احمد الحاج
أن أفتح اليوتيوب فيطل علي في كل مرة في الغدو واﻵصال من يطعن بالصحابيين الجليلين وبالخليفتين الراشدين ، أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما وارضاهما ، أمر مقزز ومنفر للغاية وبالأخص ان الطاعن يعيش وسط جو مليء بالطعون والشرور من حيث يدري وﻻيدري ، ناهيك عن ان معظم القصص والحكايات التي يسوقها – وهو يمطك بحلكه ويمسح بخشمة ويجفف بعرقه – هي اقرب الى قصص الف ليلة وليلة منها الى الوقائع التأريخية المعتمدة ، فضلا عن الاحتقان الذي يسببه والفتنة التي يثيرها بين مكونات الشعب الواحد في مثل ظروف العراق الخطيرة جدا وهو يقف على شفير الهاوية !!!
وفي كل مرة أقول لعل هؤلاء يلتفتون الى ماهو أجدى للناس وأنفع لهم في أمور دينهم ودنياهم ، لعلهم يتنبهون الى كم الكوارث المخيفة الحالية والمستقبلية التي تحيق بهم من كل حدب وصوب ، لعلهم يخصصون يوما للتأريخ و10 أيام للواقع ..خمسة أيام للتأريخ وخمسة للواقع مناصفة ..ﻻ فائدة بتاتا ، شغلهم الطعن بسيرة الصديق والفاروق رضي الله عنهما عن كل شيء من حولهم بالمطلق !!
هناك مثل انجليزي يعجبني جدا يقول ” المفلس يجتاز السوق سريعاً ” وان كان هذا المثل يصدق على أحد فأنما يصدق على من اسلفت من الروخونيين الذين يمرون على المشاكل المحيطة بهم كالبرق مرور المفلس المرتاب الذي ﻻقدرة له على الاصلاح والتغيير مطلقا فيرنو الى التأريخ هربا وفرارا من الواقع الشائك ينطبق عليهم مقولة الروائي نجيب محفوظ ” لو ظل التخلف في مجتمعاتنا فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدلا من الآثار “.
لهؤلاء كلهم اقول ان كنتم تعلمون او ﻻ تعلمون ، فان ” المخدرات تنتشر وتفتك بشباب الجنوب العراقي فتكا بلا رحمة ، إدمانا ، وتعاطيا ، واتجارا ، وترويجا ، وزراعة ، وتهريبا ،وتصنيعا بدءا بالكرستال مرورا بالحشيش والترياق والهيرويين والكوكايين والامفيتامينات وما يترتب عليها وبتأثيرها مع الخمور من حوادث اغتصاب وقتل وخطف وسرقة وسطو مسلح وقطع طريق على مدار الساعة تقف البصرة في صدارة قائمتها …دع حديثك – الباهت والباطل – عن ابي بكر وعمر وتحدث عن كارثة المخدرات التي كالسيل فوق جنوب العراق قد انهمر .
الانتحار كارثة اخرى سجلت فيها المحافظات الجنوبية الارقام الاعلى على مستوى العراق والوطن العربي بين النساء والرجال تراوحت بين الشنق واطلاق الرصاص والغرق والحرق وبالاخص في ذي قار والبصرة والمثنى و ميسان و واسط وبصورة غير مسبوقة وانت بعيد عنها كل البعد ..ﻷنك غارق في حكاياك القديمة التي تتجدد وتتضخم ويضاف لها من التوابل والمقبلات مالم يروه أسلافك بمرور الوقت ، صباح ومساء !!
النزاعات العشائرية وبمختلف انواع الاسلحة وبمعدل 450 نزاعا فقط في ميسان وبشكل شبه يومي ،وصلت الى نزاع على ” دجاجة ” دهست عرضا كما في النجف ، مادفع الحكومات المحلية الى المطالبة بتسليم كل انواع الاسلحة الثقيلة بيد المواطنين اليوم في النجف وبابل وذي قار والديوانية وكربلاء بناءا على ما اقره مجلس الامن الوطني العراقي واستنادا الى احكام المادة 78 من الدستور العراقي ولغرض تحقيق الامن والاستقرار والسلم المجتمعي خلال مدة اقصاها 10 ايام بعد ارتفاع معدلات القتلى والجرحى والفصول العشائرية من جرائها ، ﻻفتة الى ، ان ” الاسلحة المشمولة تشمل الهاونات بمختلف انواعها وقاذفات الصواريخ والاسلحة الثقيلة غير التابعة للقوات الامنية المخولة قانونا وتسليم الاسلحة والاعتدة التي تدخل في الرمي غير المباشر “، هل شجعت على تسليم السلاح وحصره بيد الدولة ؟ هل تحدثت عن خطره المفزع ودوره في ازهاق الانفس البريئة واهدار الدماء المعصومة وترهيب الناس أم أن الحديث عن ابي بكر وعمر قد شغلك تماما عن كل ذلك ؟!
