكلة الخروج بالكرة من الخلف...فالحقيقة أن خيخون ضغط بشكل متقدم، لكنه كان سيئًا جدًا في هذا الشق، ولم يكد يُضايق لاعبي البرسا، بل سهّل كثيرًا من مهمته في إيجاد مساحات في ظهر المدافعين. لاعبو البرسا، وإن وجدوا المساحات في مناطق الخصم كما حصل اليوم، فإن الأمر قد انتهى. ولا داعي لنعود ونمجد في مقومات ميسي، نيمار أو سواريز، فالكل يعلم أن أية طينة من اللاعبين نتحدث.

◄نقطة أخيرة أحب الإشارة لها، وهي أهمية إيجاد التوازن تحت أية خطة يلجأ لها الفريق...ما يقوم به إنريكي من عمل تكتيكي قد يكون جزءً من حلول مشاكل الفريق، لكن إن تواصل لاعبو الوسط في تراخيهم الغريب في التنشيط الدفاعي في بعض اللقطات، فإن المشكل لن يُحل بل قد يتفاقم خاصة مع بعض المساوء التي ظهرت خاصة عبر الجهة اليُمنى لدفاع الفريق. بوسكيتس خاصة يحتاج لمراجعة نفسه.

سبورتينج خيخون | الضغط المتقدم جيد، لكن هل تملك أسلحته؟

من الجيد أن يعرف مُدرب سبورتينج خيخون أن الضغط المتقدم من بين أفضل الحلول لإحراج برشلونة، لكن من الأفضل أن يعرف إمكانيات لاعبيه قبل ذلك وأن تكون الخطة على مقاسهم. فمن المؤكد أن روبي كان ليلعب بخطوط متراجعة للخلف لو كان يعرف السوء الذي سيظهر به فريقه أثناء الضغط وخاصة تواضعهم البدني وعجزهم الكامل عن مجاراة نسق لاعبي البرسا، خاصة أثناء التحول من الوضع الهجومي للدفاعي.

◄فرض الضغط المتقدم على البرسا حل جيد جدًا إن تمكنت من عزل مفاتيح اللعب لإنريكي وامتلكت الزاد البدني الكافي من أجل الركض مرتين أكثر من الخصم، لكن إن كنت ستضغط بشكل متقدم لتتمشى أمام مدافعي البرسا، فاعلم حينها أن أمرك قد انتهى، وذلك ما حصل لخيخون بشكل عام اليوم.

◄بالمقابل، ورغم سوئه، إلا أن خيخون تمكن من إيجاد ثغرة في مناطق البرسا ونجح في التسجيل، وهو ما يُظهر إلى أي حد هو هش خط دفاع البرسا، وكم هو متراجع مستوى بوسكيتس مثلًا والذي عجز تمامًا عن مجاراة لاعب خيخون الذي انطلق في ظهره.

◄انتقد البعض قلبي دفاع خيخون وحمّلهم مسؤولية ما حصل اليوم لفريقهم، لكني شخصيًا أعتقد أن مشكلة الفريق الأولى كانت في خط وسطه الذي كان شبه غائب...راكيتيتش، سواريز ورافينينا فعلوا ما يحلو لهم في الثلث الأخير من الملعب، وإن تركت قلبي دفاع بلا مساعدة أمام لاعبين من طينة الMSN فلا تنتظر منهم أن يخرجوا بالمعجزة.