دمشق- بيروت – (د ب أ)- ا ف ب-استعادت القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها السيطرة على مدينة تدمر من تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر عليها قبل اكثر من شهرين.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ)أن الجيش السوري والقوات الرديفة سيطرت اليوم الخميس على مدينة تدمر بعد هروب ارهابيي تنظيم داعش باتجاه مدينة السخة حوالي 70 كم شمال مدينة تدمر وبادية دير الزور”.
واضاف المصدر”ان خبراء الالغام الروس والسوريين باشروا بتمشيط المدينة والكشف عن الالغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم قبل انسحابه من مداخل المدينة، وفي المحاور الرئيسية وبعض شوارعها”.
وأكد المصدر ان التنظيم تكبد مئات القتلى والجرحى في عملية استعادة مدينة تدمر التي انطلقت بداية منتصف شهر كانون ثاني/يناير الماضي.
وقام التنظيم المتطرف بتفجير بعض المواقع في المدينة الاثرية ومنها واجهة المسرح الروماني واعمدة الترابيتليون نهاية شهر كانون ثاني/يناير الماضي .
ومن المنتظر ان يعلن الجيش السوري عبر بيان عسكري استعادة القوات الحكومية على مدينة تدمر .
وتمكن الجيش السوري بدعم جوي وبري روسي الاربعاء وبعد اسابيع من المعارك من دخول المدينة الواقعة في منطقة صحراوية في ريف حمص الشرقي، بعد نحو ثلاثة اشهر من سيطرة الجهاديين عليها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الخميس “انسحب التنظيم من غالبية مدينة تدمر بعد تلغيمها بشكل مكثف”.
واشار الى وجود “انتحاريين في القسم الشرقي من المدينة”، موضحا ان “قوات النظام لم تستطع ان تدخل عمق المدينة او الأحياء الشرقية”.
وبحسب عبد الرحمن، “لم يعد هناك من وجود لمقاتلي التنظيم في القسم الاكبر من المدينة الاثرية في جنوب غرب تدمر لكنها ملغمة بشكل كثيف”.
وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من دمشق الخميس ان “وحدات الجيش توغلت في مدينة تدمر من المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي بعد أن سيطرت على المزارع والتلال كافة المحيطة بالمدينة”.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ 11 كانون الاول/ديسمبر على تدمر، علما انه كان قد تمكن من الاستيلاء على المدينة في الفترة الممتدة من ايار/مايو 2015 حتى آذار/مارس 2016، قبل ان يستعيد النظام السيطرة عليها، ثم يخسرها مجددا.
والمدينة التي يعود تاريخها الى أكثر من ألفي عام مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي الانساني نظرا لآثارها.
واقدم التنظيم خلال فترة سيطرته على تدمر على قطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الاسعد (82 عاما) وتنفيذ اعدام جماعي في حق 25 جنديا سوريا على المسرح الروماني. كما دمر معبدي بعل شمسين وبل وقوس النصر وقطعاً أثرية كانت في متحف المدينة.
ودمر التنظيم مطلع العام التترابيلون الاثري المؤلف من 16 عموداً، كما الحق اضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني. ووصفت الامم المتحدة ذلك بـ”جريمة حرب”.
واستعادت دمشق الثلاثاء تمثالين نصفيين تم ترميمهما في ايطاليا كان دمر التنظيم وجهيهما بالمطارق.
– تركيا تهدد –
في محافظة حلب (شمال)، وعلى جبهة اخرى مع تنظيم الدولة الاسلامية، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية عربية تدعمه واشنطن، الخميس من استعادة قريتي تل تورين والقارة الواقعتين شرق مدينة الباب غداة تمكن فصائل سورية معارضة تدعمها انقرة من السيطرة عليهما، بحسب المرصد السوري.
وتسببت المعارك بين الطرفين وفق المرصد، بمقتل عنصر من قوات سوريا الديموقراطية.
وتأتي محاولة القوات التركية والفصائل القريبة منها المنضوية في حملة “درع الفرات” التوسع شرق الباب نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في مدينة منبج.
وهدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحافيين “قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب” من منبج.
وقال القيادي في حملة “درع الفرات” احمد حسن لفرانس برس “هدفنا العسكري بعد تحرير الباب هو التوجه.. الى مدينة منبج والسيطرة عليها (…) والتجهيز لمعركة الرقة”، ابرز معاقل الجهاديين في سوريا.
وتصنف تركيا المقاتلين الاكراد بـ”الارهابيين”، وبدأت في آب/أغسطس الماضي هجوماً بريا غير مسبوق في شمال سوريا لطرد الجهاديين وكذلك الاكراد من المنطقة الحدودية.
وتتقدم قوات سوريا الديموقراطية من جهتها نحو الرقة، وترفض اي مشاركة لتركيا في المعركة.
– جنيف والارهاب –
دبلوماسيا، تواصل الامم المتحدة مساعيها لاحراز تقدم في المحادثات التي تجريها في جنيف مع الحكومة والمعارضة السوريتين من اجل حل الازمة السورية.
وتستثني المفاوضات التنظيمات الجهادية التي يتوافق الاطراف على محاربتها.
وتطالب دمشق باضافة بند مكافحة الارهاب على جدول أعمال المفاوضات التي لم تبدا بعد بشكل مباشر بين الطرفين الاساسيين المعنيين ولم تتطرق الى عمق المواضيع.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاربعاء عن مصدر مقرب من الوفد الحكومي في جنيف ان المحادثات مع مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا “توجت بالاتفاق على أن الجدول يتضمن اربع سلات تتساوى في الأهمية وهي الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات”.
الا رئيس بعثة الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة يحيى قضماني اكد لفرانس برس “رفض اضافة سلة الارهاب الى السلل المطروحة”، مضيفا “ان وضعها دي ميستورا في اي وقت لن نتعامل معها او ندخل في النقاش فيها”.
وكان دي ميستورا اقترح على الوفود المشاركة ورقة تتضمن البحث في ثلاثة عناوين اساسية بشكل متواز هي الحكم والدستور والانتخابات، على ان يصبح كل من ملفي وقف اطلاق النار والارهاب من اختصاص محادثات استانا.
وبدأ دي ميستورا مباحثاته الخميس بلقاء وفد منصة القاهرة المعارضة التي تضم شخصيات معارضة مستقلة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي.
وقال عضو وفد منصة القاهرة فراس الخالدي لفرانس برس بعد الاجتماع “قلنا له (دي ميستورا) ان كنت تريد طرحها (سلة الارهاب) فلا مانع لدينا ولكن نظنها ستعرقل المفاوضات ونفضل ان يكون مكانها آستانا”.
واشار الى ضرورة ان يتم نقاشها “في إطار واضح ومحدد. فالإرهاب ليس داعش فقط، بل البراميل ارهاب وقمع المدنيين وحصارهم من اي طرف ارهاب”.
ورأى رئيس الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري في لقاء له مع صحافيين في جنيف “انه من المناسب للرئيس ترامب ان يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية” في شأن سوريا لتحقيق تقدم في محاربة الارهاب والحلول.