التهريب بكل انواعه وبالاخص تهريب المواد الغذائية والدوائية والتجارية التالفة أونافدة الصلاحية والتي تدخل اطنانا بتواريخ مزورة وبصورة يومية عبر المنافذ الحدودية وتقتل المئات من حولك .. المقذوفات والالغام غير المنفقلة التي تتوزع على مساحات شاسعة من الجنوب العراقي وتقتل وتعيق سنويا بين 13 – 16 الف شخص ..نسب البطالة المرعبة والفقر المدقع التي تجاوزت 50% ومعاناة سكنة العشوائيات وأصحاب اﻷجور اليومية والعقود الشهرية ممن يتظاهرون بأستمرار مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم من دون جدوى ، علاوة على تهريب النفط واﻵثار والمواشي والاغنام و تصحر الاراضي الزراعية وتراجع المساحات الخضراء وهجرة المزارعين والتلوث البيئي و….انت ﻻ حس وﻻنفس ﻷنك منشغل بسرد الحكايا والاقاصيص التي ﻻتصمد امام البحث العلمي والتحليل النقدي بل وامام العقل والنقل ايضا ، حكاياك قد ملها الناس وأنفوا منها ومن قائلها كلية فأن لم تكن تعلم بذلك فها أنذا اقولها لك !!
ماذا بعد عودة اﻻف المسلحين الى محافظاتهم قريبا جدا بعد انتهاء ملف استعادة الموصل ؟
ماذا بعد افتتاح مئات المكاتب لفصائل مسلحة بعناوين ﻻحصر لها ، كلهم يزعم وصلا بليلى وليلى ﻻتقر لهم بذاكا ..وفي كل يوم نسمع في وسائل الاعلام بغلق مكتب منها ﻷنه منتحل ووهمي ومخالف للقانون يمارس السطو والاحتيال ؟
ماذا عن ارتفاع معدلات الطلاق التي وصلت الى 20% والعنوسة والايتام والارامل وعزوف الشباب عن الزواج وهجرتهم الى بغداد او لجوئهم الى الخارج ناهيك عن ارتفاع تكاليف العلاج والمواصلات وتوقف معظم المصانع الحكومية والاهلية وما ترتب عليها من تسريح الخبرات والكفاءات وتراجع التعليم وارتفاع الامية والجهل والتخلف والسحر والتنجيم والامراض السرطانية .
ماذا عن ملف نقص الخدمات واختفاء الكهرباء الوطنية والتعيينات الكيفية المعتمدة على المحسوبية والمنسوبية والمدارس الطينية والمشاريع الاستثمارية المتلكئة واستشراء الفساد المالي والاداري والسياسي ؟ ماذا عن صراع الاحزاب فيما بينها ولكل منها قوة عسكرية على اعلى المستويات وخلفية عشائرية واتباع وانصار وخلافاتها من جراء الصراع على السلطة والنفوذ والموانئ والمنافذ الحدودية والنقاط الجمركية والحقول واﻵبار النفطية وترسيم الحدود وحفر الخنادق بين المحافظات الجنوبية حتى بات الصدام المرتقب بينها جليا يلوح في الافق للقاصي والداني ، من المراقبين و سواهم …هل يشغل بالك كل هذا ام ان – فبركة القصص التأريخية – قد انساك مايدور من حولك !
وانوه الى ان بقاء السلاح بيد المواطنين ، بغياب سلطة الحكومة المركزية والمحلية على النزاعات العشائرية ، والاحزاب السياسية ، وعصابات الجريمة المنظمة والسطو المسلح ، والاتجار بالبشر والاعضاء والمواد المهربة ، مع صمتك وامثالك المطبق وانشغالك بالتهجم على الصحابة المكرمين بنص القرآن الكريم سينتهي بكارثة حقيقية ومعارك دامية ﻻتبقي وﻻتذر بوجود من له مصحلة اقليمية ودولية في تأجيجها وإشعال فتيلها ..اللهم هل بلغت اللهم فأشهد !!اودعناكم اغاتي