الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قالت مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب إنّ أيًّا من الزعماء الإسرائيليين الذين تحدثوا عن موضوع أنفاق حماس لم يذكر المخاطر التي تنتظر الجيش الإسرائيليّ اليوم في العام 2017، وكيف أنّ الجيش الإسرائيليّ والجيش المصريّ أيضًا لا ينجحان في التغلب على نوع آخر من الأنفاق العسكريّة التابعة لحماس.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ الحديث يدور عن أنفاق لتهريب السلاح من شبه جزيرة سيناء إلى القطاع، ومعظمها يتركز اليوم في منطقة مدينة رفح المقسومة نصفين: نصفها في شمال سيناء في مصر، ونصفها الآخر جنوبي قطاع غزة.
المصادر قالت لموقع “تيك ديبكا” الإسرائيليّ، المُختّص بالشؤون العسكرية والمخابراتية إنّ هذه الأنفاق، التي لا تقل خطورة عن الأنفاق الـ”إرهابية” التي تؤدي من غزة إلى إسرائيل، تنقل في الأسابيع الأخيرة، وتحديدًا منذ بداية كانون الثاني (يناير)، شحنات أسلحة من صنع كوريا الشمالية لصالح كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكريّة لحماس.
وساقت قائلةً إنّه في وسط شحنات السلاح تلك صاروخ مضاد للدبابات من صنع شمال كوريا (Bulsae-2) وهو صاروخ مضاد للدبابات منتج من خلال الهندسة العكسية (إعادة تصنيع منتج آخر بإتباع تفاصيل مكونات دراسة المنتج الأصلي) لصاروخ روسي مشابه (9K111 Fagot) الذي أنتج بداية السبعينات.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنّه في إطار جهود الهندسة العكسيّة التي تقوم بها كوريا الشمالية فكك مهندسون محليون الصاروخ الروسيّ ودرسوا أجزاءه ووظائفها وأعادوا صناعته وأنتجوا صاروخًا مشابهًا للغاية. وأكّدت أيضًا أنّ صاروخ (9K111 Fagot) يستخدم التوجيه عبر الانترنت، ومن أجل إصابة آلية حربية مدرعة على مشغل الصاروخ أنْ يحافظ على خط رؤية متواصل مع الهدف، جهاز التوجيه المتطور المركب فوق مجمع قاذفة الصاروخ يتعقب الهدف، وإن تحرك، من خلال مجس الأشعة تحت الحمراء، ويرسل تعليمات تصحيح لحركة الصاروخ من خلال كابل كهربائي دقيق يتبع الصاروخ عند انطلاقه إلى أنْ يصيب الهدف. كما أنّ أجهزة التوجيه البصري الموجودة في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات الحديثة تستخدم أسلوب توجيه مختلف.
وأوضحت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، بحسب الموقع، أنّ هذه الصواريخ مركب عليها مؤشر ليزر يرسم شعاعًا بصريًا على الهدف، فيسير الصاروخ متبعًا الشعاع ويدمره، هذه التقنية اعتمدت منذ بداية الثمانينات وما تزال منتشرة إلى يومنا هذا.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الصواريخ الموجهة بشعاع الليزر لها مسافة أطول من تلك التي تعمل وتدار من خلال استخدام الكابل الكهربائي، وهكذا فإن لـ (9K111 Fagot) مسافة مجدية تبلغ 2.5 كم فقط مقارنة بصاروخ الكورنيت الروسي (9M133 Kornet) ذي المسافة المجدية 5.5 كم. وكذلك الصواريخ الموجهة بمؤشرات الليزر محصنة في وجه التشويشات الكهرومغناطيسية ومقاطعة الذبذبات المستخدمة من قبل أجهزة التعطيل، على خلاف صواريخ التاو، التي يتحكم بها وتعمل من خلال موجات الراديو.
كما شدّدّت المصادر على أنّه في العام 2014 أثناء عملية “الجرف الصامد” استخدمت حماس صواريخ مضادّة للدبابات موجهة بالليزر مثل هذه، لكنّها لم تكن تمتلك حينها سوى عدد قليل منها، والآن يمتلك التنظيم “الإرهابيّ” على الأقل 1500 من هذه الصواريخ، والتي وصلت مؤخرًا إلى القطاع، الأمر الذي سيمكنه في حال اندلاع حرب مع إسرائيل من إنتاج شبكة من الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة بالليزر في مواجهة طوابير الدبابات وناقلات الجند المدرعة التابعة للجيش الإسرائيليّ.
وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّه الآن يمكن أنْ تشاهد في قطاع غزة وحدات من كتائب عز الدين القسام تتدرب على إطلاق مركز للصواريخ المضادة للدبابات، تلك التي لا يوجد لإسرائيل سوى القليل من التفاصيل حول مداها وقدراتها.
كما أشارت المصادر إلى أنّ شحنات الصواريخ الكورية تصل إلى القطاع من ليبيا من خلال شبكات تهريب تحضرها إلى رفح، من هناك تنقل الصواريخ ومنظومات عسكرية أخرى من خلال أنفاق التهريب التي يشبه بعضها إلى حدٍّ كبيرٍ المباني وطريقة تشغيلها الأنفاق “الإرهابيّة” المؤدية من القطاع إلى إسرائيل.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّه على الرغم من أنّ سلاح الجو المصري يهاجم كل بضعة أيام فتحات دخول الأنفاق في رفح، إلّا أنّه لا ينجح في إسكاتها، وعزت السبب إلى أنّ حماس تحفر أربعة أو خمسة أنفاق، بينما واحد منها فقط يستخدم نفقًا تشغيليًا، وبقية الأنفاق هي أنفاق للتمويه، على حدّ تعبيرها.
إلى ذلك، قال ضابط إسرائيليّ كبير في قيادة المنطقة الجنوبيّة إنّ حماس وذراعها العسكري تواصل التجهيز لمعركتها القادمة مع إسرائيل، رغم أنّها غير معنية بالمواجهة الآن. وأضاف أنّ حماس زادت عدد أفراد وحدة النخبة إلى 5 آلاف مقاتل ومئات من الكوماندوز البحريّ، إضافةً إلى عمليات تطوير للصواريخ لتحقيق مدى أطول وتجنب اعتراضها من نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ.