مجد فطوم
بعيدا عن زخم أخبار المؤامرات و الحروب الأهلية وأشلاء الأبرياء المتناثرة في اليمن السعيد وقلب العروبة النابض وغيرها من دول السبرنغ العربي، تكاد وسائل الاعلام تنسى، وربما تناست تماما فلسطين، الا من خلال اطلالات نادرة على بعض الشاشات وبغير أوقات الذروة ، أو في الصفحات الداخلية جدا لبعض الصحف التي أساسا لم تعد تقرأ صفحاتها الأولى، ربما يجادل البعض ان هناك فرق بين المجازر و المصائب و هول الأحداث هنا و هناك . ولكن ليس هذا موضوعنا. فالمقلق والمحير في اخبار فلسطين، أكثر من تعقيدات المنطقة، هي تصريحات الرئيس محمود عباس و تصرفاته .
منذ سنوات و نجده في ظل التصعيد الاسرائيلي وتزايد الاستيطان السرطاني يصعد لهجته ويهدد الكيان : سنوقف التعاون الأمني مع الاسرائيليين ان لم يتراجعوا عن كذا …! سأستقيل و تسقط السلطة و تتحملون وحدكم المسؤولية الكاملة . يسعد المتابع بكلامه و ينتظر ندم اسرائيل، و يفرح لقوة مواقف السلطة و عنفوانها. ولا يقطع سعادته هذه سوى خبر قريب العهد بما سبقه من تصعيد: عباس يزور نتنياهو ويبحث معه…ابو مازن يتصل بنتنياهو ويؤكد له … ابو مازن اول المعزين في جنازة بيريز !!!
من الملفت ان بين تلك و هذه اسرائيل لم توقف عدوانها يوما ، ومستوطناتها تتكاثر يوما تلو الآخر وهذا ليس بالجديد فهي منذ وجدت وهذا ميثاقها . لكن الذي لا يفهم هو تصرفات و تصريحات الرئيس الفلسطيني الغريبة والمحيرة.
لا … بل أكثر من هذا، ان وجود السلطة الفلسطينية برمتها غير مفهوم في ظل الاحتلال و سحق الشعب الفلسطيني وانتهاك مقدساته، فما الغاية منها دفع الرواتب ام التنسيق الامني مع العدو ؟ وما الذي قدمته لهذا الشعب الصامد تجاه العدو الاسرائيلي، والصامت تجاهها. ولم يسكت على تصرفات سلطته المهينة والمخجلة أليس من الأصح الثورة عليها قبل المحتل ؟؟؟
بربكم ما لذي تنتظرونه من هذه السلطة و لم كل هذا التعجب من اهتمام أبو مازن بأراب أيدول ؟ ربما قد يكون هناك بين الفن و الفنانين أكثر صدقا وتشبثا بمواقفه .
الجميع اليوم في فلسطين والعالم يترقب وينتظر ان ينفذ ترامب وعده لإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية الى القدس و عندها … ماذا ؟؟ هل صحيح أن دول التي اجتمعت في ايران لدعم انتفاضة شعب قضية العرب المركزية ستغلق السفارات الاميركية، و هل فعلت ذلك او أقل منه حين حصلت أحداث أخطر من هذا ؟ ماذا ستفعل تلك السلطة ؟ هل ستحل نفسها و تقاوم العدو. أم ان الرئيس أبو مازن سيخرج على الاعلام و يهدد الجميع : إن لم تعيدوا السفارة الى تل أبيب سنوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل … و ستندمون !!