تحرير: حيدر عيد
من خلال عرض أصوات لمثقفين و أكاديميين أمريكيين و فلسطينيين و إسرائيليين مناهضين للصهيونية، يهدف هذا الكتاب إلى تقديم نظرة عميقة في كيفية طرح برامج سياسية بديلة و أساليب نضال متعددة تؤدي في المحصلة النهائية إلى سلام عادل في فلسطين.
فكرة الكتاب الرئيسية، الذي قام الأكاديمي الفلسطيني حيدر عيد بتحريره والمشاركة بفصلين ومقدمة, مع مجموعة من الأكاديميين النقديين تتمحور حول الحلول السياسية المطروحة وكيفية التعامل مع آثار النكبة ومواجهتها بحلول خلاقة.
فأصحاب حل الدولتين عادة ما يجادلون أن هناك “إجماعاً دولياً” عليه، متناسين أن هذا الحل العنصري تم تصنيعه في إسرائيل وتغليفه في الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة، وبذلك يتوقعون من الشعب الفلسطيني أن يتخلى عن حقوقه الأساسية كبشر! كما أنهم يتوقعون ألا يتعلم الشعب الفلسطيني من تاريخ التجارب النضالية الناجحة ضد الاستعمار الاستيطاني في جنوب أفريقيا، وإيرلندة الشمالية والجنوب الأمريكي والجزائر حيث كان هناك أيضاً “إجماعاً” غير عادلٍ لفترة زمنية محددة حتى تم تغييره وخلخلته، بسبب النضالات الحثيثة والمبدئية نحو حل عادل غير عنصري. حل الدولتين بطبيعته عنصري ولذلك فإنه من المعيب أن يتم تبنيه من قبل اللاجئ المضطَهَد والفلسطيني الذي يعيش كمواطن درجة ثالثة في دولة الأبارثهيد والاستعمار الاستيطاني. وما نجح حل الدولتين في تحقيقه لفترة محددة هو أنه قام بتأجيل حقوق هاتين الفئتين من أبناء الشعب الفلسطيني، مع فشله في طمسها.
ويخلص الكتاب إلى أن الحل العادل نسبياُ هو دولة واحدة لكل سكان فلسطين بغض النظر عن العرق و اللون والدين، مما يشكل نقيضاً وجودياً لمنظومة القمع المركب من احتلال و أبارثهيد و استعمار استيطاني.
يشارك في الكتاب الباحثة الأمريكية الراحلة كلير براندابر, و الأكاديمية الإسرائيلية المناهضة للصهيونية تانيا رينهارت التي وافتها المنية بعد قرارها مغادرة إسرائيل بسبب عدم قدرتها العيش تحت نظام أبارثهيد. كذلك شارك بفصل في الكتاب المؤرخ الإسرائيلي الأشهر إيلان بابيه صاحب كتاب “التطهير العرقي في فلسطين”, والأكاديمي الفلسطيني-الأمريكي جون حلاقه, مع فصلين من حيدر عيد.
رابط الكتاب
https://www.morebooks.de/store/gb/book/countering-the-palestinian-nakba:-one-state-for-all/isbn/978-3-330-84800-9